غزوان الحسن- سبق- مكة المكرمة: وسائل البر بالوالدين كثيرة، لعل الحج بهما على قيد الحياة من أوجه البر التي تتجلى مناظرها كل عام، وتتكرر مشاهدها، فهناك من يحمل والده، وآخر يدفعهم بواسطة وسيلة نقل، وبعضهم يحميهم من الزحام، وابن يضع قطعة قماش فوق رأسهم وقاية من أشعة الشمس، ومنهم من يتذوق الأطعمة قبل والديه خوفاً من ارتفاع السكر أو هبوط الضغط؛ وبين هذه المناقب وقصص الوفاء والبر بالولدين، رصدت سبق في المسجد الحرام قصة وفاء أبطالها أربعة أبناء قدموا جميعهم بوالدتهم حتى ينال كل واحد منهم ذلك الأجر العظيم. بداية الرواية أم نسيب الله.. حاجة من باكستان تبلغ من العمر 90 عاماً أعياها شقاء الزمن ومرارة الأيام في تربية أبنائها الأربع نسيب، ومحمد، وعبد الودود، ورقية فلم ينسوا عناء والدتهم وسهرها على تربيتهم محاولين رد شيء من الجميل لها. قال نجلها نسيب الله لـ سبق: والدتي الحاجة كل بي بي ذات الـ 90 عاماً أفنت عمرها في تربيتنا وتعليمنا بعد وفاة والدي رحمه الله منذ 15 عاماً. وتابع: كانت كل صلاة تدعو وتقول اللهم ارزقني رؤية بيتك الحرام وأبلغني حجة ترضاها، تلك الكلمات التي كانت ترددها والدتي بقيت محفورة في أذهاننا ولكننا كنا في ذلك الحين غير قادرين على تحقيق أمنية والدتي. توفيق الله وتابع الابن الأصغر محمد نسيم الحديث قائلاً: وفقنا الله في حياتنا بفضل رضا الله ودعاء الوالدة؛ حيث شق كل واحد منا طريقه في الحياة وأصبحنا ننتج في أعمال مختلفة مثل البناء والقيادة وأعمال أخرى، وقمنا بتزويج شقيقتنا الوحيدة رقية التي بقيت هي وزوجها بجانب والدتي أثناء خروجنا إلى العمل، ولله الحمد كان دعاء أم نسيب لنا بركة في رزقنا. وأضاف: منذ عامين أصيبت والدتي بوعكة صحية، جعلتها طريحة الفراش، ولله الحمد تمكنا من تقديم العلاج لها؛ حيث أصبحت تتحرك على كرسي متنقل. وفاء الدين وتابع الابن الأصغر نسيم سرد قصة حج والدته لـ سبق قائلاً: منذ بداية العام قرر أخي الأكبر نسيب الله أن يصطحب والدتي إلى الحج، ولكننا رفضنا ذلك فتفاجأت والدتي بمعارضتنا لذهابها مع أخي للحج وعند سؤالها لنا لماذا؟ أجابتها شقيقتي رقية: نود جميعنا أن نرد لك شيئاً من الوفاء والجميل ونقاسم أخانا نسيب الله البر والأجر في اصطحابك. وأضاف: قمنا بتقاسم المبلغ المالي الخاص بحج والدتي، ولله الحمد وبتوفيق من الله، تمت الموافقة على اصطحاب والدتي إلى الحج ونحن اليوم هنا نرد جزءاً بسيطاً من حقها علينا. أم نسيب تقول وسألت سبق الحاجة أم نسيب عن مشاعرها فتبسمت وقالت: أحمد الله وأشكر القائمين على هذا المكان بما يقدمونه من خدمة لضيوف هذه البلاد، وأدعو الله أن يوفق أولادي.
مشاركة :