بعد الأداء المذهل أمام سبارتاك موسكو، تعثر ليفربول أمام إيفرتون ووست بروميتش ألبيون، ثم عاد قويا أمام بورنموث، مما جعل جماهير الفريق تبدي قلقها من المستوى المتذبذب للفريق الذي يعول كثيرا على هدافه محمد صلاح. وباتت عادة ليفربول خلال السنوات الأخيرة أن يقدم بداية قوية كل موسم ثم يدخل مرحلة الأداء المحبط في منتصف البطولة. وبعدما قدم الفريق أداء مذهلا أمام سبارتاك موسكو الروسي ودكه بسباعية نظيفة في دوري أبطال أوروبا، تعثر أمام إيفرتون في المباراة التالية في الدوري الإنجليزي الممتاز وخرج متعادلا، قبل أن يتعثر مرة أخرى أمام وست بروميتش ألبيون بعد ذلك بثلاثة أيام ثم انتفض أمام بورنموث وسجل رباعية. ولعل الشيء الغريب هو أن ليفربول قد حقق التعادل أمام فريقين يواجهان مشكلات كبيرة لدرجة أن كلا منهما قد أقال مديره الفني بسبب سوء النتائج. وكان يبدو أن الطريق ممهدة أمام ليفربول لحصد النقاط الثلاث أمام كل منهما، لكنه لم يستغل ذلك ووقع في فخ التعادل ليخسر أربع نقاط ثمينة كانت في المتناول وكأنه لا يريد أن يتخلى عن عادته بالتفريط في مثل هذه المباريات السهلة خلال السنوات القليلة الماضية. وتطرق المدير الفني لليفربول يورغن كلوب لهذه النقطة التي أثيرت أكثر من مرة من قبل، قائلا: «قبل تسعة أيام من الآن كنا نطير، لكن الآن أرى من تعبيراتكم أننا نواجه مشاكل مرة أخرى». وأعرب كلوب عن تفهمه للانتقادات الموجهة لفريقه بسبب النتائج المخيبة للآمال في المباراتين أمام إيفرتون ووست بروميتش، لكنه قال إن «هذا شيء طبيعي». وقبل مواجهة آرسنال يوم الجمعة المقبل، تمكن ليفربول من العودة إلى المسار الصحيح والفوز على بورنموث أول من أمس برباعية نظيفة، في مباراة كان من الممكن أن تتصعب على ليفربول لو تعامل معها بطريقة تعامله مع المباراتين السابقتين، لا سيما أن جمهور ليفربول كان دائما ما يشعر بالقلق قبل مواجهة بورنموث، نظرا لأن هذا الفريق قد فاز على ليفربول بأربعة أهداف مقابل ثلاثة قبل أكثر من عام بعدما كان ليفربول متقدما بهدفين مقابل لا شيء، ثم بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. وقال كلوب: «لقد كنا جيدين أمام إيفرتون، لكننا لم نكن محظوظين فيما يتعلق بركلة الجزاء التي احتسبت ضدنا. لكن مواجهة وست بروميتش ألبيون كانت مختلفة، فنحن لم نستحق الفوز ويتعين علينا أن نقبل ذلك». وأضاف: «هذه المباريات قد انتهت ولم يعد بإمكاننا الحصول على نقاطها، لكن في كرة القدم لا يمكنك التعويل على أن كرة القدم الهجومية سوف تمنحك الفوز دائما. انظروا إلى مانشستر سيتي، إنه فريق رائع يلعب كرة قدم جميلة، لكنه لا يفوز دائما بأربعة أهداف مقابل لا شيء. وخلال مبارياته الأخيرة باستثناء لقاء توتنهام، كان يقاتل من أجل الفوز بهدفين مقابل هدف وحيد وأحرز أهداف الفوز في اللحظات الأخيرة من المباريات بصعوبة، وهذه هي طبيعة كرة القدم». وأضاف المدير الفني الألماني: «ما عليك هو أن تعمل جاهدا قبل المباريات وتتمنى أن يتحول ذلك إلى نتائج إيجابية في المباريات. ينجح هذا في بعض الأحيان، ولا ينجح في أحيان أخرى. لقد بدا الأمر وكأن الفوز على سبارتاك موسكو بسباعية نظيفة نزهة كروية لليفربول خلال 90 دقيقة، لكن الحقيقة أننا كنا نتعرض لضغوط هائلة أثناء التحضير لتلك المباراة. وخلال المباراتين التاليتين لم نلعب بالقوة نفسها، لكن لا يمكنني أن أحكم على الموسم بالكامل من خلال مباراتين. وكان يتعين علينا أن نثبت في مباراة بورنموث أننا في حالة جيدة». ويغرد مانشستر سيتي منفردا في صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يضع كلوب في موقف لا يحسد عليه. صحيح أن هذا ينطبق على المديرين الفنيين لباقي الفرق الأخرى، لكن كلوب بالتحديد يتعرض لضغوط أكبر لأن هذا هو الموسم الثالث له مع ليفربول المتعطش لوضع حد لـ27 عاما