رحب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني، بالبيان الذي أدلى به رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فخامة السيد باراك أوباما، والذي دعا فيه إلى العمل سوية من أجل التصدي لفكر جماعة «داعش» و»القاعدة» و»بوكوحرام»، وغيرها من الجماعات الأخرى التي تعمل على تلطيخ صورة الدين الإسلامي الحنيف، وشدد السيد مدني على ضرورة توسيع نطاق هذه الدعوة لتشمل كل الجماعات المتطرفة التي تعمل على ترويج خطاب التحريض على الكراهية والعنف ضد الأقليات والمجتمعات الدينية في شتى أنحاء العالم، والتصـدي كـذلك لإرهـاب الـدولة الشبيه بنظـام الفصل العنصري. وقد أشاد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ببيان الرئيس أوباما الذي أكد فيه مجددًا أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن ولن تكون أبدًا في حالة حرب مع الإسلام ولا مقتنعة لمفهوم الصدام بين الحضارات، وهي وجهة نظر روجتها بقوة بعض الدوائر السياسية وأناس نصبوا أنفسهم خبراء، كما شدد إياد مدني على أهمية تأكيد الرئيس أوباما على أن «الحرب الدينية الدائمة مسلك مضلل يسلكه المتطرفون الذين يعجزون عن بناء أو خلق أي شيء، ومن ثم يعمدون فقط إلى الترويج للتعصب والكراهية. وليس من قبيل المبالغة القول: إن مستقبل البشرية يتوقف على مدى توحدنا في مواجهة أولئك الذين يسعون إلى بث روح الفرقة والشقاق فيما بيننا قبليًا وطائفيًا وعرقيًا ودينيًا، وتغتنم منظمة التعاون الإسلامي فرصة الاهتمام الذي توليه الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حاليًا لقضيتي التطرف والإرهاب لتؤكد أن ممارسات المجموعات الإرهابية، مثل داعش، والتي تزعم كذبًا أنها تنتمي إلى الإسلام وتسعى إلى تبرير أعمالها الإجرامية التي ترتكبها مـن أجـل قضية الإسلام، لا تمت بأية صلة لهذا الدين الحنيف ومبادئه التي تنادي بالعدل والمساواة والتراحم وحرية المعتقد والتعايش، لقد درجت منظمة التعاون الإسلامي على التنديد بهذه الحركات والدعوة إلى التفاهم ومواجهة السياق الاجتماعي والاقتصادي والبيئة التي تغذي هذا الطرف وإلى أخد الحيطة والحذر من أولئك الذين يُسخرون القتال ضد الإرهاب أو اختراق الحركات المتطرفة، من أجل توسيع أجندتهم السياسية وخدمة أغراضها. من جهة اخرى تحتفل الأمة الإسلامية بالذكرى الخامسة والأربعين لميلاد منظمة التعاون الإسلامي بفضل مبادرة خيّرة من قبل المغفور لهما الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، والحسن الثاني عاهل المملكة المغربية - طيب الله ثراهما - إثر جريمة حرق المسجد الأقصى، وتهدف المنظمة إلى جمع الأمة الإسلامية تحت سقفٍ واحدٍ من أجل الذود عن مصالحها، والإسهام في تعزيز العمل الإسلامي المشترك، ومساندة قضايا الشعوب الإسلامية، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني العادلة، لتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وبهذه المناسبة نسجل باعتزاز المنجزات القيّمة التي حققتها المنظمة منذ إنشائها، والمتمثلة خاصة في ترسيخ التضامن والتآزر بين دول المنظمة وشعوبها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية، وذلك بفضل التنسيق والتعاون المشترك بين الأمانة العامة والأجهزة الفرعية والمتخصصة، كما أولت منظمتنا عناية خاصة بالدول الأعضاء الأقل نموا في إفريقيا وآسيا عبر إنجاز برامج ومشروعات تنموية وإنسانية. كما أصبح للمنظمة حضورًا فاعلاً على الساحتين الإقليمية والدولية فيما يرتبط بقضايا السلم والأمن والاستقرار والتنمية في إطر شراكتها وتعاونها المتواصل مع المنظمات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الشراكة الاستراتيجية مع الأمم المتحدة. وإذ نفتخر بما تم إنجازه لتعزيز العمل الإسلامي المشتركي، فلا ينبغي أن نتغافل عن التحديات الجسام التي ما زالت تواجه الأمة الإسلامية ومؤسستها الجامعة، منظمة التعاون الإسلامي، وتتمثل أبرز هذه التحديات في مجابهة خطر التطرف والغلو والإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار دولنا، وفي العمل الجاد والدؤوب لترقية التنمية المستدامة وبناء قاعدة للبحث العلمي والابتكار وتعميق قيم الإسلام التي تؤكد على العدل والرحمة والمساواة والمسؤولية الفردية والدور الاجتماعي داخل المجتمعات الإسلامية، وهذا يستوجب تضافر جهود الجميع، دولا ومؤسسات، من خلال تبني مقاربات جديدة متعددة الأبعاد توفر المناخ البيئي المناسب لتحقيق ذلك ولاعتماد استراتيجية شاملة لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة للعمل الإسلامي المشترك.
مشاركة :