عمان - هاجم الرئيس السوري بشار الأسد فرنسا الثلاثاء متهما إياها بدعم الإرهاب في بلاده ومن ثم لا يحق لها الحديث عن السلام، وذلك بعد ان قالت باريس ان الاسد في وضع لا يسمح له باتخاذ موقف سياسي بسبب الاعتماد على روسيا وايران. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، أعلنت فرنسا دعمها للمعارضة السورية وطالبت مرات عدة بتنحي الاسد عن السلطة، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق. وإثر الاعتداءات التي استهدفت باريس في العام 2015، تراجعت حدة الموقف الفرنسي من النظام السوري بعدما باتت اولوية باريس محاربة التنظيمات الجهادية في العراق وسوريا. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين إن فرنسا ستسعى لإجراء محادثات سلام تشمل جميع أطراف الصراع السوري بما في ذلك الأسد وتعهد بطرح مبادرات في أوائل العام المقبل. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الأسد قوله للصحفيين بعد لقاء وفد روسي الاثنين "المعروف أن فرنسا كانت هي رأس الحربة في دعم الإرهاب في سوريا منذ الأيام الأولى، ويدهم غارقة في الدماء السورية منذ الأيام الأولى ولا نرى بأنهم غيروا موقفهم بشكل جذري حتى الآن". وأضاف "من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام". واتهمت باريس دمشق يوم الجمعة بأنها لا تفعل شيئا من أجل التوصل لاتفاق سلام بعد نحو سبعة أعوام من الحرب وقالت إنها ترتكب جرائم جماعية في منطقة الغوطة الشرقية حيث تحاصر قوات الحكومة 400 ألف شخص. وقال ماكرون الاثنين ان "المطلوب اذن التحدث الى بشار ومن يمثلونه"، مشدداً على أن هذا لن يعفيه "من أن يحاسب على جرائمه ضد شعبه، أمام القضاء الدولي". أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان فكان أكثر حدة إذ نقلت عنه صحيفة لو فيغارو قوله "لا يبدو أن السيد الأسد في وضع يسمح له باتخاذ موقف سياسي ما دام يعتمد على روسيا وإيران". ونقلت عنه الصحيفة قوله خلال رحلة إلى واشنطن "عندما تمضي أيامك في ذبح شعبك، فإنك ستكون أكثر انعزالا". واضاف ان النظام السوري لا "دروس" لديه ليعطيها لباريس، وأن التحالف الدولي هو الذي "مهد الطريق للنصر". وأسف المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس لـ"اضاعة فرصة ذهبية"، منتقداً رفض الحكومة السورية التحاور مع المعارضة. وتعول دمشق على مؤتمر حوار سوري تعتزم موسكو تنظيمه في سوتشي في الشهرين المقبلين، من دون تحديد موعده، الأمر الذي تعتبره المعارضة السورية وقوى غربية محاولة "التفاف" على مسار جنيف. وقال الأسد في تصريحاته "في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم لا يعبرون عن الشعب السوري، لا يعبرون ربما حتى عن أنفسهم في بعض الحالات. الجانب الآخر هو أننا في سوتشي وضعنا محاور واضحة لها علاقة بموضوع الدستور وبما يأتي بعد الدستور من انتخابات وغيرها". وعلى غرار جولات التفاوض السابقة، اصطدمت الجولة الأخيرة بتباين وجهات النظر ازاء مصير الأسد. إذ تتمسك المعارضة في مواقفها المعلنة، رغم الضغوط الدولية عليها، بتنحيه مع بدء الانتقال السياسي، فيما ترفض دمشق خوض أي مفاوضات مباشرة ما لم يتم التخلي عن هذا المطلب.
مشاركة :