يجتذب درب الساعي يومياً آلاف الزوار للمشاركة في احتفالات البلاد باليوم الوطني، هذه المناسبة العزيزة على قلوب المواطنين والمقيمين على أرض قطر، وقد انعكس هذا الاحتفاء بالمناسبة في تعدد الجاليات التي تتواجد بصورة يومية في درب الساعي، والتي يمكن التعرف على أفرادها بسهولة، من خلال حرصهم على ارتداء الأزياء الوطنية للدول التي يتحدرون منها. ويمكن للزائر أن يلحظ بسهولة الجاليات الآسيوية والإفريقية والأوروبية التي توحدت على أرض قطر، ناعمين بالسلام والسكينة. وشاركت بعض الجاليات -عبر فرقها الموسيقية- بإثراء فعاليات درب الساعي، إضافة إلى الحضور المميز للمؤسسات القطرية، التي تسعى لاغتنام فرصة وجود عدد كبير من الزوار، للتعريف بواجباتها وإنجازاتها، وخططها المستقبلية. وتجتذب أجنحة المؤسسات المواطنين والمقيمين، إضافة إلى السياح الذين يحرصون على معرفة سر نهضة قطر في سنوات قليلة، وأداء مؤسساتها. فرقة الماساي الكينية تجتذب الزوار اجتذبت فرقة الماساي الكينية، رواد درب الساعي بالرقص والغناء على إيقاع الطبول الإفريقية، وقد غنى أفراد الفرقة أغنيات عديدة باللغة الإنجليزية، وعدد من اللغات المحلية. وبحسب قائد الفرقة زاكيز جوكونو لـ «العرب» فإن الأهازيج التي رددها أفراد الفرقة تشيد بدولة قطر وتتمنى لها استمرار الرخاء ومقاومة الأعداء الذين يستهدفون سيادتها وخيراتها، كما أن هنالك أغنيات تمجد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد اَل ثاني أمير البلاد المفدى وقائد البلاد. معهد النور: منتجاتنا متميزة.. ولا نقبل تبرعات قال أحمد القاضي -من معهد النور للمكفوفين- إن مشاركتهم في درب الساعي احتفالاً باليوم الوطني تأتي بصورة راتبة، احتفالاً بالمعاني الكبيرة لذكرى المؤسس، موضحاً أن مشاركتهم تأتي دائماً في شكل معرض للمنتجات التي يصنعها الطلاب المكفوفون في معامل مجهّزة لهذا الغرض. وأكد القاضي أن منتجاتهم مميزة، والدليل على ذلك نفاد عدد منها في وقت مبكر، مثل الأكواب السحرية التي تظهر عليها الصور بمجرد صب الشاي أو القهوة، لافتاً إلى أنها أُنتجت بتقنيات طباعية عالية؛ ما يؤكد تميّز طلاب المعهد والعاملين به. وقال إن مثل هذه المنتجات تعزز ثقة الطلاب في أنفسهم وقدرتهم على الإنتاج، موضحاً أنهم يرفضون قبول التبرعات، وقد شرحوا هذا لعدد من الذين أبدوا رغبتهم في التبرع دعماً لمسيرة طلاب المعهد، مؤكداً قدرة الطلاب على إنتاج سلع ذات قدرة تنافسية عالية. وقال إن الأكواب والأقمصة وبعض المشغولات التذكارية المطبوع عليها صورة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تجتذب المشترين، ولا سيما أن هناك تشكيلات مختلفة بالمعرض. وأكد القاضي أن إشراك الطلاب في العملية الإنتاجية يجري وفقاً لتقارير طبية صارمة تحدد الحالة الصحية الجسمانية والنفسية للطالب. الجناح يحتوي على قسم للاستهلاك «كهرماء» تخاطب جيل المستقبل تشارك المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء» بجناح يعكس التراث العريق لدولة قطر في خيمة الدوحة بدرب الساعي؛ ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني تحت شعار «أبشروا بالعز والخير». وأكدت الأستاذة علياء الجماعي -رئيس قسم الاتصال في إدارة العلاقات العامة والاتصال بمؤسسة كهرماء؛ في تصريح خاص لـ «العرب»- أن مشاركتهم في درب الساعي جاءت انطلاقاً من رغبتهم في دعوة الجمهور للتعرف على كيفية ترجمة حبهم للوطن، ولأن يكونوا شريكاً مهماً وأساسياً في تحقيق رؤية قطر الطموحة؛ لتحقيق الاستدامة بالحفاظ على البيئة وعلى مواردنا الثمينة، لتبقى قطر تنبض بالحياة. وأضافت الجماعي أنه يمكن للزائرين