"الأسد لا ينبغي أن يرحل"، عنوان مقال غيفورغ ميرزايان، في "إكسبرت أونلاين" عن أن الولايات المتحدة لم تعد تطالب برحيل الأسد رغم الحديث عن عكس ذلك في العلن. ينطلق المقال من أن مطلب "على الأسد أن يرحل" لم يعد الموقف الرسمي للولايات المتحدة. وأن وزارة الخارجية والبيت الأبيض، بالطبع، ينكران ذلك، ويؤكدان أن الموقف الرسمي للولايات المتحدة يبقى على مبدأ "مستقبل سوريا من دون الأسد". ومع ذلك، وفقا لنيويوركر، تصالح دونالد ترامب مع بقاء بشار الأسد رئيسا لسوريا حتى الانتخابات القادمة في هذا البلد، المقررة مبدئيا في العام 2021، وهو ما يعني، في الواقع، رفض الولايات المتحدة اتباع سياسة الإطاحة بالنظام الحالي في سوريا. كما يقول كاتب المقال. ويتساءل ميرزايان: لماذا غير ترامب وجهة نظره؟ فيقول إن بعض الخبراء يرجع ذلك إلى موقف روسيا... فبفضل موسكو، أصبحت الإطاحة بالأسد مستحيلة، وتخلى ترامب، بصفته براغماتيا، ببساطة عن الفكرة. ومع ذلك، فإن المسألة فقدت الأولوية بالنسبة له، وعلى وجه أدق، لم تكن أبدا أولويته الشخصية. ويضيف أن الإطاحة بالأسد كانت هدف أوباما الرئيسي في سوريا. ولسوء حظ الرئيس الأمريكي آنذاك، لم يحقق انتصارا. فقد فشلت واشنطن في التوصل إلى حل وسط مع موسكو. ومع وصول إدارة ترامب، وضعت "صفقة كبيرة" مرة أخرى على جدول الأعمال، ولكن الرئيس الأمريكي تصرف بدهاء أكبر، فهو ببساطة غيّر الهدف. جاء في المقال أن دونالد ترامب قال، في وقت مبكر من بداية العام 2017، إن "الهدف الرئيسي للولايات المتحدة في الاتجاه السوري لن يكون الإطاحة بالأسد، إنما المعركة ضد تنظيم الدولة. في الواقع، في الظروف الحالية، من الأسهل بكثير هزيمة داعش من إزاحة بشار الأسد". ومع ذلك، ترامب نفسه، بطبيعة الحال، لا يعترف رسميا بعبثية هذا الهدف (الإطاحة بالأسد)-يقول كاتب المقال- وستواصل الولايات المتحدة ممارسة الضغط الدبلوماسي على النظام السوري. فأولا، الشعب الأمريكي لن يفهمه؛ وثانيا، لأن الأسد مؤيد لإيران؛ وثالثا، تحاول الولايات المتحدة وأوروبا الضغط على الأسد ليضم إلى حكومةٍ سورية ائتلافية الشخصيات والقوى السياسية التي يحتاجها الغرب؛ ورابعا وأخيرا، لا ينبغي إعطاء أي تنازلات مجانا، بل بيعها، ما ستحاول واشنطن القيام به في المحادثات مع موسكو.
مشاركة :