سلطان: «الشارقة للدراسات اللغوية» تنهض بثقافة العرب

  • 12/19/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

باريس:أحمد البيرق أكد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، رئيس مجمع اللغة العربية بالشارقة، أن جائزة الألكسو - الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية، ليست إلا أداة من أدوات الشارقة الكثيرة التي اتخذتها للنهضة بثقافة العرب وعلومهم ولغتهم في كل الميادين. وأوضح سموّه أنّ الجوائز تحفز الهمم، وتشجع على الإبداع، وهي جزء من رسالة الشارقة للنهوض والارتقاء بعلماء هذه اللغة وباحثيها.جاء ذلك في كلمة ألقاها سموّه، صباح أمس، في حفل انطلاق الدورة الأولى من جائزة الألكسو - الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية، تزامناً مع احتفالات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، باليوم العالمي للغة العربية، بحضور أودري أزولاي، المدير العام للمنظمة، وحسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، والسفير الدكتور إبراهيم البلوي، المندوب الدائم للملكة العربية السعودية في اليونيسكو، والدكتور سعود هلال الحربي، المدير العام لمنظمة الألكسو، الذي أقيم في مبنى اليونيسكو في العاصمة باريس.وقال سموّه في مستهل كلمته: «في البداية أتوجه بالشكر الجزيل إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، على استضافتها لهذه الفعالية المتضمنة تكريم الفائزين في جائزة الألكسو - الشارقة، في اليوم العالمي للغة العربية، كما أشكر كل القائمين على هذه التظاهرة الثقافية اللغوية، ومنسقيها، والمشاركين فيها، وأدعو الله أن تُكلّلَ الجهود بالتوفيق والنّجاح. وإنها لسانحة مناسبة، لأوجه بعض الكلمات لهذه الكوكبة من المعجميين والأكاديميين واللغويين، الذين حملوا على عواتقهم هم الارتقاء بالعربية، وكرسوا كل جهودهم، مشكورين، لتكون حاضرة في الأوساط العلمية والاجتماعية والتقنية الحديثة، فلكم الشكر على جهودكم الواضحة، فأنتم نجوم العلم، ترفعون راية العربية خفاقة عالية، وتحفظون للأجيال المعاصرة والقادمة تراثها ومجدها، وتحفظون لأبناء الأمة تاريخهم وحضارتهم».وأضاف سموّه، «ونحن نحتفي اليوم باللغة العربية في يومها العالمي، وتحت مظلة هذه المنظمة العالمية، ونكرم الفائزين بجائزة «الألكسو الشارقة للدراسات المعجمية واللغوية»، فإننا نود أن نؤكد أن هذه الجائزة ليست إلا أداة من أدوات الشارقة الكثيرة التي اتخذتها للنهضة بثقافة العرب وعلومهم ولغتهم في كل الميادين، إنّي أعلمُ كما تعلمون، أنّ الجوائز تحفز الهمم، وتشجع على الإبداع، وهذا جزء من رسالتنا في الشارقة؛ فقد كنا ولا نزال نريد للغة العربيّة أن تنهض، وللبحث العلمي اللغوي أن ترتفع هامته بين الشعوب والأمم، ومن أجل ذلك بنت الشارقة بيوتاً للشعر العربي في عواصم عالمنا العربي ومدنه، تشجيعاً للشعراء الشباب، وصقلاً لمهاراتهم، لأنه وكما تعلمون جيداً أن الشعر ديوان العرب». واختتم سموّه بقوله، «لا أريد أن أطيل عليكم، فالمقام مقام تكريم للفائزين بجوائز هذا اليوم، أشكر مرة أخرى القائمين على هذه التظاهرة، من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، ومندوبية أشقائنا في المملكة العربية السعودية فيها، والقائمين على تنظيم الجائزة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وأبنائي العاملين في مجمع اللغة العربية في الشارقة، وأعضاء لجنة تحكيم الجائزة، وأبارك للفائزين بها؛ وكل عام ولغتنا وأمتنا العربية بخير».كما ألقت أودري أزولاي، كلمة بهذه المناسبة، رحبت فيها بصاحب السموّ حاكم الشارقة والسادة الحضور وأكدت دور اليونيسكو في تأكيد مكانة اللغة العربية لغة حوار وثقافة ضد الأشكال النمطية التي تتعرض لها في بعض الأحيان، ومن واجبنا أن نستعيد العمق التاريخي لها والتعدد المعنوي لها في أبعادها الدينية والمدنية والأدبية والثقافية.وأشادت أودري أزولاي، بدور صاحب السموّ حاكم الشارقة، في دعم المجالات الثقافية العربية والإسلامية والبرامج التي تتبناها اليونيسكو. مشيرة إلى رؤيته السديدة وحكمته في إطلاق الجوائز بالشراكة مع مؤسسات اليونيسكو.وباركت للفائزين بالجائزة وقالت: «إن هذه الجائزة المتخصصة والرصينة، ستعمل وبلا أدنى شك، على إيجاد معارف ذات قيمة عالية تخدم اللغة العربية وتسهم في دعم برامجنا الداعية إلى تعزيز مكانتها».