المشاركة والتفاعل مع الفعاليات التي تم اختيارها بعناية لتخاطب جيل المستقبل وجميع فئات المجتمع، ومن أهمها: ورش الاستدامة التي تهدف إلى التعريف بالمدن الصديقة للبيئة، وكيفية إعادة التدوير وزراعة النباتات، وتحقيق الاستدامة، بالإضافة إلى التعريف بالطاقات المستدامة، والتوعية بالسلوكيات الصحيحة؛ للتعامل مع المخالفات ووقف الهدر بأسلوب تفاعلي. كما أشارت إلى أنه تم توفير مساحة للأطفال لممارسة هواياتهم المحببة من الرسم والتلوين، ليتم اختيار أفضل الرسومات ونشرها، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة والفعاليات؛ تشمل الألعاب الترفيهية، والتعريف بطرق الترشيد بأسلوب مبسط، التي تناسب كل مرحلة عمرية، وبمشاركة شخصيات حديقة «كهرماء» للتوعية: قطورة وكهروب وموفر وحياة ونبض. وأوضحت الجماعي أن هناك فعاليات أخرى، منها: قسم التسجيل الذي يعرف الزائر فيه أهمية وجود رقم كهرباء ورقم مياه، وكيفية معرفة معدل الاستهلاك، وقسم خدمات «كهرماء» الذكية، وكيفية التسجيل للاستفادة منها في إجراء المعاملات المختلفة، ولفتت إلى أن «كهرماء» استخدمت في جناحها وسائل تكنولوجية حديثة للتعريف بخدماتها وبطرق الاستهلاك، وخصصت ركناً للتصوير الفوري، ونشر الصور على حسابات «كهرماء» على مواقع التواصل الاجتماعي. كما قالت إن الجناح يشتمل على قسم للاستهلاك، للتعريف بأساليب وأدوات ترشيد استهلاك الكهرباء والماء في صورة تفاعلية، بهدف نشر الوعي بضرورة الترشيد وكفاءة الطاقة والحفاظ على الموارد، بما يحقق أهداف الاستدامة انسجاماً مع رؤية قطر الوطنية 2030. عروض ترفيهية وأضافت الجماعي أن «كهرماء» تقدم -من خلال البرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة «ترشيد»- عدداً من العروض الترفيهية والمسابقات التوعوية خلال الفترتين الصباحية والمسائية على مسرح درب الساعي بخيمة قطر للعمل الاجتماعي، بالإضافة إلى تعريف الأطفال والحضور بتقنيات الترشيد، وطرق تحقيق الاستدامة؛ بمشاركة شخصيات حديقة «كهرماء» للتوعية: قطورة وكهروب وموفر وحياة ونبض؛ وسط تفاعل كبير من الحضور. «دعم الصحة السلوكية»: مشاركتنا جزء من مسؤوليتنا تجاه المجتمع قالت العنود المري أخصائية التوعية المجتمعية بمركز دعم الصحة السلوكية، إن مشاركة المركز في الاحتفال باليوم الوطني المقامة بدرب الساعي، تأتي في إطار إيمان المركز بأهمية المسؤولية المجتمعية الملقاة على مراكز ومؤسسات المجتمع المدني تجاه المجتمع القطري، وحرصاً على مشاركة أبناء الوطن في كافة المناسبات والاحتفالات الوطنية التي تبرز مدى تكاتفهم واعتزازهم بوطنهم، وانطلاقاً من دوره في تنمية المجتمع ورفعة أفراده بكافة شرائحهم كواجب أكثر من خيار، حيث لم تعد المسؤولية الاجتماعية مجرد أفكار وطموحات فحسب، بل أصبحت واجباً وطنياً ودافعاً إنسانياً جماعياً يحرك كافة قطاعات المجتمع. وأضافت المري أن المركز يقدم من خلال هذه المشاركة مجموعة من الأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تناسب كافة الفئات المشاركة، وتشمل التعريف بالمركز وإداراته وأهدافه والفئات التي يستهدفها. وأوضحت أن المشاركات تشمل اختبار تحليل الشخصية لكافة الأعمار عن طريق الرسم، وأداة الإسقاط العمرية، والذي يهدف إلى التعرف على بعض ملامح الشخصية من خلال اختبارات نفسية متخصصة، كما يساهم في معرفة السلوكيات والدوافع التي يجب تغييرها لدى الطفل، كما أن هنالك لعبة إلكترونية تفاعلية بعنوان «وسام الأخلاق» تهدف إلى تشجيع الأطفال على السلوكيات الإيجابية والقيم السلمية، من خلال تحفيزهم بجوائز تشجيعية عند اختيارهم التصرف السليم في المواقف المختلفة. وقالت