الشارقة: عثمان حسنضمن فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية، انطلقت أمس الأول، أربعة معارض خطية في ساحة الخط، بحضور محمد القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة، المنسق العام للمهرجان، وخالد الجلاف، رئيس جمعية الإمارات لفن الخط العربي، وعبد الله المناعي، مدير الشؤون الإدارية في الدائرة.وتضمنت المعارض نحو 90 عملاً ل 8 خطاطين، وهي: أثر عشق، في مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة، لمثنى العبيدي من العراق، والحلية النبوية، في بيوت الخطاطين للفنانين أحمد ومحمود العمري من العراق، وومضات كوفية، في مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة، للفنان محمد رضا بلال من سوريا، والتجديد في اللوحة الخطية، في جمعية الخطاطين لكل من: المغربي محمد بستان، والسوداني تاج السر حسن، والمصري يسري المملوك، والسوري خالد الساعي.وقدم العبيدي 26 لوحة تضمنت 7 منحوتات خطية، حيث مزج بين الكلاسيكية والحداثة في نحت اللوحة، وبرز في هذه التجربة التي ركزت على خطوط الثلث الجلي، والثلث العادي، والنسخ، مهارة عالية لجهة استخدام الحرف، وفق قواعده المعروفة.وأبرز العبيدي في معرضه قواعد الثلث المعروفة، من حيث الحركات الإعرابية لهذا الخط وتشكيلاته الخاصة، وأيضاً مراعاة أنظمة تركيب وتكوين الثلث الجلي، على مستوى الحرف وإيقاعه وأنواعه.وحرص العبيدي على تضمين لوحاته الخطية مفردات من الفن الإسلامي، تجلت في رشاقة اللون والزخرفة النباتية على وجه الخصوص، تلك الحرفة التي تعتبر الأبرز في كتابة الخطوط العربية وأنواعها المختلفة.والعبيدي حاصل على الدكتوراه الفخرية في الفن الإسلامي من كلية دار السلام في إسطنبول، وهو عضو شرف في جمعية القراء والمجوّدين العراقيين، وحائز جوائز عدة منها: الجائزة الأولى في خط الثلث في أرسيكا، وإجازة المدرسة البغدادية، وجائزة التميز في معرض القدس (حروف من القلب)، الذي أقيم في دبي عام 2009، كما حصل على جائزة البردة في الخط العربي في خط الثلث بأبوظبي في ذات العام.وكان معرض التجديد في اللوحة الخطية، الذي اشتمل على 25 عملاً مطابقاً لاسمه من حيث قدرة الخطاطين المشاركين فيه، على تقديم تنويعات في الأعمال البصرية والخطية، منطلقين من جوهر الفن الإسلامي، وتجلى ذلك في استخدامات اللون والحرف، والتدقيق في تفاصيل تقنيات إخراج اللوحة، وإبراز جمالياتها على نحو بارز عند الخطاطين كل حسب خبرته.وتجلت في أعمال تاج السر حسن، الذي واصل تجربته في «الحروفيات» عناية خاصة، حيث تميزت أعماله بصياغة النص بوصفه حرفاً قبل كل شيء، سواء في الآية القرآنية أو الحديث الشريف أو الحكمة، وحتى النص الشعري، فالنص شكّل مدخلاً مهماً في لوحات تاج السر لجهة التصميم النهائي والتداعيات اللونية، وإبراز جماليات الحروفية على نحو مدهش.من جهته قدم يسري المملوك، الذي يعتبر واحداً من أبرز الخطاطين في مصر، تجربة فريدة في تكوين الحرف، خاصة في تصميم خط الثلث، موظفاً كلاسيكية الخط ضمن تكوين فني واضح، منطلقاً من إيمانه بأن الحرف العربي هو أهم عنصر في الحضارة الإسلامية، فكانت لوحاته «الثلث والأبجدية»، و«وصية لقمان»، و«حديث الحروف»، غاية في الإدهاش والحرفية.والمملوك محكّم في كثير من المعارض العربية والدولية، وحاز كثيراً من الجوائز وشهادات التقدير من مقتنيات رسمية وخاصة في العديد من الدول.معرض «ومضات كوفية» لمحمد رضا بلال، وهو خطاط وكاتب قصة وشاعر، وحائز جائزة حمد الله الأماسي بأرسيكا، تميز بكتابة الخط الكوفي على وجه الخصوص، واشتمل معرضه على 23 لوحة، برزت فيها دقة في الألفات واللامات، وفرادة في حروف الدال والصاد والطاء والكاف والياء، هذا التجويد في الخط الكوفي، وهو الخط الذي اشتهر بكتابة المصاحف، تطور عبر أكثر من فترة زمنية، غير أن ما هو مهم في تجربة بلال، هو حرصه على التماثل والتنسيق وملء الفراغات.محمود وأحمد العمري خطاطان عراقيان قدما 26 لوحة، ركزت في معظمها على «الحلية المشرفة»، التي تعتبر من أهم اللوحات التي يحرص أي خطاط على كتابتها، وعادة ما تتناول الحلية أوصاف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كقوله تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، و«إنك لعلى خلق عظيم».هذه الأوصاف تكتب بخط النسخ، كما تبدأ الحلية المشرفة كقاعدة أساسية بالبسملة، وتكتب في الغالب بالخط الريحاني، وهي ذات شكل هندسي، تبدأ بمستطيل ثم دائرة كبيرة حولها أربع دوائر، بعدها أربع دوائر تتضمن أسماء الخلفاء الراشدين؛ أبوبكر وعمر وعلي وعثمان، رضي الله عنهم، ثم مستطيل آخر أو مربع أسفل اللوحة.أبرز ما برع فيه الخطاطان في اللوحات المعروضة، هو حرصهما على إبراز جماليات الحلية، والتنويع في الزخرفة والتذهيب، وكذلك التنويع في استخدام الأحبار التي مزجت بين الحبر العادي والألماني، وانتقاء ورق مخصوص لكتابة الحلية، غير أن ما هو مهم أيضاً في هذا المعرض، هو ابتكار أشكال عديدة في الزخرفة، واستخدام فن «الإيبرو» في أكثر من لوحة، فهناك على سبيل المثال: لوحة الحلية على شكل زهرة باللون الأزرق، والحلية على هيئة نجمة ثمانية الأطراف مذّهبة، وحلية أخرى على هيئة العين، وتلك التي تحتوي على خط «مشق» في الوسط، وأيضاً الحلية المشرفة التي تحتوي مقطعاً من منارات المسجد، وخط الطغراء بحجم كبير.يذكر أن الحلية المشرفة قد نشأت في مدينة إسطنبول في القرن الحادي عشر الهجري، وكانت من الأنماط الشائعة للخط العربي، ويقال إن الخطاط حافظ عثمان (1642-1689) هو أول من كتب الحلية، وساهم أيضاً في وضع ميزان الحروف للخط العربي. الخطاط أحمد العمري، مؤسس ومدير موقع بوابة الخط العربي على شبكة الإنترنت، حاصل على أكثر من إجازة في الخط العربي، وهو عضو جمعية الخطاطين في بغداد، أما محمود العمري فمتفرغ للفن، درس الخط العربي في العراق وتركيا على يد الخطاطين: عباس البغدادي، وفرهاد قولي، وداود بكتاش، وأنجز أكثر من خمسين تصميماً جديداً للحلية.
مشاركة :