قبل انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن كانت الولايات المتحدة الأميركية تعلم بأن إيران هي الداعم الأول لهذه الميليشيات، وتعرف أنها تزودهم بكل أنواع الأسلحة، وأنها ترسل خبراء لتدريب أتباعهم على استخدام التقنيات الجديدة، وهي، أي الولايات المتحدة، تحدثت كثيراً عن دور حزب حسن نصر الله الإيراني الموجود في لبنان في عمليات التدريب تلك. وبعد الانقلاب، ومع انطلاق عاصفة الحزم ومحاصرة المياه الإقليمية لليمن منعاً لتهريب السلاح ووصول الدعم الإيراني، تدخلت الولايات المتحدة عدة مرات لتمرير السفن إلى الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، مرة تحت اسم المساعدات، ومرات تحت مسميات أخرى لها علاقة بالمنظمات الدولية الإغاثية وسفن الوقود وترحيل النازحين، رغم أن البحرية الأميركية اعترضت سفناً إيرانية حاولت التسلل وعلى متنها أسلحة، حتى وصلت الصواريخ الباليستية إلى مناطق الحوثيين ومعهم الفرق الإيرانية واللبنانية المدربة على تشغيلها، ولم تكن تلك الصواريخ موجودة في اليمن قبل وبعد الانقلاب بسنة وأكثر، ولم يصدر شيء عن الولايات المتحدة الأميركية بينما الشهداء من المدنيين والعسكريين يتساقطون في المناطق الجنوبية للمملكة العربية السعودية. وقبل أسبوع من كلمة المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، أصدر البيت الأبيض بياناً يطالب فيه السعودية والتحالف بفك الحصار عن الموانئ الحوثية، والسماح بحرية الطيران من مطاراتهم، ولم يذكر شيئاً عن الصواريخ والتهريب والخبراء الإيرانيين الذين يستهدفون الرياض ومكة، وكانت حجتهم من تلك المطالب وصول المساعدات الإنسانية، والتي كان التحالف سمح بمرورها بعد التفتيش، وفتح المجال الجوي للمنظمات الدولية الإغاثية، ولم تتكلم «هيلي» من على منبر الأمم المتحدة إلا بعد أن عاث الحوثيون في صنعاء فساداً، فقتلوا الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وطاردوا كل أتباعه من قادة حزب المؤتمر المدنيين والعسكريين، وارتكبوا جرائم ضد الإنسانية ضمن خطط ممنهجة، وتمت تصفية المئات، وأكدت المندوبة الأميركية أن الصاروخ الذي استهدف مطار الرياض إيراني الصنع. مر أكثر من عامين على إطلاق أول صاروخ، وليس هناك دولة مصنعة للصواريخ تساند الحوثيين غير إيران، وسكان صعدة لا يمكن أن يصنعوا بندقية، ولا تحتاج المسألة إلى عبقرية لفك طلاسمها، وصاروخ يوم أمس أيضاً يقول ذلك، وقد اقترب من المناطق السكنية في الرياض، فهل سننتظر الرد الأميركي، أو نتعامل مع مصدر الصواريخ؟
مشاركة :