عزم أميركي فرنسي على كبح برنامج إيران للصواريخ الباليستية

  • 12/19/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

باريس – تعتزم فرنسا والولايات المتحدة تنسيق جهودهما لزيادة الضغط بشدة على إيران بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية المثير للقلق وقد تشمل الضغوط الفرنسية الأميركية حزمة عقوبات أخرى على طهران التي لم تبد مرونة في هذا الملف متمسكة بمواصلة تجاربها الصاروخية، ما فاقم التوترات في المنطقة وأعاد الجدل بقوة في الساحة الدولية حول الخطر الإيراني على السلم الاقليمي والعالمي. وقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الثلاثاء خلال زيارة لواشنطن أن بلاده وواشنطن عازمتان بالفعل على تكثيف الضغوط على إيران لكبح برنامجها للصواريخ الباليستية. ووصل لو دريان إلى العاصمة الأميركية الاثنين للاجتماع مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون ومستشار البيت الأبيض للأمن القومي إتش.آر. مكماستر بالإضافة إلى جاريد كوشنر مستشار الرئيس دونالد ترامب. وتعكس لقاءات الوزير الفرنسي مع المسؤولين الأميركيين طبيعة التحرك المشترك المرتقب في مواجهة تجاهل إيران لكل التحذيرات الدولية السابقة واصرارها على المضي قدما في برنامجها للصواريخ الباليستية. وزادت التوترات بين إيران وفرنسا في الشهور الأخيرة مع تبادل الجانبين الانتقادات علنا بما في ذلك اتهام لو دريان لطهران بأن لها "طموحات للهيمنة" في المنطقة. وانتقدت طهران الأحد الماضي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب موقفه الصارم من إيران، محذرة من أن باريس ستخسر قريبا مصداقيتها الدولية إذا "اتبعت بشكل أعمى خطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب". وترفض فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي انهاء الولايات المتحدة العمل بالاتفاق النووي الموقع في 2015 بين القوى الكبرى وإيران، إلا أنها أيضا تدعو إلى كبح البرنامج الإيراني الصاروخي. ودعت في الوقت ذاته إلى الفصل بين الملفين مشددة على ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي بعد أن أحل ترامب الملف النووي للكونغرس الذي أعاد الكرة بدوره إلى ملعب الرئيس الأميركي ليقرر اعادة فرض العقوبات الدولية على إيران. وقال لو دريان للصحفيين "لم يعجبهم كلامي لكنني متمسك به. طموحات إيران للهيمنة في المنطقة هي مسألة ملحة لأن التصدي لهذه العملية يدخل ضمن إطار تحقيق السلام في العراق وسوريا". وثار غضب مسؤولين إيرانيين تحديدا بسبب انتقاد فرنسا للتجارب الإيرانية على الصواريخ الباليستية وتلميحها باحتمال فرض عقوبات جديدة على هذا البرنامج الذي تزعم طهران أنه دفاعي محض. وقال الوزير الفرنسي الذي من المقرر أن يزور طهران في بداية يناير/كانون الثاني إنه سيتحدث مع الإيرانيين بشكل واضح عن بواعث قلق باريس. وأضاف "نحن عازمون بشكل كامل على الضغط على إيران بشدة لوقف تطوير القدرات الباليستية"، مؤكدا أن العقوبات لا تزال احتمالا قائما. وعلى النقيض من ترامب أعاد ماكرون التأكيد على التزام بلاده بالاتفاق النووي والذي كبحت طهران بموجبه برنامجها النووي مقابل رفع معظم العقوبات الدولية. وبعد إجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين قال لو دريان إنه يعتقد أن واشنطن بدأت تفهم الرسائل الأوروبية بشأن ضرورة الحفاظ على الاتفاق. إيران تحتج وذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن إيران استدعت الثلاثاء سفير سويسرا لإدانة ما وصفتها بتصريحات "غير مسؤولة" أدلت بها مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي عن أن طهران زودت الحوثيين بصاروخ أطلق على السعودية من اليمن يوم الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني. وتمثل السفارة السويسرية المصالح الأميركية في طهران حيث لا توجد لواشنطن بعثة دبلوماسية هناك منذ العام 1980 عندما احتجز طلاب إيرانيون 52 أميركيا رهائن لمدة 444 يوما. ونسبت تسنيم إلى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله "نقلت إيران للسفير السويسري احتجاجها الشديد على مزاعم هايلي المستفزة التي لا أساس لها". وعرضت المندوبة الأميركية الخميس الماضي أجزاء مما وصفتها بأنها أسلحة إيرانية حصل عليها الحوثيون في اليمن وقالت إن هذه الأجزاء دليل قاطع على أن طهران تنتهك قرارات الأمم المتحدة، وهو ما نفته إيران. وبموجب قرار للأمم المتحدة يدعم الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية في 2015 فإنه لا يسمح لطهران بتقديم الأسلحة أو بيعها أو نقلها خارج البلاد إلا بموافقة مجلس الأمن الدولي. وأقرت واشنطن بأنها لا تستطيع أن تحدد بدقة متى نقلت الأسلحة للحوثيين وفي بعض الحالات لم تستطع تحديد متى استخدمت.

مشاركة :