اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، الانتقادات شديدة اللهجة التي وجهها الرئيس السوري بشار الأسد، الإثنين، إلى فرنسا “غير مقبولة”، إذ اتهم باريس بـ”دعم الإرهاب”. وقال ماكرون للصحفيين بعد استقباله الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج “كنا ثابتين على موقفنا منذ البداية” بتركيز الحرب ضد عدو واحد هو تنظيم داعش، في وقت تشارك فرنسا في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم في سوريا والعراق. وكان الرئيس السوري بشار الأسد، هاجم فرنسا متهما إياها بدعم الإرهاب في بلاده ومن ثم لا يحق لها الحديث عن السلام، في حين قالت باريس إنه ليس في وضع يسمح له بإعطاء دروس بعد أن ذبح شعبه. كما وجهت فرنسا اتهاما إلى سوريا، يوم الجمعة، بأنها لا تفعل شيئا من أجل التوصل لاتفاق سلام بعد حرب دامت نحو سبعة أعوام وقالت إنها ترتكب جرائم جماعية في منطقة الغوطة الشرقية حيث تحاصر قوات الحكومة 400 ألف شخص. ورد الأسد أمس الإثنين. ونقلت وسائل إعلام رسمية عنه قوله للصحفيين بعد لقاء وفد روسي “المعروف أن فرنسا كانت هي رأس الحربة في دعم الإرهاب في سوريا منذ الأيام الأولى ويدهم غارقة في الدماء السورية منذ الأيام الأولى ولا نرى أنهم غيروا موقفهم بشكل جذري حتى الآن”. وأضاف “من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام”. ورغم أن فرنسا كانت داعما رئيسيا للمعارضة السورية، فقد سعت لاتخاذ توجه أكثر عملية تجاه الصراع السوري منذ وصول الرئيس إيمانويل ماكرون للسلطة قائلة إن رحيل الأسد ليس شرطا مسبقا للمحادثات. وقال ماكرون أمس الإثنين إن فرنسا ستسعى لإجراء محادثات سلام تشمل جميع أطراف الصراع السوري بما في ذلك الأسد وتعهد بطرح مبادرات في أوائل العام المقبل. ولم يوضح كيف سيتم ربط أي مقترحات فرنسية بالمفاوضات الحالية التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، وأكد على ضرورة أن يمثل الرئيس السوري أمام العدالة. أما وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، فقد قال في واشنطن بعد لقاء مسؤولين أمريكيين كبار إن فرنسا لن تتلقى دروسا من رجل أخرج آلاف المتشددين من السجن لتأجيج الحرب الأهلية واعتمد على روسيا وإيران للبقاء في السلطة.
مشاركة :