من أجل الحوار بدلا من «حرب بلا تفكير»..كشف مسؤولون روس، عن «خريطة طريق» روسية ـ صينية، لتسوية أزمة كوريا الشمالية، في تحرك وصفته الدوائر السياسية، بأنه توجه روسي على مسار ما سبق من المبادرة الروسية في سورية، ويتبع نفس نهج التسوية «النووية» مع إيران. خريطة الطريق الروسية ـ الصينية، لتخفيف التوتر حول كوريا الشمالية، تستند إلى وضع آلية لحوار دولي مع «بيونغيانغ»، تقوم على أساس تقديم تنازلات متزامنة من جانب بيونغيانغ والغرب، وفقاً لسيناريو الحوار الذي جرى بين إيران ومجموعة الدول الست سابقاً.. ولم تستبعد مصادر روسية، أن تتوّج الجهود الجارية «الروسية ـ الصينية » والتي تهدف إلى بلورة ملامح «أفكار أو مبادرة»، برفع مستوى الاتصالات مع القيادة الكورية الشمالية. وكان الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أكد أن جلسة مجلس الأمن الروسي، يوم الجمعة الماضي، برئاسة الرئيس فلاديميربوتين، خصصت لمناقشة الوضع في كوريا الشمالية «في ضوء نتائج المكالمة الهاتفية التي جرت بين بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، مع التركيز على حل مشكلة شبه الجزيرة الكورية، وناقشا مسألة إقامة حوار وبناء اتصالات مع الجانب الكوري الشمالي واتفقا على تبادل المعلومات والمبادرات الممكنة في هذا الصدد».. بينما قال الرئيس ترامب، بعد المكالمة إن بلاده «ترغب في مساعدة من روسيا في حل قضية كوريا الشمالية».. مما يشير إلىأن التحرك الروسي لتسوية أزمة كوريا الشمالية، يتم بـ «ضوء أخضر» من جانب الإدارة الأميركية. وعلى هامش «خارطة الطريق» الصينية ت الروسية، كشفت وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية، أمس، أن وفداً من وزارة الدفاع الروسية شارك للمرة الأولى خلال الأيام الماضية في اجتماعات في «بيونغيانغ» للجنة العسكرية المشتركة الروسية ـ الكورية الشمالية، وركزت المناقشات على آليات تنفيذ اتفاق حكومي ثنائي وقعه البلدان في نهاية العام 2015، ونص على فرض قيود على «النشاطات العسكرية الخطرة».. الأمر الذي يراه خبراء في مجلس السياسة الخارجية والدفاع الروسي، توجهاً لدى موسكو لتنشيط تحرك الديبلوماسية العسكرية الروسية، في مسعى إلى تخفيف التوتر حول الملف الكوري الشمالي. ومن جهة أخرى، حذرت كوريا الشمالية من أنها ستعتبر أي حصار بحري تفرضه الولايات المتحدة «إعلان حرب»، فيما دعا الرئيس الصيني، شي جينبينغ، إلى تجنّب نزاع في شبه الجزيرة الكورية، وعدم السماح باندلاع حرب أو فوضى. وأضاف: «مسألة شبه الجزيرة يجب في النهاية حلّها عبر حوار ومشاورات»..ونبّه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وجوب الامتناع عن خوض «حرب بلا تفكير»،وشكك في إعلان وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، استعداد الولايات المتحدة لحوار «من دون شروط» مع كوريا الشمالية، قائلاً إنه «لا يرغب في الإدلاء بتعليقات في شأن تعابير يمكن أحياناً ألا تعكس بدقة تفكير الإدارة الأميركية» !!
مشاركة :