أعلنت الجامعة العربية أمس، عن تشكيل وفد وزاري عربي مصغر للتصدي لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها. وفيما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات ودهم بالضفة الغربية، قال نادي الأسير الفلسطيني، إن قوات الاحتلال تحاول إرهاب المقدسيين بشن عمليات اعتقال يومية ضدهم. نبيل شعث : ذاهبون إلى خيار فرض إطار دولي يكون راعياً لأي عملية سلام قادمة. وتفصيلاً، قال المتحدث الرسمي باسم أمين عام جامعة الدول العربية محمود عفيفي، إنه في ضوء الاتصالات التي أجرتها على مدى الأيام الأخيرة المملكة الأردنية، بصفتها رئيس كل من القمة العربية ولجنة مبادرة السلام العربية، تم تشكيل الوفد الوزاري العربي المصغر المنوط به التحرك على الأصعدة الدبلوماسية والإعلامية، من أجل مواجهة الآثار الناشئة والتبعات السلبية لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. وأوضح المتحدث الرسمي، في بيان صحافي أمس، أن الوفد يتشكل من وزراء خارجية الأردن وفلسطين ومصر والسعودية والمغرب والإمارات، والأمين العام للجامعة العربية. وأشار المتحدث إلى أنه من المنتظر أن يعقد الوفد أول اجتماعاتِه في العاصمة الأردنية عمّان مع مطلع الأسبوع المقبل. وكانت مصر العضو العربي في مجلس الأمن تقدمت بمشروع قرار للمجلس، أعده الوفد الفلسطيني في الأمم المتحدة، يؤكد أن وضع القدس لن يتحدد إلا بالمفاوضات النهائية تأكيداً لإجراء قانوني اتخذه مجلس الأمن في قرارات صدرت عنه في السنوات الماضية. وقال دبلوماسيون إن المجلس يمكن أن يجري تصويتاً على مشروع القرار الذي طرحته مصر، اعتباراً من اليوم. وفي رام الله صرح مستشار الرئيس الفلسطيني، نبيل شعث، بأن القيادة الفلسطينية ذاهبة إلى خيار فرض إطار دولي متعدد الاقطاب يستند إلى المرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، مؤكداً في الوقت نفسه موقف السلطة رفض قبول الولايات المتحدة كراعٍ لعملية السلام. ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية أمس، عنه القول: «نحتاج عامين أو ثلاثة كي نفرض هذا الإطار الدولي على الولايات المتحدة.. إطار دولي كان بدأه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند وجمع 74 دولة». وأضاف أنه «حتى لو تراجع الرئيس الأميركي عن قراره الأخير في ما يخص القدس، فإننا ماضون لفرض إطار دولي يكون راعياً لأي عملية سلام أو مفاوضات قادمة». وأوضح أن «اجتماع القيادة المقرر اليوم سيبحث مسألة الإطار الدولي والتوجه إلى مجلس الأمن، فضلاً عن بحث إعادة النظر بشكل جدي في اتفاقية أوسلو». وأضاف: «سيعاد النظر في اتفاقية أوسلو، وليس بالضرورة إلغاؤها، ممكن أجزاء منها وإعادة النظر في البنود التي لا تطبقها إسرائيل وعدم التزامنا بها.. لكن قرار إلغاء أوسلو لن يقرره اجتماع واحد، وقد يتم هذا على مراحل». في الأثناء، دهمت قوات الاحتلال فجر أمس بلدات وقرى عدة في محافظات الضفة الغربية، رافقه مواجهات واحتجاز مواطنين وإغلاق مداخل بعضها. واعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين على خلفية مشاركتهم في المواجهات المندلعة مع الاحتلال، منذ إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، كما اعتقلت فلسطينياً في حي سلوان بذريعة «مشاركته في إلقاء حجارة وألعاب نارية على أجهزة الاحتلال الأمنية». واستولت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، على مبلغ مالي من منزل عائلة أسير في بلدة قباطية بمحافظة جنين شمال الضفة الغربية، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في بلدة يعبد جنوب مدينة جنين فجراً. وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أطلقت قوات الاحتلال خلالها الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بالاختناق. من جهة أخرى، أكد مدير نادي الأسير الفلسطيني بالقدس ناصر قوس، أن قوات الاحتلال تحاول إرهاب المقدسيين بشن عمليات اعتقال يومية ضدهم. ونقلت وكالة «قدس نت» الفلسطينية عن قوس قوله، إن الاحتلال يشن عمليات اعتقال يومية ضد المقدسيين، سواء في صفوف المعتصمين في شوارع المدينة احتجاجاً على قرار ترامب بشأن القدس أو عن طريق عمليات الاستدعاءات المنزلية. وأضاف أن «الاحتلال يحاول إرهاب المقدسيين خصوصاً المعتصمين الذين تتزايد أعدادهم يومياً، في محاولة لتهدئة الوضع في المدينة». وشدّد على «شراسة عمليات الاعتقال واستهدافها لكل الشرائح العمرية لمن هم تحت 18 وفوق 18 كذلك»، مستدركاً أن «الاحتلال يستهدف النساء أيضاً للحد من دورهن الفعال في التظاهرات الاحتجاجية». وفي ما يتعلق بأعداد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات على قرار ترامب، أكد قوس أن «أعداد المعتقلين منذ 10 أيام وصلت إلى 205 معتقلين، منهم من تم الإفراج عنه ومنهم من ينتظر لائحة الاتهام، وآخرون في انتظار تمديد اعتقالهم». وأكد نادي الأسير الفلسطيني، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي مارست أساليب مختلفة من التعذيب بحق أغلبية من اعتقلتهم خلال حملة الاعتقالات الأخيرة، المزامنة للانتفاضة التي أعقبت إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.
مشاركة :