معهد ألماني: «بيتكوين» يهدد بمخاطر على الاستقرار المالي

  • 12/19/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

طالب رئيس معهد "إيفو" الألماني للأبحاث الاقتصادية بتشديد الرقابة على عملة "بيتكوين" الرقمية المشفرة. وقال كليمينس فوست، في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية الصادرة أمس، "أنصح بالحيطة، على الدول والمصارف المركزية التفكير في تنظيم التعامل مع هذه العملة". وكان رئيس مجلس إدارة المصرف السويسري "يو بي إس" أكسيل فيبر قد طالب مطلع هذا الأسبوع بوضع قواعد منظمة لهذه العملة. ونقلت الوكالة "الألمانية" عن فوست قوله "إن هناك سلسلة من المشكلات في عملة "بيتكوين"، حيث أوضح قائلا "يتعين أن نسأل أنفسنا: ماذا عن عمليات التحويل التي تتم عبر بيتكوين؟ هل ستفرض عليها ضرائب؟ هل من الممكن أن تحدث عبرها عمليات تحويل غير شرعية"؟ كما أشار فوست إلى ضرورة التحقق بدقة من إمكانية نشوء مخاطر على الاستقرار المالي إذا بدأت مؤسسات في الاستثمار في هذه العملة. ويرى فوست أنه لم يتضح بعد ما إذا كان بيتكوين سيستقر على الدوام، قائلا "لكن لا يتعين التعجل في التقليل من وضع العملة الافتراضية"، موضحا أنه أكثر حذرا في التنبؤ بانهيار هذه العملة مقارنة بكثير من المختصين المشككين فيها. وقفزت عملة بيتكوين إلى أعلى مستوى على الإطلاق ما يكثف النقاش حول ما إذا كانت العملة الرقمية أصبحت فقاعة على وشك أن تنفجر. وقال بعض المستثمرين "إنهم ما زالوا يرون مجالا لأن يواصل بيتكوين الصعود ليصل إلى 20 ألف دولار. وتضاعفت قيمة بيتكوين أكثر من ثلاث مرات منذ بداية أكتوبر ما يضعه في مسار نحو تسجيل أفضل أداء فصلي منذ نهاية 2013 عندما قفز فوق مستوى 1000 دولار للمرة الأولى. ما يعني أنه إذا كنت قد اشتريت بيتكوين بقيمة 100 دولار في 2011، فإن ثروتك الحالية ستتعدى أربعة ملايين دولار. وتحولت فكرة بيتكوين من عملة من المفترض أن تستبدل العملات الرسمية حول العالم إلى أداة استثمارية بغرض جني ربح سريع من قِبل كثير من متداولي الإنترنت، وقد أدى هذا الاهتمام المتصاعد بالعملة الرقمية إلى عواقب لم نلحظها من قبل، بعضها له تأثير عميق في استهلاك الطاقة حول العالم والتغير المناخي. وتوفر العملة الرقمية خدمة إجراء معاملات مالية بدون الحاجة إلى تدخل الحكومات أو المصارف المركزية بأي شكل، لكن لأجل توثيق هذه المعاملات الإلكترونية لا بد من استخدام معالجات الكمبيوتر للقيام بعمليات حسابية معقدة، ولتشجيع الناس على القيام بهذه العمليات في حواسبهم الخاصة، عرض مخترعو بيتكوين محفزا، هو توليد بيتكوين كنتيجة لاستخدام معالج حاسبك الآلي في توثيق المعاملات هي عملية يطلقون عليها تعدين بيتكوين. بمعنى أدق، كلما تركت لمعالج كمبيوترك العنان في توثيق المعاملات الإلكترونية، حصلت على مزيد من بيتكوين كمقابل لجهدك، لكن المشكلة هنا أنه كلما ازداد عدد بيتكوين ازدادت عملية توليده صعوبة وتعقيدا، وهو أمر متعمد للتحكم في عدد العملة ومنع انفلاتها. والنتيجة أن توثيق معالجات بيتكوين - وتعدينه - يستهلك طاقة كهربائية هائلة حول العالم، حيث كشفت الدراسات أن الطاقة الكهربائية الإجمالية المستهلكة حالياً في تعدين بيتكوين تتعدى الطاقة المستهلكة في 160 دولة حول العالم، مثل إيرلندا وأغلب الدول الإفريقية. هذا الاستخدام الكثيف للكهرباء له عواقب وخيمة حول العالم، خاصة في الصين التي يتركز فيها أكثر عمليات التعدين بفضل الرخص النسبي للكهرباء هناك، حيث يؤدي هذا الاستهلاك المتزايد باضطراد إلى ارتفاع مماثل في استهلاك الوقود الحفري لتوليد الطاقة اللازمة، ما يعني مزيدا من التلوث والاحتباس الحراري وارتفاع لأسعار النفط والغاز، لزيادة الطلب على حساب العرض - كما سيؤدي استهلاك بيتكوين والعملات الرقمية للكهرباء إلى تباطؤ نمو وانتشار السيارات الكهربائية حول العالم بطبيعة الحال، بسبب الضغوط على شبكات الكهرباء وأزمات الطاقة.Image: category: عالميةAuthor: «الاقتصادية» من الرياضpublication date: الثلاثاء, ديسمبر 19, 2017 - 03:00

مشاركة :