وألقى السفير الدكتور إبراهيم البلوي، كلمة تحدث فيها عن الاحتفاء بالعربية، وتخصيص الثامن عشر من ديسمبر، يوماً عالمياً لها، وأوضح بأن برنامج الاحتفاء هذا، عادة ما يمزج بين العلمي الثقافي والفني، نظراً لنسيج هذه اللغة التي أبدعت في مختلف المجالات العلمية والثقافية والأدبية والفنية.وذكر بأن ما يميز احتفالية هذا العام، مبادرة الشارقة وحاكمها، بإطلاق جائزة تعنى باللغويات والمعجميات، ورصد الجوائز القيمة لها، دعماً للغة وعلمائها.وقال الدكتور سعود الحربي: «اللغة من أهم الإنجازات البشرية، لأن الإنسان جعلها عملية ترميز كبيرة وبسيطة، لمفاهيم وأفكار ومشاعر يحملها، فإذا كان بطبيعته لديه ملكة التفكير، فاللغة كما يقول ساطع الحصري، وعاء الفكر ووسيلة التعبير، فعن طريقها يتواصل مع كل ما يحيط به، فضلاً عن أنه، يعبر بها عن مكنون فؤاده، وما يحمله من قيم واتجاهات ومشاعر متداخلة، وبذلك كله أصبحت تعكس هويته بكل تجلياته الفكرية والنفسية والاجتماعية والثقافية».وأضاف أن الغاية المثلى من الاحتفال، تكمن في إبراز الإسهام المعرفي لهذه اللغة في مختلف مناحي المعرفة البشرية عبر التاريخ؛ حيث كان للحضارة العربية الإسلامية إسهامات بيِّنة وذات أثرٍ في مختلف مناحي العلوم والمعرفة والآداب والفنون، أسهمت بها في إغناء التنوع الثقافي واللغوي والحضاري العام.وأكد أن احتفال هذه السنة، يكتسي أهمية استثنائية، بإحداث جائزة الألكسو- الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية، التي تفضل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، برعايتها بكرمه المعهود وعطائه غير المحدود، وأعرب لسموّه عن صادق الشكر والامتنان، لما يُبديه من اهتمام بشؤون العربية، لأنها مقوّم من مقوّمات الأمة، تَزدهرُ بازدهارها، وتَضعفُ بِضَعفها؛ «فبارك الله فيكم وأدامكم حامياً مُخلصاً للغة الضاد، مناصراً لأهل العلم والثقافة والمعرفة». بعدها جرت فعاليات تكريم الفائزين بالجائزة، في دورتها الأولى 2017، في مقر منظمة «اليونيسكو» في باريس، حيث تفضل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ترافقه أودري أزولاي، بتكريم الفائزين بفئات الجائزة المختلفة، حيث حاز على المركز الأول، في فئة الدراسات اللغوية، الأستاذ الدكتور أحمد المتوكل، أستاذ التعليم العالي كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط، عن بحثه «المنهج الوظيفي في البحث اللساني». والمركز الثاني، الأستاذ الدكتور صالح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر عن كتابه «الاهتمام بلغة الأمة».وفي فئة الدراسات المعجمية، حصل على المركز الأول، الأستاذ الدكتور عباس عبد الحليم عبد اللطيف، الأستاذ في الجامعة العربية المفتوحة بالأردن، عن كتابه «المصطلح النقدي والصناعة المعجمية». والمركز الثاني الأستاذ الدكتور عبد الرزاق جعنيد، أستاذ التعليم العالي في جامعة شعيب الدكالي عن كتابه «مصطلحات نقد الشعر عند نقاد القرن الرابع الهجري».كما تفضل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتقديم دروع تذكارية ذات تصميم متفرد تعكس الثقافة العربية الأصيلة للشارقة، إلى أودري أزولاي، والسفير الدكتور إبراهيم البلوي، والدكتور سعود الحربي، تقديراً من سموّه لهم على جهودهم في إنجاح هذه الفعالية.يذكر أن الجائزة تدعم البحث والإنتاج الفكري في الدراسات اللغوية والمعجمية، وتعمل على إنشاء حركية جديدة تسهم في إبراز الجوانب المعرفية والعلمية المتعلقة باللغة العربية في إطار رصين وذي قيمة مضافة؛ كما تهدف إلى تشجيع الباحثين والمهتمين على توجيه نشاطهم الفكري والبحثي إلى المواضيع التي تهمّ مستقبل العربية والعلوم المرتبطة بها.حضر فعاليات الحفل، عمر سيف غباش، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية فرنسا، وعبد الله علي النعيمي، مندوب الإمارات لدى منظمة «اليونيسكو»، وعبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة، ومحمد حسن خلف، المدير العام لمؤسسة الشارقة للإعلام، وعدد من الوزراء السابقين، وكوكبة من رؤساء المجامع اللغوية والأكاديميين اللغويين، والدكتور محمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية في الشارقة.

مشاركة :