شكل اجتماع شيوخ المعارضة القطرية، بقيادة الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني صدمة ل«تنظيم الحمدين» الحاكم في الدوحة؛ بعدما عقد أكثر من 20 شخصاً من شيوخ أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر، اجتماعاً هو الأول من نوعه، أعلنوا، خلاله، رفضهم لسياسة النظام القطري الحالي؛ وتلبية للدعوات من أجل تضامن حكماء أسرة آل ثاني وتكاتف أبنائها للعمل على إنقاذ قطر.وبعد الاجتماع مباشرة، توالت ردود الأفعال من مسؤولين في المعارضة، الذين أكدوا أن يوم الحسم قد اقترب، وأن عدد الأفراد المعترضين على سياسة الأمير القطري، داخل الأسرة الحاكمة زاد خلال الفترة الأخيرة، وهو ما ينبئ بانتفاضة قطرية ضد «تنظيم الحمدين» خلال الفترة المقبلة.وهنأ الشيخ سلطان بن سحيم، الشعب القطري، ب«اليوم الوطني» لقطر، الذي صادف، أول أمس، مؤكداً أن الاحتفال الحقيقي سيكون يوم عودة قطر لعروبتها وحضنها الخليجي. وأكد ابن سحيم، في تغريدات على «تويتر»، أمس الثلاثاء، «سنفدي السعودية والدول الشقيقة بأرواحنا».وأضاف: «قريباً سنكون في الدوحة، وهي جزء من نسيجها الخليجي والعربي، وحتى الدولي»، معلناً أن أبناء قطر في الداخل والخارج سيعملون معاً من أجل هذه الغاية. واستطرد ابن سحيم: «ما جرى على أهل قطر من السلطات في الدوحة جرى علينا كلنا، ولن ننسى أهلنا داخل قطر». وأردف: «قطر لن تكون أبداً خنجراً مسموماً لجيرانها؛ بل ستكون درعاً وسيفاً لإخواننا في السعودية والإمارات والبحرين والكويت وعُمان وكل الدول العربية». وتابع: «آباؤنا وأجدادنا لم يربونا على الغدر ونقض العهود؛ بل على الشرف والرجولة والشجاعة والوفاء بالعهود وهذا ما سنفعله حتى آخر يوم في حياتنا».وشدد شيوخ آل ثاني على أن قطر ستعود إلى عروبتها، مشيرين إلى أن اجتماع آل ثاني لإنقاذ قطر «بادرة خير». واستنكر الاجتماع الإجراءات التي تتخذها الدوحة بحق المعارضين، وأهمها سحب الجنسية، الذي اعتبروه «أمراً مرفوضاً لأي مواطن قطري».وحضر الاجتماع أفراد من جميع أفرع الأسرة، ومن الشخصيات الحكيمة فيها، وأبناء الجيل الجديد في الأسرة.أكد المتحدث الرسمي باسم المعارضة القطرية خالد الهيل، على «تويتر»، أن لقاء شيوخ أسرة آل ثاني كان فاعلاً، وستقطف ثماره قريباً. وأضاف، متوجهاً بالخطاب إلى تميم: «يسلم عليك الشيخ سلطان بن سحيم، ويقولك الوعد قدام يا تميم، فبالنسبة لي لا يوجد احتفال باليوم الوطني في ظل وجود «تنظيم الحمدين» والمحتل التركي والفارسي، والاحتفالات مؤجلة حتى نعيد قطر إلى صوابها؛ بعد طرد «تنظيم الحمدين» وشبيحتهم والمحتلين الفرس والترك، وأضاف: فيما يختص بلقاء شيوخ آل ثاني بضيافة الشيخ سلطان بن سحيم كان لقاء فاعلاً تقطف ثماره قريباً».وأكد مراقبون، أن اجتماع «شيوخ آل ثاني» لإنقاذ قطر، بقيادة الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني؛ جاء تعبيراً حقيقياً عن حال الشعب القطري، الذي يرغب وبقوة في العودة للحضن الخليجي والعربي، ويرفض سياسة النظام الحاكم في معاداة أشقائهم، وزعزعة استقرار المنطقة. وأوضح محمد مرسي، آخر سفير مصري في قطر قبل قطع العلاقات، أن اجتماع شيوخ آل ثاني جاء كنموذج حي للمعارضين القطريين، الذين أرادوا أن يثبتوا أنفسهم ووجودهم، والتأثير الجاد على مواقف الحكومة القطرية؛ من أجل التراجع عن سياستها العدوانية واحتضانها للإرهاب.وبحسب «بوابة العين» الإخبارية، دعا سفير مصر السابق في الدوحة، المعارضة القطرية إلى تنظيم نفسها، وترتيب أوضاعها بشكل أكثر احترافية، حتى يكون لها تأثير أوضح في ترشيد سياسات النظام الحاكم، منوهاً بأنها لا تزال بحاجة إلى تنظيم، خاصة إذا كانت تدافع عن مواقف عادلة لديها الحق في الذود عنها.من جهته، يرى محمد المنيسي، سفير مصر الأسبق في الدوحة، أن النظام القطري يعول على الحماية العسكرية الإيرانية والتركية في مواجهة أي أصوات معارضة داخلية، ومنها اجتماعات الشيوخ المناوئين. وأوضح أن «حاكم قطر يحيط نفسه حالياً بأكثر من 30 ألف جندي تركي عالي التدريب؛ لحماية قصوره من الخارج، في حين يحميه من الداخل نحو 180 جندياً من صفوة قوات الحرس الثوري الإيراني»، «ومن هنا لا ينظر إلى المعارضين وصحة موقفهم، بقدر ما يحصن نفسه عسكرياً لحماية كرسيه».
مشاركة :