عندما سمحت إدارة مانشستر يونايتد للمدرب الهولندي لويس فان غال بصرف أكثر من 150 مليون جنيه إسترليني على ستة لاعبين جدد، كان الاتفاق واضحاً بشروطه إعادة الفريق إلى المنافسة على اللقب المحلي وإلى المشاركة في دوري الأبطال، وإحراز المركز الثالث كأسوأ نتيجة متوقعة. الآن وبحسب المؤشرات الحالية فإن يونايتد يسير إلى إنهاء الموسم أسوأ من المركز السابع الذي احتله الفريق الموسم الماضي تحت قيادة ديفيد مويز المخيبة، فالمدرب الأسكتلندي جمع نقاطاً أكثر مما جمع فان غال في مبارياته الخمس الأولى، علماً بأن يونايتد التقى مانشستر سيتي وتشلسي وليفربول ضمن مبارياته الخمس الأولى الموسم الماضي، في حين التقى يونايتد حتى الآن هذا الموسم مع ثلاثة صاعدين جدد وفريقين احتلا المركزين الـ12 والـ14 في نهاية الموسم الماضي، إضافة إلى الخيبة الكبيرة بالخسارة أمام فريق الدرجة الثانية ميلتون كينز دونز (0-4) في كأس المحترفين، وعلى رغم ذلك كله فإن كثيرين من عشاق يونايتد ما زالوا متفائلين بحقبة المدرب الهولندي. فالصورة المتكبرة والمتعجرفة التي يعكسها مظهر فان غال وتصرفاته في كثير من الأحيان، تكون مصاحبة لنجاحات في النهاية، فخيبة البدايات كانت دائماً مصاحبة له مع فرقه الجديدة، فهو احتل المركز السابع في الجولات الـ10 الأولى في الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ في 2011 قبل أن يفوز باللقب بأريحية، والأمر ذاته تكرر مع برشلونة والكمار، لكن في النهاية كانت النجاحات تأتي لا محالة، على رغم اعتراف فان غال نفسه بأن قيادة مانشستر يونايتد أصعب تحدٍ من أي شيء آخر مر في مسيرته. وعلى رغم جلبه نجوماً من العيار الثقيل، إلا أن الكثيرين يرون أن الخطأ الجسيم الذي وقع فيه فان غال عدم ضمه قلب دفاع من طراز عالٍ لتعويض رحيل المخضرمين ريو فيرديناند ونيمانيا فيديتش، واكتفائه بالمغمورين ايفانز وسمولينغ وجونز والوجه الجديد بلاكيت، على رغم أنه أظهر وجهه القبيح الأسبوع الماضي عقب الخسارة الكارثية أمام الصاعد الجديد ليستر (3-5)، عقب تقدمه (3-1)، وبحسب تقارير محلية فإن صانع الألعاب الإسباني خوان ماتا لاقى نقداً من مدربه الهولندي، بسبب عدم قدرته على القيام بواجباته الدفاعية، في حين وجد قائد الفريق وين روني نفسه أيضاً محل نقد مدربه، الذي اعتبر النجم الإنكليزي ليس هدافاً، ولا يصلح أن يلعب في الخط الهجومي، في حين أنه من الواضح يفضل مواطنه روبن فان بيرسي، على رغم أن الأخير عانى من إصابات عدة في الشهور الأخيرة، مصاحبة إلى فقدان المستوى، ما قاد إلى الاستنتاج بأنه لا يمكن إشراك راداميل فالكاو وفان بيرسي وروني معاً، بل يتعين على فان غال التضحية بأحدهم، إذ أشار البعض إلى أن الأفضلية التي يحظى بها فان بيرسي غير مبررة، فعدا عن هدفه برأسية رائعة أمام إسبانيا في كأس العالم، فإنه خاض مونديالاً مخيباً، على غرار موسمه الماضي تحت إدارة مويز. لكن فان غال يعلم أن المباريات التي خاضها فريقه حتى الآن في الدوري، وهو متحرر من ضغوط المشاركة في دوري أبطال أوروبا ومتطلباتها المضنية، أو حتى في اليوروبا ليغ، تعتبر سهلة إلى حد كبير، ومع ذلك فإن فريقه لم يجمع سوى خمس نقاط احتل بها المركز الـ12، وتنتظره مواجهات ساخنة في الجولات المقبلة، وسيلتقي وستهام المتطور والمنتشي من فوزه الرائع على ليفربول، ثم يلتقي البعبعين ايفرتون ووست بروميتش البيون، ومن بعدها يلتقي يونايتد مع الفريقين الأكثر ترشيحاً للصراع على لقب الدوري في مباراتين متتاليتين، ثم يلعب مع تشلسي في أرضه، وبعدها مباشرة يحل ضيفاً على جاره وعدوه اللدود مانشستر سيتي، الذي سرق مكانه بين النخبة المحلية والأوروبية. وبحلول نهاية هذا العام، قد لا يجد فان غال المزيد من الأعذار، فهو اضطر إلى تغيير خطته المحببة 3-5-2 إلى 4-2-3-1، بسبب إخفاقه في تعزيز خطه الدفاعي، وإذا سارت النتائج على عكس ما يشتهيه، فإن لافتات الاحتجاجات وصيحات الاستهجان التي صاحبت حقبة الأسكتلندي مويز، ستخرج مجدداً إلى العلن، وستتركز الأنظار مجدداً، طلباً إلى الحلول، على رجل صامت يجلس بين الحضور بهدوء.. السير أليكس فيرغسون.
مشاركة :