الأمم المتحدة تحذّر من وضع إنساني حرج شرق دمشق

  • 12/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الأمم المتحدة، أمس، أن الوضع الإنساني في غوطة دمشق الشرقية بلغ «حداً حرجاً»، جراء القتال والقصف اليومي، في حين اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الانتقادات الشديدة اللهجة التي وجهها الرئيس السوري بشار الأسد، إلى فرنسا «غير مقبولة»، خصوصاً مع اتهامه باريس بـ«دعم الإرهاب». ووصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع الإنساني في غوطة دمشق الشرقية بأنه «حرج»، جراء القتال والقصف اليومي.أكثر من 350 ألف شخص يعيشون في الغوطة الشرقية تحت حصار تفرضه قوات النظام والميليشيات التابعة لها، منذ نحو خمس سنوات، ويواجهون نقصاً وغلاء في المواد الغذائية والدوائية. وأعربت اللجنة الدولية، في بيان عن «جزعها من احتدام القتال الدائر في الغوطة الشرقية، الذي يلقي بتبعات جسيمة وغير مقبولة على الحياة فيها». وقال المدير الإقليمي في اللجنة الدولية لمنطقة الشرق الأوسط، روبير مارديني، إن «الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية بلغ حداً حرجاً، فمع ما وقع مراراً وتكراراً في سورية على مدى السنوات الست الأخيرة، يجد الناس العاديون أنفسهم عالقين في وضع تصبح الحياة فيه مستحيلة تدريجياً، إذ تشح السلع والمساعدات». وأشار إلى أن الناس الذين يعانون أمراضاً مزمنة والمصابين إصابات خطرة، يكافحون للحصول على الرعاية الطبية، محذراً من استخدامهم كرهينة للمفاوضات بين الأطراف المنخرطة في القتال. ودعا مارديني إلى توفير الرعاية الطبية فوراً ودون إبطاء، لكل من يحتاجون إليها، بصرف النظر عن هويتهم. وكان رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر فرانشيسكو روكا، التقى أمس، الرئيس السوري، الذي أكد أن «الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري أسهم، إلى جانب الحرب الإرهابية، في تفاقم الأزمة الإنسانية في سورية». ويفيد العاملون في المجال الطبي في الميدان بوجود مئات المرضى والجرحى المحرومين الرعاية الطبية المنقذة للحياة، في الوقت الذي تهدّد برودة الطقس بزيادة تفاقم الوضع، وفي ظل أزمة الوقود الخانقة يكاد الناس يعدمون سبل الحصول على التدفئة اللازمة، ما يعرّض صحتهم للخطر. ويعيش أكثر من 350 ألف شخص في الغوطة الشرقية تحت حصار تفرضه قوات النظام والميليشيات التابعة لها منذ نحو خمس سنوات، ويواجهون نقصاً وغلاء في المواد الغذائية والدوائية. ودعت المنظمة الدولية جميع الأطراف المتحاربة في سورية إلى التوصل لحل يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى السكان بشكل منتظم. وفي تقرير سابق للأمم المتحدة، ذكرت فيه أن عدد ضحايا الأمراض المستعصية «ارتفع في الغوطة الشرقية إلى 15 حالة وفاة». في السياق، أوضح مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك، أن نحو2.8 مليون شخص من أصل 10 ملايين يتلقون مساعدات في جميع أنحاء سورية، يستفيدون من المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لسكان المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة. وأكد لوكوك في مجلس الأمن أن «الرقابة التي تمارس على المساعدات الإنسانية في سورية لا مثيل لها في أي مكان آخر»، مطالباً روسيا بإعطاء تفاصيل حول ما يمكن تحسينه. من ناحية أخرى، اعتبر الرئيس الفرنسي الانتقادات الشديدة اللهجة التي وجهها الأسد، أول من أمس، «غير مقبولة». وقال ماكرون للصحافيين بعد استقباله الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، «كنا ثابتين على موقفنا منذ البداية، بتركيز الحرب ضد عدو واحد، هو تنظيم (داعش)، في وقت تشارك فرنسا في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم في سورية والعراق». وأكد أنه «لذلك فإن التصريحات لم تكن مقبولة»، لأنه «إن كان هناك من قاتل ويمكنه الانتصار بحلول نهاية فبراير، فهو التحالف الدولي». وأضاف: «لا أعتقد أنه بالإمكان بناء سلام دائم وحل سياسي من دون سورية والسوريين، ولا أعتقد في المقابل أن سورية تتلخص ببشار الأسد». ووصف ماكرون كلام الرئيس السوري بأنه «في غير محله»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية جان إيف لودريان، رد عليه، أول من أمس، من واشنطن، بالقول «حين يقضي شخص وقته بارتكاب مجازر بحق شعبه، فهو يلزم بصورة عامة المزيد من التكتم». وقال الأسد إن «فرنسا كانت منذ البداية رأس الحربة بدعم الإرهاب في سورية، ويدها غارقة بالدماء السورية منذ الأيام الأولى، ولا نرى أنهم غيروا موقفهم بشكل جذري حتى الآن». ومنذ اندلاع النزاع في سورية، أعلنت فرنسا دعمها للمعارضة السورية، وطالبت مرات عدة بتنحي الأسد عن السلطة، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق. وإثر الاعتداءات التي استهدفت باريس في العام 2015، تراجعت حدة الموقف الفرنسي من النظام السوري، بعدما باتت أولوية باريس محاربة التنظيمات المتطرفة في العراق وسورية. واعتبر الأسد أن الفرنسيين «ليسوا في موقع أو موقف يقيم مؤتمراً يفترض بأنه مؤتمر للسلام»، مشدداً على أن «من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام، عدا عن أنه لا يحق لهم أن يتدخلوا في الشأن السوري أساساً».

مشاركة :