للزمان والمكان أهمية خاصة للناس. ولبعض الزمان وبعض المكان اهمية أخص. ولكل واحد منا زمانه الذي يهتم به، والمكان الذي يرنو اليه. فيوم ولادة المرء، يوم فريد يحتفل به ومن يحب، ويرسل له الاهل التهاني والتبريكات. ولمسقط رأس الانسان اهمية خاصة وحنين فريد. ومن خلال عقيدة الانسان ودينه وعلاقاته يهتم بأوقات خاصة واماكن خاصة. فالمسلم يحتفل بعيد الاضحى وعيد الفطر، كما يحتفل المسيحي بعيد الفصح والكريسماس وهكذا. والمسلم يحترم مكة المكرمة وفيها بيت الله، والمدينة المنورة وفيها قبر رسول الله صلى الله عليه وآله. والمسيحي يهفو قلبه الى بيت لحم، حيث مولد السيد المسيح عليه السلام. وكل اصحاب الديانات السماوية (الاسلام والمسيحية واليهودية) تهفو قلوبهم الى مدينة القدس او كما يحبون ان يسموها (عروس المدائن). لذلك فمدينة القدس لها موقع مهم في قلوب اهل الديانات السماوية كلها، وهي المدينة التي احتضنها الاسلام منذ ان دخل هذا الدين السمح الى بلاد الشام كلها ومنها فلسطين. اهتمام المسلمين ينصب بالاضافة الى انها مهد العديد من انبياء الله، فإنها ايضا مسرى رسول الهدى صلى الله عليه وآله، ومعراجه الى السماء. والاسراء والمعراج عصي على الفهم الا على المؤمنين برسالة المصطفى صلى الله عليه وآله، لذا فإن اكثر المتمسكين بصيرورة القدس الى المسلمين هم المؤمنون بنزول رسالة السماء على قلب الحبيب محمد صلى الله عليه وآله. اما في البعد السياسي، فإن مدينة القدس في القرارت الدولية والمواثيق الاممية هي جزء اصيل من دولة فلسطين العربية، وان اسرائيل حسب القانون الدولي ما هي الا قوة احتلال سيطرت عليها بعد هزيمة العرب في عام ١٩٦٧ م، ولا شرعية لها بضمها اليها. من هنا فإن قرار الكونغرس الاميركي الذي امضاه الرئيس ترامب لا يمثل شيئا في القانون الدولي، فهو والعدم سواء. وان حاولت الولايات المتحدة واسرائيل تطبيقه فسيصطدمون بالقانون الدولي وقرارات مجلس الامن، وبقوة المؤمنين بهذا الحق من العرب والمسلمين وأحرار العالم، ومن يحترم القوانين الدولية. وان لم يضعف العرب ويستسلموا للضغوطات فإن هذا القرار سيظل حبرا على ورق ولن يرى النور أبدا. عبدالمحسن يوسف جمال ajamal2@hotmail.com
مشاركة :