قدَّم معالي رئيس الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ نفسه في الشهور القليلة الماضية بوصفه قائدًا فذًّا قويًّا حيويًّا، حاضرًا بفعل وتفاعل مع كل الظروف والأحداث، متحمسًا للتغيير والتطوير والتجديد.. نجح بسرعة فائقة وصورة مذهلة في ضبط إعلامنا الرياضي، وتأديب الغوغائيين منهم، ومثلهم الفوضويون والمتلاعبون في الأندية ولجان اتحاد الكرة. ولأننا أمام تحوُّل رياضي غير مسبوق فمن الطبيعي أن تعترضه بعض المصاعب والأخطاء وسوء التنفيذ من الجهات المعنية، وكذلك عدم توافر الكوادر المتخصصة الخبيرة والقادرة على مسايرة حجم وتسارع الواقع الجديد، وعلى الوقوف مع معاليه بالفكر والرأي والمشورة. من مبادراته الإنسانية الجميلة تكفله بتكريم المدربين السعوديين المميزين، وبعلاج المرضى من اللاعبين القدامى، وبحفلات اعتزال عدد من النجوم الدوليين المنسيين في أنديتهم، وكذا علاج عدد آخر من المصابين، وأيضًا دعمه صناديق بعض الأندية. ولأنها خطوات رائعة، تعني الكثير للرياضة والرياضيين، فإنني أتطلع إلى أن يكون لها لائحة تنظيمية، تحدد شروط وآلية وكيفية وكمية ونوعية المبادرات والأشخاص والجهات المستحقة لها، سواء في الأندية أو النجوم في سائر الألعاب، وليس كرة القدم فقط؛ وذلك لضمان العدل والمساواة بين الجميع، وحتى يكون مردودها على رياضتنا ومخرجاتها وعلى مستحقيها أكثر فاعلية وإيجابية.. كان بالإمكان! لم تكن طريقة اختيار المنتخب المشارك في خليجي 23 بالشكل الذي كنا نتأمله من حيث تسمية قائمته، وتحديدًا من فئة (المواليد) غير المسجلين في الأندية، وفجأة أصبحوا يرتدون شعار المنتخب في بطولة مهمة، لها قيمتها وشعبيتها وتأثيرها إعلاميًّا وجماهيريًّا، إضافة إلى أن نتائجها، سلبية كانت أو إيجابية، ستنعكس على الكرة السعودية عمومًا، وعلى برنامج تحضير الأخضر للمونديال بصفة خاصة. يخطئ اتحاد الكرة إذا كان يرى أن ذهابنا للكويت لمجرد المشاركة دون النظر لأية حسابات أو أهداف أخرى، ويخطئ أكثر إذا لم يدرك ماذا تعني لنا دورة الخليج، وخصوصًا في هذا الوقت؛ لذلك كنا نتمنى ونتوقع أن تكون مشاركتنا بأسماء معروفة ومؤهلة للمنافسة وتحقيق البطولة. وحتى لا تؤثر القائمة على الدوري كان بالإمكان ضم لاعبي الصف الثاني في المنتخب الأول مع إتاحة الفرصة لعدد من اللاعبين البارزين في فرق الدوري الذين لم يسبق لهم تمثيل المنتخب الأول بدلاً من المواليد عديمي الخبرة والتجربة.. إلى جانب ما تقدم فيما يتعلق بالأسماء فإن الأخضر سيشارك في الدورة بلا إعداد، وبمدرب جديد، ومع هذا سنكون متفائلين بتقديم مستوى يليق بشعار وألوان واسم المملكة.. وحتى لو جاءت النتائج بأقل من طموحاتنا فمن المفترض أن يتم التعامل معها إعلاميًّا وجماهيريًّا بشيء من الهدوء والروية، وبقناعات تفهم الواقع والظروف، وتتفهم أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان. وهذا من أجل أن لا تنعكس سلبًا في المرحلة القادمة على مسار إعداد المنتخب لنهائيات كأس العالم.
مشاركة :