بدأت إيران استخدام الخط البري بين طهران والبحر الأبيض المتوسط مروراً بالعراق وسورية لأغراض عسكرية غداة سيطرة القوات النظامية السورية من جهة والجيش العراقي وقوات «الحشد» من جهة أخرى على المناطق الحدودية بين البلدين. وأبلغت مصادر سورية وكالة أنباء «الأناضول» بأن قافلة من «الحرس الثوري الإيراني» و «الحشد» العراقي، دخلت خلال الأيام الماضية الأراضي السورية عبر مدينة البوكمال واتجهت نحو محافظة دير الزور شرق سورية. وأشارت المصادر إلى أن هذه التحركات العسكرية تؤكد بدء استخدام إيران فعلياً خط طهران- دمشق لأغراض عسكرية، وامتلاكها بالتالي القدرة على مواصلة وجودها العسكري في سورية. إلى ذلك، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحرير «قوات سورية الديموقراطية» لمدينة الرقة بـ «المسرحية»، مشيراً إلى أن هروب عناصر «داعش» من المدينة «يؤكد أن التنظيم المتطرف والحزب الديموقراطي الكردي في سورية وجهان لعملة واحدة». وقال أردوغان إن «العالم شاهد إرهابيي داعش يغادرون الرقة عبر تدخل جهة يعلمها الجميع». وهدد الرئيس التركي في كلمة خلال مؤتمر لحزب «العدالة والتنمية» جنوب تركيا بـ «تطهير مدن عفرين ومنبج وتل أبيض ورأس العين والقامشلي في سورية من الإرهابيين» وهي مناطق تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب الكردية»، المكوّن الرئيس في «قوات سورية الديموقراطية» التي تتهمها أنقرة بالارتباط بـ «الحزب الديموقراطي الكردي» المصنّف إرهابياً في تركيا. واعتبر أردوغان أن الحوادث التي تجري في محيط بلاده ليست منعزلة، مشيراً إلى أن «هدف مجزرة الإنسانية والحضارة في سورية هو ذاته هدف الظلم والخطوات الاستفزازية في القدس». في غضون ذلك، اتهم رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الشيوخ الروسي فيكتور بونداريف الولايات المتحدة بمحاولة البقاء في سورية «لزعزعة الوضع هناك مجدداً»، مؤكداً أن موسكو «ستساعد الرئيس السوري بشار الأسد في تصدّيه لهذه المحاولات». وقال بونداريف، وهو قائد القوات الجوية الروسية السابق، إن واشنطن «لن تترك سورية بل تسعى إلى إثارة البلبلة وزعزعة الأوضاع فيها، فيما ستساعد موسكو دمشق لدرء هذه المخاطر». واعتبر المسؤول الروسي أن الأسد «لديه قوات كافية لمواجهة المحاولات الأميركية وعدم السماح بتدهور الأوضاع نحو الفوضى مجدداً»، مضيفاً: «سنبقي قاعدتنا في مطار حميميم، ونعتزم تطوير مرفأ طرطوس لتحويله قاعدة عسكرية بحرية متكاملة». ولفت إلى أنها «ليست المرة الأولى التي يدعم فيها الأميركيون الإرهابيين والقوى المدمرة»، متهماً واشنطن بـ «محاولة تحويل سورية إلى ليبيا أخرى وتدميرها».
مشاركة :