ميدل إيست مونيتور: القمع في الإمارات يثير مشاعر البريطانيين

  • 12/19/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكاتب البريطاني آلاستير سلون، إن شائعات انتشرت مؤخراً بأن الكلية الملكية للفنون -التي ربما تعد أرقى مدرسة فنية في بريطانيا- تفكر في افتتاح فرع لها في دبي، مشيراً إلى أن التكهنات تتركز على دراسة استقصائية أجريت مؤخراً على طلبة الكلية، سألتهم عما إذا كانوا سيشعرون بالارتياح إزاء افتتاح فرع للكلية في بلد تخضع فيه حرية التعبير لمراقبة دقيقة من جانب السلطات.أكد الكاتب آلاستير سلون -في مقال نشره موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني- أنه من الضروري طرح سؤال على طلاب الكلية الملكية للفنون، إذا كانوا يرغبون في افتتاح فرع للكلية في الإمارات، فدولة الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من أكثر الدول القمعية في العالم. وتساءل: هل الإغراءات المالية لإنشاء فرع جديد هناك تفوق أي ضرر يلحق بسمعة واحدة من أعظم المؤسسات الثقافية في بريطانيا؟ ولفت الكاتب إلى أن المشاريع الفنية والثقافية في الإمارات عادة ما تشهد أزمات، ففي أبريل 2011، تم إقالة مدير مؤسسة الشارقة للفنون، جاك بيرسيكيان، بعد عرض «عمل مناهض للحكومة ومناهض للشرطة»، وشن حاكم الشارقة نفسه، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حملة ضده، وفي العام التالي، شهد أكبر مؤتمر فني في الشرق الأوسط «آرت دبي»، إزالة 4 لوحات تنفيذاً لأوامر عليا، وكانت إحداها تعرض لقطات تلفزيونية شهيرة عن تعرض امرأة للضرب على أيدي جنود مصريين في ميدان التحرير بالقاهرة، وأخرى تحمل هتافاً مشتركاً خلال احتجاجات «الربيع العربي»، وكان من الواضح لماذا اعتبرت هذه اللوحات غير مقبولة لدى دولة الإمارات. وتابع الكاتب: في عام 2014، انتقل الكاتب الفني المكسيكي جيم رييس جونزاليس إلى الإمارات، وهناك فوجئ بالمناخ الثقافي، وجاء تحليله ليلخص جيداً ديناميات الرقابة، أو الرقابة الذاتية، ويقول فيه إن «المجيء إلى الإمارات شكل صدمة لي»، وفي سبتمبر من هذا العام، تم افتتاح «لوفر أبوظبي» -الذي يحمل العلامة التجارية التي دفعت الإمارة حوالي 402 مليون جنيه إسترليني للحكومة الفرنسية، للحصول على إذن باستخدامها- تم افتتاحه في جزيرة السعديات، واحتج الفنانون من جميع أنحاء العالم على هذه الخطوة، لأسباب ليس أقلها ظروف العمل المروعة، التي عاشها العمال خلال بناء المتحف. وأشار الكاتب إلى أنه في دولة الإمارات، لم يحرز تقدم يذكر في تحسين الحريات المدنية، فالبلاد قمعية بطريقة قد تثير قشعريرة مزيد من البريطانيين، إذا نظروا عن كثب في هذا الأمر، مضيفاً أنه وراء الواجهة اللامعة للإمارات، يوجد واقع مرير، حيث يستخدم المسؤولون الأمنيون في هذه الدولة التعذيب والضرب والتهديدات لاستخراج «الاعترافات» بشكل روتيني، وهذا لا يؤثر فقط على السياح البريطانيين الأبرياء، ولكن أيضاً يخنق الإبداع السياسي اللازم للتأثير على التغيير الحقيقي داخل المجتمع الإماراتي. وقال الكاتب: إذا أردت أن تعرف لماذا يلاحق الديكتاتوريون الفنانين، فقط اسأل الفنان آي وي وي في الصين الشيوعية، أو ادرس سبب تطور الـ «Degenerat Art» إلى مفهوم سياسي في ألمانيا في عام 1937. وأشار إلى أن الرد العام من الطلاب على السؤال الذي طرحته عليهم الكلية الملكية للفنون غير معروف، فهل ينظرون إلى هذه الخطوة باعتبارها امتداداً مشروعاً لمنطقة تريد مزيداً من الإبداع؟ أم يعتبرونها محاولة من الكلية لجلب الأموال؟ ولفت إلى أن أحد الردود الساخرة على السؤال يقول: «حسناً، إذا كانت الكلية تريد رعاية اقتصاد متحيز بشكل صارخ، وإدراج نفسها في ثقافة أبوية فاضحة في مقابل السيولة التي توفرها الإمارات، فالإجابة نعم».;

مشاركة :