تقع مدينة شلتنهام في مقاطعة غلوسترشير على أطراف كوتسوولدز، في جنوب غرب إنكلترا. ويمر تحت المدينة نهر الشلت الذي جاء اسمها منه. وتبعد من العاصمة البريطانية أقل من 100 ميل. ويشار إلى أن شلتنهام أصبحت من أكثر مدن المنتجعات الصحية شهرة في بريطانيا بعد أن تم اكتشاف أحد الينابيع عام 1716، حيث لم تكن قبل ذلك إلا مجرد مدينة مثلها مثل أية مدينة بريطانية أخرى. ولذلك، أصبحت منطقة سياحية من الطراز الأول بعد أن زارها جورج الثالث عام 1778، فكانت هذه الزيارة دعاية مهمة لهذه المدينة الجميلة. ويطلق عليها لقب مدينة الحدائق في إنكلترا، كونها تحتوي على العديد من الحدائق الجميلة وتتمتع بريف باهر. وتتميز شلتنهام بنمط معماري يطلق عليه اسم ”ريجنسي“، وهو نمط يعود إلى تاريخ المدينة القديمة والتي كانت منتجعاً قبل أن تتحول إلى مقر لسباقات الخيل. وتحتوي البلدة اليوم على متحف ويلسون للفنون ومسرح فكتوريا وقاعته المزخرفة القديمة. وتعتبر المدينة المقر الرئيس لكل أنواع سباقات الخيل بخاصة سباق القفز فوق الحواجز، حيث تعد رياضة سباقات الخيول ثاني أكبر رياضة جماهيرية في بريطانيا بعد كرة القدم. وهي ذات أطول تاريخ في البلاد وتمتد جذورها إلى العصر الروماني. وكما هي الحال في رياضة كرة القدم التي نشأت في بريطانيا أيضاً وكتبت فيها قوانينها السارية حتى اليوم، فإن تقاليد وقوانين رياضات الخيول نشأت وتطورت هي الأخرى في بريطانيا. ويتجمع أصحاب الخيول ومدربوها وساستها كل عام في هذه المدينة لتحقيق أحلامهم بالفوز بلقب البطولة. وهي تستضيف في شهر آذار (مارس) من كل عام سلسلة سباقات تنتهي بعد أربعة أيام بسباق الكأس الذهبية. وتأسس أول نادٍ رياضي للخيول واسمه «جوكي كلوب» عام 1750، ومنه ظهرت للمرة الأولى قواعد السباق من حيث تصنيف الخيول وتوحيد أوزان المتسابقين. وقد نظمت هيئة تنشيط السياحة البريطانية (visit Britain) زيارة لـ «الحياة» إلى نادي الفروسية «جوكي كلوب»، الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من معالم بريطانيا إلى جانب مهرجان تشلتنهام وداربي إنفستك. ينظم النادي سنوياً أهم نشاطات سباق الخيل في الرزنامة البريطانية، وهو يساهم بذلك في الحياة الثقافية في بريطانيا، مانحاً ملايين الناس فرصة للاحتفال معاً والمشاركة في لحظات تاريخية. ويحضر سنوياً حوالى مليوني شخص سباقات نادي الفروسية، المواظب على تطوير تلك الرياضة المثيرة بكل فخر واعتزاز. ويشار إلى أنه ينضوي ضمن عضوية النادي ١٦٤ شخصاً بمن فيهم ٢٤ عضواً فخرياً. ويتم تعيين الأعضاء بناء على خبرتهم وتجاربهم في سباقات الخيل والتزامهم دعم نادي الفروسية لتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها، ورسم خطط ورؤى لمستقبله. ويعتبر أعضاء النادي أمناء على نجاحه، وهم يعملون من أجله بلا مقابل بحيث يتم استثمار أية أرباح في مشاريع سباقات الخيل البريطانية. وتلعب العائلة المالكة دوراً مهماً في مستقبل نادي الفروسية الذي يضم من بين أعضائه خمسة من أفراد العائلة المالكة، على رأسهم الملكة اليزابيث الثانية والأمير فيليب بوصفه دوق أدنبره وولي العهد الأمير تشارلز (أمير مقاطعة ويلز). ويشار إلى أن رياضة سباق الخيل توظف ٦٠٠٠ شخص، لتوفير العناية والاهتمام بنحو ١٤٠٠٠ حصان وفرس يتم تدريبها في ظل برنامج قل نظيره في العالم بالنسبة لمستوى الاهتمام والرعاية والتي تكلف ملاييين الجنيهات. وعلى مدى أيام السباق الأربعة، يحضر ما لا يقل عن ٢٥٠ ألف شخص في آذار (مارس) من كل عام. ويتربع مهرجان تشلتنهام، الذي أنشئ عام ١٩١١، على قمة موسم الصيد وسباق الخيول الآتية من شتى أنحاء بريطانيا وإرلندا. ويساهم حوالى ٨٠٠ صحافي في تغطية حوادث الموسم كل عام.
مشاركة :