المري إن المركز قدم عروضاً مسرحية بالعرائس، وتهدف هذه العروض إلى تعزيز قيم المواطنة الأخلاقية، بالإضافة إلى مساهمتها في نشر ثقافة المسرح عند الأطفال، كما اشتملت أنشطة المركز على عدد من الورش التفاعلية والمسابقات للأطفال، تتضمن الرسم والتلوين والقراءة والكتابة وتصميم الملابس التقليدية، وتهدف جميعها إلى مساعدة الطفل على التعبير عن حب الوطن، من خلال التوعية بقيمة المواطنة واكتساب روح التعاون الجماعي. وأكدت على حرص المركز على المشاركة في هذه الاحتفالية التي تعد الحدث الأكبر الذي يجتذب الجميع كل عام، لما يظهر خلاله من تلاحم وتكاتف بين كافة فئات المجتمع القطري، وتعبيرهم عن اعتزازهم وفخرهم بانتمائهم لوطنهم. وأضافت أن المركز يهدف بجانب احتفاله باليوم الوطني إلى نشر أهدافه التي تتمثل في تحقيق رسالة المركز التي تهدف لنشر الوعي السلوكي والقيمي والأخلاقي في المجتمع، من خلال توعية كافة فئاته وخاصة النشء والشباب بمخاطر الانحرافات السلوكية، إضافة إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية والمحافظة عليها. الجالية المغربية: قطر ترحب بمن يقصدها أكد عدد من أبناء الجالية المغربية على تواجدهم السنوي في درب الساعي احتفالاً باليوم الوطني لدولة قطر، التي أمضوا فيها سنوات طويلة، مشيرين إلى ترحيب قطر بالجنسيات كافة التي قصدتها للعمل والحياة الكريمة. وأضافوا أن الحضور بالزي المغربي المميز والذي يُعدّ زياً وطنياً للمغاربة، يتسق مع الحدث وإبراز التنوع الكبير الذي تحفل به قطر. وأوضحوا أن الجالية المغربية من أنشط الجاليات في قطر، ولديها العديد من البرامج المميزة التي تجمع أبناء الجالية. وعن التنسيق للقاء في درب الساعي بالزي المغربي، أوضحوا أن هذا الأمر جرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي حُدد فيها مكان اللقاء وزمن التحرك بالإضافة إلى أهمية ارتداء الزي المغربي. وتمنى أبناء الجالية المغربية أن يحفظ الله قطر وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأن يعيد عليهم اليوم الوطني وقطر رافلة في ثياب العز والخير والسلام. كلية المجتمع: إنجازات الوطن بالأرقام على لوحات مضيئة قال المشرف على جناح كلية المجتمع بدرب الساعي، إن مشاركتهم تأتي في إطار احتفالات الكلية باليوم الوطني ومشاركة جميع مؤسسات الدولة وأفراد الشعب القطري والمقيمين على أرض قطر في هذا الحدث المهم، والذي يمثّل مناسبة وطنية تجدد قيم الولاء والانتماء. وأكد أن الاحتفال باليوم الوطني هذا العام يأتي في ظل أوضاع مختلفة تعيشها البلاد، تمثلت في الحصار الجائر الذي فُرض على دولة قطر من قبل بعض أشقائها، مشيراً إلى أنهم ركزوا في جناح كلية المجتمع على إبراز الدور الكبير الذي لعبته المؤسسات الأكاديمية والبحثية في اجتياز الحصار ودعم صمود أهل قطر. وقال إن جناح كلية المجتمع يكشف عبر لوحات أُعدت للزوار عن قصة هذه الإنجازات بالأرقام. الإنجازات في قطاعات مثل الإنتاج الزراعي، والصناعي، والطرق، والقطاع الصحي، وغيرها من القطاعات. كما أتاحت الكلية مساحة مقدرة للأطفال للتلوين والرسم، بتوفير أدوات متكاملة، إضافة إلى لوحة طباعية تحمل صورة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مؤكداً أن اليوم الوطني يُعدّ مناسبة لتجديد الولاء وفتح الباب أمام النشء للتعبير عن محبتهم لبلادهم ولقيادتها الحكيمة عبر طرق هذه الأجيال في التعبير. وأكد أن كلية المجتمع تلعب دوراً مقدراً في رفد البلاد بالكادر القطري المدرب والمجهز بالمعارف كافة، للمساهمة في العملية التنموية، معتبراً هذا من أجلّ المهام الوطنية التي يجب أن يضطلع بها الشباب.;