سلوك الرهينة الفرنسي يوحي بسعيه للانتحار وليس المغامرة

  • 9/28/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عدة سيناريوهات رجحّها المتابعون من الخبراء للنهاية التي كانت ستؤول إليها حادثة اختطاف الرعية الفرنسية بيار أرفي غوردال في الجزائر يوم 20 سبتمبر الجاري، لعل أبرزها تحرير الرهينة من قبل القوات الخاصة الجزائرية مثلما حدث في الموقع الغازي تيقنتورين أو دخول فرنسا في مفاوضات مع المختطفين كما فعلت مع قضية الرهبان السبعة في تيبحيرين العام 1996 أو إطالة عمر الاحتجاز، لكن لا أحد من التحليلات توقّع السرعة التي تم بها إنهاء الحادثة، أي إعدام الرعية ذبحا وفي ظرف أقل من ساعات من انتهاء مهلة ال 24 ساعة. "الرياض" التقت العقيد السابق في جهاز المخابرات الجزائرية العقيد محمد خلفاوي ومعه عادت إلى حيثيات وصول الفرنسي إلى الجزائر ولماذا وقع في يد خاطفيه وسيناريو المؤامرة الذي أحاط بالحادثة. * الجيش الجزائري لم يعثر بعد على جثة الرهينة الفرنسي وسيناريوهات كثيرة أحاطت بحادثة مقتل أرفي غوردال ؟ - أعتقد أن السؤال الأول الذي يجب طرحه: "كيف وصل بيار أرفي غوردال إلى المنطقة التي اختطف بها؟ لقد تكلم الرهينة على صفحتا على الفايسبوك مع صديق له في المغرب، يؤكد له توجهه قريبا إلى الجزائر، وأنه سيلتقي مع صديق آخر في نيس الفرنسية للتوجه سوّيا إلى الجزائر ويضيف هذه العبارة: "إذا عدت ولم أمت"!! نفهم من هذه العبارة إذن أن الرهينة الفرنسي يعلم سلفا أنه كان سيتوجه إلى منطقة متململة أمنيا، ثم زيادة على ذلك نجده عندما يصل المنطقة التي توجّس منها خيفة قبل الوصول إليها، وعوض التوجه مباشرة إلى مركز الترفيه والرياضات الذي يعلو تكجدة، حيث رغب الضحية في ممارسة رياضة تسلق الجبال رفقة أصدقائه الجزائريين، نجده يخرج في نزهة سياحية مباشرة مع شباب كانوا في انتظاره!! * هل فعل غوردال ذلك عمدا؟ - ربما نعم، لأن غوردال كان يعلم أنه في حال توجّه إلى المركز الذي يحوي فندقا، سيظهر اسمه في قائمة النزلاء، وهي القائمة التي ترسل عادة إلى مصالح أمن المنطقة (الشرطة)، وربما منعه الأمن من التوجه حيث كان يرغب، أو اتخذ التدابير الأمنية اللازمة، أو حذّره من التوجه هناك، هو لم يفعل ذلك! فعلى من تقع المسؤولية؟ ويبدو من تصرف الرهينة أنه لم يأت للسياحة والمغامرة بل للانتحار! ويدفع للاعتقاد أن الاختطاف تم الإعداد له مع سبق الإصرار والترصد، إمّا من قبل أجهزة أمن معادية بهدف تشويه صورة الجزائر، أو من قبل أجهزة الاستعلامات الفرنسية، في محاولة لتحويل الجزائر إلى وجهة خطيرة يجب التحذير منها أو دفعها إلى القبول بمهمات خارج حدودها ترفضها. * كيف تقرأ تعامل الرسميين الفرنسيين مع مواطنهم؟ - لعل الملفت في تصريحات المسؤولين الفرنسيين بدءا من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مرورا بوزيره الأول إمانويل فالس وانتهاء بوزير الخارجية فابيوس، أنها لا تعكس انخراطا فرنسيا كبيرا في موضوع الاختطاف كما عهدنا فرنسا في حالات اختطاف سابقة تتوعد وتهدد وتتحرك، تلك التصريحات تعطي الانطباع أن فرنسا لا تأبه برعيتها وكأنها تقول لهم: إن رغبتم في إعدامه لكم ذلك فهو الذي اختار المغامرة، ولم يأخذ بعين الاعتبار التحذيرات التي أطلقتها بلاده، لعل الدفع باتجاه مقتل المواطن الفرنسي (رفض فرنسا توقيف ضرباتها ضد داعش ورفض التفاوض) هي ذريعة لفرنسا فقط لتظل "ترهق" بهذه الحادثة الجزائر والضغط بورقتها لحساب مواقف دولية تدفع الجزائر إلى اتخاذها.

مشاركة :