من السنوات العجاف والحصول على درع الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه في كل مرة يصطدم بمنافس يبني فريقا لا يمكن إيقافه في مقدمة جدول ترتيب الدوري. ويرى كلوب أن الثلاثة أندية الفائزة بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز خلال السنوات الثلاث الأخيرة تستحق الحصول على اللقب بكل جدارة، قائلا: «أعتقد أن الثلاثة فرق تستحق النجاح الذي حققته وأظهرت أنه يمكن للفريق الذي يعمل بجد أن يحصل على اللقب. أنا لست من نوعية الرجال الذين يتسلل الإحباط واليأس إلى نفوسهم، لأن ذلك يحدث أيضا مع الفرق الأخرى. ما حدث يظهر فقط أن العمل الجاد هو طريقك لتحقيق ما تصبو إليه». ويأمل كلوب من لاعبيه الثبات بشكل أكبر في المستوى بعد الفوز الساحق 4 - صفر على بورنموث وقال: «ينبغي الحفاظ على المستوى نفسه في كل مباراة... لا أريد مجاملة أحد من اللاعبين، أنا أحبهم كلهم ولهذا السبب هم في ليفربول. أمام وست بروميتش كانت التشكيلة نفسها لكننا لم نهز الشباك». وتابع: «لن أغير رأيي في لاعبي فريقي. لكنهم في حاجة إلى اللعب بثبات جيد في المستوى لأننا ليفربول». وواصل: «نحن نملك ثباتاً في المستوى لكننا نريد ثباتا أكبر في اللحظات الحاسمة. خضنا مباريات قليلة مثل مباراة وست بروميتش ولا يتعلق الأمر بالأداء لكن بالنتيجة». وعلى الأقل يمكن لليفربول، الذي يتسم أداؤه بالتذبذب الشديد صعودا وهبوطا، أن يعتمد على لاعب صاحب مستوى ثابت ومؤثر، وهو المصري محمد صلاح، الذي يعد أفضل لاعبي الفريق خلال النصف الأول من الموسم الحالي. ورغم أن ليفربول لم يتعاقد مع صلاح ليلعب في مركز المهاجم الصريح، فإن الجناح المصري يتصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز ويتفوق على مهاجمين من العيار الثقيل مثل هاري كين وسيرجيو أغويرو وروميلو لوكاكو. يقول كلوب عن اللاعب المصري المنتقل لليفربول من روما الإيطالي في صفقة بلغت قيمتها 40 مليون يورو: «كنا نبحث في سوق الانتقالات عن لاعب خط وسط بعقلية هجومية يمكنه اللعب كمهاجم عند الضرورة، ويمكنه أيضا صناعة الأهداف. كانت هذه هي الصفات التي نريدها وقد قام فريق الكشافة بالنادي بعمل رائع لأنه نجح في التعاقد مع لاعب بالقدرات التي نتمناها. كانت هناك بعض علامات الاستفهام التي تحيط بصلاح نظرا لأنه قد لعب من قبل في الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي واضطر للرحيل إلى مكان آخر للحصول على فرصة أخرى، لكن فريق الكشافة بالنادي كان واثقا بنسبة 100 في المائة بأنه سيكون صفقة رائعة، وهو ما أثبته الآن». ويعتقد كلوب أن صلاح كان صغيرا في السن ولم يكن ناضجا بالشكل الكافي عندما كان في تشيلسي، ولذا لم يتمكن من حجز مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق. وقال: «لقد كان صبيا، ونحن جميعا نحتاج للثقة، وخاصة بالنسبة للاعب صغير في دوري أجنبي يتسم بالقوة الشديدة ويتطلب إمكانيات كبيرة». وأضاف: «كان تشيلسي يمتلك مجموعة رائعة من اللاعبين آنذاك، ولا يمكن توجيه اللوم لأحد على رحيل صلاح، لكن الشيء المهم هو أن صلاح لم يفكر في أنه قد لا يكون قويا بالدرجة التي تؤهله للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه ذهب إلى إيطاليا لكي يثبت نفسه، وهذه بطولة قوية أخرى لأي مهاجم، وقدم أداء رائعا وأثبت أنه يمتلك كل شيء». وتابع: «لقد تابعناه في عدد كبير من المباريات لكي نتأكد من أنه قوي بالدرجة التي تؤهله للتألق في الدوري الإنجليزي الممتاز. لو شاهدته على شاشات التلفزيون فقط فقد تعتقد أنه لاعب نحيف، لكن كما ترون فإنه قوي ومستعد الآن. إنه لا يزال يضيع بعض الفرص أمام المرمى، ولا يحول الفرص لأهداف بنسبة 100 في المائة، لكنه أصبح الآن أكثر فعالية أمام المرمى. إننا سعداء للغاية لأننا نجحنا في إقناعه بالمجيء إلى هنا».
مشاركة :