ظاهرة رائعة.. لم تكن مختفية، لكن لم يسبق أن أتت بهذا الحجم الذي رأيناه يوم الثلاثاء الماضي.. أدرك تماماً أن المشاعر الوطنية موجودة بزمنٍ ليس بالقصير، وأن الفرح يتوالى بعد كل تكرار أخلاقية وأفكار وسلوكيات التعامل بدعم حقائق ما نحن فيه من تميّز وجود عروبة تخصنا، وإسلامية وضوح ومصداقية تخصنا أيضاً.. من يتحدث عن عمومية مواطنة كصحفي فهو بالتأكيد تأتي منه آراء نتيجة معايشة يومية وشبه حوارات أو تبادل آراء مختلف المستويات.. حسب أوضاع التعليم أو نوعيات المسؤولية وطبيعة المهنة تأتي بتنوع الآراء.. مساء الثلاثاء اندفع المجتمع ليعبّر عن مشاعره التي وجد يوم المناسبة يعني تلك المشاعر.. حيث هو أصبح غني القناعة بأن ما توفّر لسيدة أو سيد لم يكن آراء خصوصية أبداً، وإنما هو مشاعر مجتمع بقدر ما المواطن يعتز بها فهو أيضاً يعلنها بمظاهر ما للمناسبة من خصوصية فرح عبر ما تجده عند أطفال الأم وهم ومعها يتحركون للشراء.. ملابس خضراء.. في الغالب.. يحيط الطفل أو الشاب الصغير السن برقبته وبداية صدره ما يشبه التغلف الذي يحمل في واجهة الصدر صورة العلم الوطني ورمز المواطن والتطوير الملك عبدالله.. شاهدت مرح هؤالاء الأطفال بين أمهاتهم.. ومع منح الأب لهم حرية الانطلاق لممارسة المرح مع بعضهم أو مع أبناء أم وأب آخرين.. كنت وزميلين في العمل نتجول في أكثر من موقع بعد الساعة التاسعة والنصف.. ولم نكن نتصور مشاهدة ما هو إبداع مرح طبيعي وأنيق الممارسة، حتى إنك في تعدد المشاهد تتصور أنك تشاهد عرضاً له خصوصية الدعوة نحو الفرح.. يدعوك لإعطاء يومك الوطني خصوصية تقدير وخصوصية مواطنة.. وأعجبني - وكذا الزملاء - التواجد الأمني الرائع الذي كان يحافظ بالمتابعة وليس بالتدخل على واقع انتشار الفرح وواقع انتشار السلام.. أريد أن أختم مقالي بحقيقة مهمة؛ وهي أننا إذا كنا انتظرنا وجود شمولية الوعي التي من شأنها أن نحفظ لها ما نحن وصلنا إليه من جزالة تطوير متنوع الغايات، فإننا في الواقع.. نعم الواقع.. عايشنا فرح الأمهات وفرح الآباء ليس بالمناسبة فقط، ولكن بجديات وحقائق الواقع..
مشاركة :