اندلعت اشتباكات مسلحة بعد منتصف ليلة أمس بين مسلحين حوثيين وحراسة منزل رئيس جهاز الأمن القومي الأحمدي والذي يقع في نهاية شارع السبعين باتجاه شارع الخمسين غربي دار الرئاسة بصنعاء، وسمع دوي انفجار كبير هز منطقة حدة جنوب العاصمة اليمنية صنعاء، تبعه إطلاق نار في الساعات الأولى من صباح أمس السبت، وأفرجت السلطات اليمنية، امس عن طاقم سفينة تهريب أسلحة إيرانية إلى اليمن- جيهان (1)، والتي احتجزت قرب الشواطئ اليمنية في خليج عدن في يناير عام 2012م، وذلك بعد يومين من الافراج على اثنين من عناصر حزب الله اللبناني كانا محتجزين لدى السلطات اليمنية بتهمة قيامهما بأنشطة استخباراتية وتجسس في اليمن لصلح السلطات الإيرانية، وقال سكان محليون في جنوب العاصمة صنعاء لـ»المدينة»: إن انفجار وقع بالقرب من منزل رئيس الأمن القومي، الدكتور علي حسن الأحمدي، وإن مسلحين يعتقد أنهم حوثيون اقتحموا منزله. من جهة اخرى، اندلعت مواجهات بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية اليمنية قرب القصر الرئاسي في جنوب العاصمة حيث تمركز المتمردون باعداد كبيرة السبت. وبدأت هذه المواجهات بعدما حاول المتمردون معاودة الهجوم على منزل مدير الامن الوطني علي الاحمدي بعد ما سيطروا عليه لفترة قصيرة الاسبوع الفائت، علما بأنه يقع قرب القصر الرئاسي وفق شهود. فيما اعلنت جماعة «انصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن اطلاق صاروخ سقط بالقرب من السفارة الاميركية في صنعاء. وقالت الجماعة المتطرفة على موقع تويتر «استهدفت انصار الشريعة السفارة الاميركية في صنعاء بصاروخ لاو». وفي وقت سابق قالت السفارة على تويتر «لا يوجد سبب للاعتقاد ان السفارة كانت هدفا» للصاروخ. وأضاف السكان: إن مسلحين حوثيين كانوا منتشرين بالقرب من منزل الأحمدي وبدأوا يقتربون منه مما أدى بحراسة المنزل إلى إطلاق النار عليهم، وبدأت المواجهات المسلحة بين الجانبين والتي خلفت قتلى وجرحى، وكانت قد وصلت تعزيزات من قوات الأمن الخاصة إلى منطقة الاشتباكات إلا أن المسلحين الحوثيين المنتشرين في المنطقة قاموا بمنع تلك التعزيزات من الوصول بعد أن أطلقوا النار الكثيف عليهم، وقال أحد الاعلاميين لجماعة الحوثي، أسامة ساري، على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي (الفيسبوك): إن هنالك قتلى في صفوف المسلحين الحوثيين منهم أحمد الشمسي وعلي أبوطالب، بالإضافة إلى 8 جرحى. ويأتي تصعيد جماعة الحوثي، بالتزامن مع إعلان ناطقها عن توقيع الجماعة على المحلق الأمني لاتفاق السلم والشراكة التي كانت قد رفضت الجماعة توقعيه في وقت سابق -الأحد الماضي- عند بدء مسلحيها بالسيطرة على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء. وقال الناطق باسم الجماعة محمد عبدالسلام أنه تم التوقيع على المحلق الامني لاتفاقية السلم والشراكة.وجاء التوقيع بعد سيطرة الجماعة على العاصمة صنعاء وإطلاق سراح سجناء من الحرس الثوري الإيراني وعدد من السجناء اللبنانيين. ولم يتسنى معرفة احصائية رسمية من قبل جهاز الامن القومي المخابرات عن عدد قتلى وجرحى المواجهات لا زالت مستمرة حتى (كتابة التقرير) عصر امس السبت، بينما قالت مصادر ان اصابة سقطت في اشتباكات ليلة امس السبت في صفوف حراسة مبنى رئيس جهاز المخابرات الأحمدي. إلى ذلك، برر القيادي في جماعة الحوثيين المسلحة علي البخيتي محاولات اقتحام المسلحين الحوثيين لمنزل رئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات اليمنية في العاصمة) علي حسن الأحمدي، بقوله: إن الأحمدي قتل