ما هو الفريق القادر على هزيمة مانشستر سيتي؟

  • 12/19/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن ضم مانشستر سيتي فريق توتنهام هوتسبير لقائمة ضحاياه من الفرق الكبرى، هل انتهى الصراع على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز؟. يبدو بالفعل أن نادي مانشستر سيتي قد حسم اللقب بالفعل بعدما تغلب على جميع المنافسين الأقوياء ولم يستطع أحد منهم إيقاف قطار الفريق بقيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا. وباتت هناك معضلة الآن تشبه المعادلات الرياضية التي يستحيل حلها، والتي تتمثل في السؤال التالي: من هو الفريق القادر على هزيمة مانشستر سيتي؟. لقد حاول توتنهام بقيادة مديره الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكتينيو القيام بذلك، ولكنه فشل وتلقى خسارة قاسية بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد لأنه تجرأ وضغط هجوميا. وكما فعل من قبل أمام غوارديولا، دخل بوكتينيو اللقاء وهو يعتمد على الضغط العالي بطول الملعب وتضييق المساحات أمام لاعبي مانشستر سيتي. قد يبدو هذا مناسبا من الناحية النظرية وعلى الورق، ولو فاز توتنهام في تلك المباراة لأصبح بوكتينيو هو أول مدير فني يحقق الفوز على غوارديولا ثلاث مرات في مباريات بالدوري. ولم يتمكن أي مدير فني من الفوز على غوارديولا أكثر من المدير الفني الألماني يورغن كلوب، الذي يعتمد دائما وأبدا على الضغط العالي. وفي بداية المباراة، أظهرت ركلة مرمى لنادي مانشستر سيتي الطريقة التي يعتمد عليها بوكتينيو من بداية اللقاء، حيث طلب من مهاجميه الثلاثة الضغط من الأمام لمنع حارس مرمى مانشستر سيتي إيدرسون من تمرير الكرات القصيرة لقلبي الدفاع أو فيرناندينيو بهدف منع بناء الهجمات من الخلف. وقد تسبب ذلك في بعض الإزعاج لمانشستر سيتي خلال بعض فترات المباراة، وأجبر غوارديولا على تغيير طريقة اللعب، ولم يلعب مانشستر سيتي بطريقته المعتادة بتناقل الكرات بسهولة كما كان من قبل، ومع ذلك، نجح الفريق في سحق توتنهام بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد. ولم يتعد استحواذ مانشستر سيتي على الكرة في تلك المباراة 53 في المائة، رغم أنه وصل في المتوسط خلال الموسم إلى 65.5 في المائة. وكان توتنهام هوتسبير هو الأكثر استحواذا على الكرة أمام مانشستر سيتي مقارنة بأي فريق آخر بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال الموسم. ومع ذلك، لم يجد كل ذلك نفعا وخسر الفريق برباعية. وتعد هذه هي نقطة القوة الأكبر لمانشستر سيتي هذا الموسم، حيث يمكن للفريق أن «يخنق» الفرق المنافسة بالاستحواذ على الكرة والتمريرات القصيرة، لكن يمكنه أيضا أن يرهق المنافسين بالتحركات السريعة. وإذا واجهت مانشستر سيتي بالضغط العالي فسوف يستغل لاعبوه سرعتهم في ضرب المساحات خلف دفاعاتك، ولو لعبت بتكتل دفاعي فسوف يتمكن مانشستر سيتي في النهاية أيضا من فك شفرة تلك الدفاعات وتسجيل الأهداف، رغم أن هذا التكتل الدفاعي يغضب غوارديولا كثيرا. وربما كان الشيء الأكثر إثارة للدهشة هو أن مانشستر سيتي قد تطور وأصبح قادرا على إحراز أهداف قاتلة في مرمى الفرق الكبرى من الكرات الثابتة أيضا. وبعدما حُرم إيدرسون من تمرير