تحفنا الليالي العشر وعبق الحج وأذان إبراهيم، عليه السلام، بالحج يتردد ليأتي من كل فج عميق ضيوف للرحمن حول بيته العتيق، ويسر الناظر حين يرى التسهيلات والجهود الكبيرة لتيسير الحج وخدمة الحجاج التي تشرف مقدمها سواء مباشرة كالجهات الحكومية ومؤسسات الطوافة والزيارة والسقاية، أم بطريق غير مباشر كالذي يقدمه سكان المدن الثلاث مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة مما يبرر المطالب بدعم القطاعات الخدمية لهذه المدن الثلاث كتعويض لسكانها عن التكاليف الاجتماعية التي يتحملونها، أقله الخدمات الصحية والبلدية. تظل هناك ملاحظات أثق أن المسؤولين عن الحج لم يغفلوا عنها، ربما تجاوزوها ظنا بعدم أهميتها أو أهمية آثارها الجانبية. أبدأ بمستوى النظافة في مكة المكرمة، لم يكن من اللائق أن يبدأ موسم الحج وهناك أزمة نظافة في شوارع مكة، وإن كان هناك ثمة مشكلة سواء مع المقاول أو مع العمال وجب حلها قبل الموسم، ولا أدري لم لا تسعى أمانات المدن للاستقدام المباشر لعمال النظافة على كفالتها وتهيئ لهم السكن المناسب لتقضي على شغب شركات النظافة وشغب عمالها. محسوب على مكة أربع خطوط دائرية، أولها لم يكتمل بعد وأتت الفنادق على بعض أجزائه، ثانيها لم يكتمل أيضا وتعترضه جبال لم تثقب بعد وساحات استثمار لم يحسم أمره بعد، الثالث تحمل كل العبء مع أنه الآخر لم تكمل أجزاء منه، الرابع جاري تنفيذه والأمل الا تعترضه العوارض، ويقال هناك خامس لكنه مازال في علم الغيب. إضافة لذلك خط مكة جدة القديم الذي بدأ العمل به منذ سنين لم يكتمل بعد، أجزاء كبيرة منه مظلمة وأجزاء أخرى مكسرة وغير متصلة، تعجب، والحالئذ، أن أربع خطوط لم تكتمل على مدار سنين، والعجب الأكبر عند مقارنة نسب الهدم إلى الإنشاء في مكة، أزيلت أحياء بكاملها للتطوير ولا يبنى على عجل إلا ما يستخدم للحج والعمرة، فأين يذهب إذن من ترك منزله وحيه مضطرا. نقاط التفتيش على الطرق المؤدية إلى مكة بلغ بعضها ثلاث وأربع نقاط لمنع المخالفين، بظني نقطة إضافية واحدة تكفي، تكون قريبة من مواقف الحجاج المحيطة بمكة، تتسع لعشرين مسارا أو أكثر، وتحول المخالف لتلك المواقف، أقل المخالفات تأتي هنا، وأكثرها يأتي عبر التسلل إلي مكة من الأودية والشعاب المحيطة، وبالخصوص ليلا، فلم لا تنشر بتلك المسالك قوة حراسة، أو استخدام وسائل تقنية للتصوير نهارا والتنصت ليلا إن عز توفير قوة كافية.
مشاركة :