عشرة شباب سلميين قبل أكثر من سنة وجرح العشرات وتستر على القتلة ووفر لهم الحماية حتى اللحظة، وادعى البخيتي ارتباط جهاز الأمن القومي بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، لكنه قال: إنه ليس مع اقتحام الحوثيين لمبنى الأمن القومي، في حين اعتبر أي استمرار للأحمدي في منصبه مثلبة في حق ما أسماها بـ»ثورة الشعب»، ودعا البخيتي الرئيس هادي إلى سرعة إقالة الأحمدي تفاديًا لأي «احتكاك مع الجهاز أو مع رئيسه». وقالت المصادر: إن الحوثيين لم يتمكنوا من السيطرة على المنزل أثناء المواجهات التي دارت في ساعات مبكرة من صباح أمس السبت وحتى وقت الظهيرة، وكان الأحمدي كشف يوم الأربعاء عن اقتحام المسلحين الحوثيين لمنزله الأخر ونهب ما بداخله بعد أن مكثوا فيه أربعة أيام، فيما لم يعرف أسباب اقتحامهم للمنزل الذي يقيم فيه وما الذي يريدونه منه بعد ان تمكنوا من الإفراج عن عناصر المخابرات الايرانية وطاقم أحد سفن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى اليمن. غير أن مصادر استخباراتية في العاصمة اليمنية، كشفت أن الحوثيين، الذين واصلوا حملات مداهماتهم لمنازل السياسيين والوزراء ومن بينها منزلي رئيس جهاز الأمن القومي، علي حسن الأحمدي، ومنزل اللواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس للشؤون العسكرية، استولوا على وثائق استخباراتية مهمة، وأضافت المصادر أن عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني ولحزب الله كانت تقوم بتدريب جماعة الحوثي في شمال اليمن لمساعدتها على تنفيذ أجندتها السياسية والعسكرية في العاصمة، وهاجم الحوثيون منذ دخولهم العاصمة صنعاء عشرات من المنازل التابعة لمن يخالفهم الرأي كما سيطروا على مقار ومباني مؤسسات حكومية ونهبوا محتوياتها. وفي سياق متصل، أفرجت السلطات اليمنية أمس، عن طاقم سفينة تهريب أسلحة إيرانية إلى اليمن جيهان (1)، والتي احتجزتها البحرية اليمنية والقوات الدولية في المياه الإقليمية اليمنية في خليج عدن في يناير عام 2012م. ويتكون الطاقم من تسعة أشخاص، معظمهم يمنيون وصدرت أحكام ضدهم في نوفمبر عام 2012م، حيث قضت محكمة البدايات الجزائية بعقوبة السجن لهم فترات تراوحت بين سنة وعشر سنوات، وذلك بعد إدانتهم بتهريب أسلحة إيرانية إلى اليمن. وجاء الإفراج عن طاقم سفينة تهريب الأسلحة الإيرانية (جيهان-1)، بعد يومين فقط على إطلاق السلطات اليمنية سراح خبيرين عسكريين من الحرس الثوري الإيراني كانا معتقلين في اليمن، وتم تسليمهما إلى وسطاء عمانيين في مطار عدن الأربعاء الماضي، الذين تم نقلهما على طائرة عمانية خاصة الى خارج اليمن، على صعيد متصل بالأحداث الجارية والأوضاع المضطربة في اليمن، قتل اثنان يشتبه بانتمائهم للقاعدة وأصيب 3 أطفال في غارة جوية لطائرة بدون طيار- يرحج أنها أمريكية- استهدفت سيارة في محافظة الجوف شمال اليمن مساء الجمعة، وقال مصدر محلي لـ»المدينة»: إن طائرة بدون طيار قصفت سيارة «هايلوكس» كانت في طريقها إلى الجهة الغربية من محافظة الجوف، قادمة من مارب، وأشار إلى أن السيارة وصلت إلى قرية الخسف التابعة لمديرية الحزم، وأن صاروخًا استهدفها ما أسفر عن مقتل شخصين كانا بداخلها لم يتم التعرف عليهما واحتراقهما. وفيما قال شهود عيان: إن القصف أسفر عن إصابة ثلاثة أطفال من أبناء عرفج قايد من آل مروان، قال الشيخ هضبان بن عرفج: «إن الطائرة بدون طيار استهدفت السيارة عند اقترابها من منزله وكان أطفاله أكبرهم 12 سنه خارج المنزل..»، مشيرًا الى أن الأطفال أصيبوا بشظايا مختلفة في أجسامهم.
مشاركة :