الكرات القصيرة لمدافعي فريقه، أظهر قدرة كبيرة على تمرير الكرات الطويلة للاعبي خط الوسط. وبصفة عامة خلال الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز، وصل معدل تمريرات إيدرسون الطويلة إلى 3.7 في المباراة الواحدة. لكن في مباراة فريقه أمام توتنهام هوتسبير وصل معدل تمريراته الطويلة إلى 19 كرة. صحيح أن دقة تمريراته في الموسم قد هبطت من 83.6 في المائة إلى 78.7 في المائة، لكنه لا يزال رائعا في اللعب بقدميه. ورغم التفوق الواضح لمانشستر سيتي، فقد ساعده توتنهام على تحقيق هذه النتيجة الكبيرة نتيجة الأخطاء الواضحة التي ارتكبها لاعبوه والارتباك الكبير في صفوف الفريق، وخير مثال على ذلك الهدف الأول لمانشستر سيتي، حيث قفز ديلي ألي باتجاه هاري كين ووقف هاري وينكس متفرجا بينما كان إلكاي غوندوغان يوجه تمريرة ليروي ساني برأسه في المرمى. وكان هناك أيضا الكثير من التمريرات الخاطئة للاعبي توتنهام هوتسبير في منتصف ملعب مانشستر سيتي. وانخفضت دقة تمريرات لاعبي توتنهام هوتسبير خلال الموسم من 84.2 في المائة إلى 79.9. ربما كانت نتيجة المباراة ستختلف لو كان بإمكان توتنهام هوتسبير الاستعانة بخدمات أي من توبي الديرويرلد أو دافينسون سانشيز أو فيكتور وانياما، أو لو لعب توتنهام بثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، بالشكل الذي لعب به أمام ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. ربما كان سيقدم ذلك بعض الدعم لكيران تريبير، الذي عانى بشكل كبير للغاية أمام المتحرك ليروي ساني. ربما كان سيؤدي ذلك إلى تغيير نتيجة المباراة، لكن الحقيقة هي أن مانشستر سيتي ربما كان قادرا على إيجاد حلول أيضا في حال قيام توتنهام هوتسبير بكل ذلك. ولذا، فإن السؤال الآن هو: كيف يمكن إيقاف مانشستر سيتي؟ لقد حدث التحول الأكبر في الموسم الأخير لغوارديولا مع برشلونة الإسباني عندما أخذت بعض الفرق - مثل أتلتيك بلباو بقيادة مارسيلو بيلسا ثم ريال مدريد بقيادة جوزيه مورينيو في مباراة العودة لكأس ملك إسبانيا والتي انتهت بهزيمة برشلونة في مجموع لقاءي الذهاب والعودة بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد – عندما أخذت هذه الفرق زمام المبادرة وتحلت بالجرأة للهجوم على برشلونة. لقد ظهر جليا أن نقطة ضعف برشلونة تكمن في خط الدفاع، ولذا فإن الطريقة الأمثل لهزيمته هي الهجوم، بطريقة مدروسة ومحكمة، لاستغلال ذلك. لكن الحقيقة هي أن فريق مانشستر سيتي يمتلك الكثير من الأسلحة المتنوعة. هذا لا يعني أنه أقوى من برشلونة، ولكن يعني أن لديه تنوع أكبر في الأساليب وطرق اللعب المناسبة لكل مباراة. لقد كانت مغامرة بوكتينيو منطقية، حيث قرر إرباك مانشستر سيتي عن طريق الضغط بطول الملعب لكشف نقاط الضغط لدى فريق غوارديولا، لكن أن يلعب توتنهام هوتسبير بالشكل الذي رأيناه فإن ذلك ينطوي على مخاطر كبيرة للغاية. لقد وصل مانشستر سيتي لمستوى متقدم للغاية وباتت الفرق التي تلعب أمامه ترغب في الخروج بأقل الخسائر بدلا من الهزيمة بشكل مهين. لا يعد هذا شيئا جيدا للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بالطبع، لكن الحقيقة هي أن مانشستر سيتي أصبح يمثل مشكلة يستعصي على الجميع حلها.

مشاركة :