إيران مازالت تساند الإرهاب وتدرب وتمول الإرهابيين وتهرب الأسلحة والمتفجرات وتنشر الفتن والاضطرابات.العرب عبدالله العلمي [نُشر في 2017/12/20، العدد: 10848، ص(9)] تقرير الأمم المتحدة عن “الممارسات العدائية” لإيران، وكشف الولايات المتحدة “أدلة دامغة” على انتهاكات إيران لالتزاماتها الدولية صفعتان قويتان في وجه طهران. سعى الخميني منذ استيلائه على السلطة إلى التدخل في الشؤون الداخلية لدول “مجلس التعاون” وتصدير الثورة إلى المنطقة العربية. كرست طهران كل طاقاتها لتحقيق هذا الكابوس المزعج عبر تأسيس ميليشيات الحرس الثوري والحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وفيلق القدس في العراق. علينا أن نتذكر قول علي صالحي (رئيس منظمة الطاقة الذرية) وعلي شمخاني (أمين مجلس الأمن القومي) أن أحد نصوص الاتفاق النووي مع الغرب لم يتم نشره لسريته. كذلك نتذكر التصريح المشهور لعلي رضا زاكاني (نائب طهران في البرلمان) أن ثلاث عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت أصبحت في قبضة إيران. تآمرت طهران لتفجير سكن البعثة الأميركية في الخبر ومنشآت شركة “صدف” للبتروكيماويات في الجبيل، وأحرقت ورشة بالمجمع النفطي برأس تنورة، وخططت لاغتيال السفير السعودي آنذاك في واشنطن عادل الجبير، وأطلقت أكثر من ثمانين صاروخاً باتجاه السعودية كان آخرها في نوفمبر الماضي على مطار الرياض. إيران تأوي إرهابيي القاعدة وتدعمهم بالمال والسلاح، بل ومازالت تسعى لزعزعة أمن مواسم الحج لعدة أعوام. صنفت السعودية حزب الله السعودي حركة إرهابية، وتم القبض على أحمد المغسل، قائد كتائب حزب الله الحجاز المتورط الرئيسي في تفجير الخبر الذي تسبب في مقتل 19 وإصابة 386 آخرين. ومع ذلك، مازالت إيران تُدرِس نظرية محمد جواد لاريجاني المعروفة بنظرية أم القرى: إيران أم القرى مهد الإسلام. أما في الإمارات، فمازال الاحتلال الإيراني الثقيل يرزح على جزر عربية هي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى. كذلك أعلنت أبوظبي عن كشف 84 تنظيما إرهابيا إيرانيا ومنها حزب الله الحجاز. نالت الكويت الشقيقة نصيبها من الاعتداءات الإيرانية، حيث هاجمت عناصر من “حزب الدعوة” المدعوم من إيران السفارة الأميركية والسفارة الفرنسية ومصفاة للنفط. وفي عام 1985 حاولت طهران اغتيال أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، كذلك أعلنت الكويت في 2012 القبض على شبكة جواسيس إيرانية اعترفوا بتلقيهم تدريبات على يد الحرس الثوري لجمع معلومات عن الجيش الكويتي. إيران دبرت عملية اختطاف طائرة خطوط TWA وقصفت ناقلات النفط الكويتية في الخليج وغيرها من المنشآت. لم تسلم لؤلؤة الخليج (البحرين) من مؤامرات طهران. حاولت إيران قلب نظام الحكم في المنامة عام 1982، وأيضا في عام 2011 عبر ما سمي بـ“الربيع العربي” بتحريك طابورها الخامس في المنامة الآمنة. البحرين أحبطت عدة عمليات تهريب متفجرات وأسلحة وذخائر عامي 2015 و2016. إضافة إلى ذلك، استهدفت إيران خط أنابيب النفط البحريني، ومازالت طهران تثير النزعات الطائفية في المنامة بإشعال الصراع بين السنة والشيعة. كذلك تعرضت البحرين لتفجيرين في سترة وكرانة أسفرا عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة، وثبت أن الحرس الثوري الإيراني خطط لهما بكل بغضاء وإصرار. لم تذكر أي وقائع أو مستندات تعرض قطر لأي عدوان مباشر أو غير مباشر من إيران. في واقع الأمر، طهران أعلنت عن توقيع صفقة استثمارات مع قطر بـ50 مليار دولار، إضافة إلى تطوير حقل “فارس” مباشرة بعد تدشين مفاعلها النووي في بوشهر في سبتمبر 2011. التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون موثقة بالأدلة والإثباتات. إيران مازالت تساند الإرهاب وتدرب وتمول الإرهابيين وتهرب الأسلحة والمتفجرات وتنشر الفتن والاضطرابات. إيران تعمل أيضا على إقامة معسكرات على الأراضي الإيرانية لإسقاط الأنظمة الخليجية، وتستمر بالهجوم على الدبلوماسيين والسفارات. من هذا المنطلق، المجتمع الدولي مطالب بالتصدي لمحاولات إيران نشر الإرهاب، وبأن يجبر النظام الإيراني على كف يديه عن العبث بأمن واستقرار دول المنطقة. حان الوقت لوضع طهران خلف القضبان، ملفات جرائم الإرهاب لا يمكن إغلاقها بتقادم الزمن أو بالعناق والمصالحات. عضو جمعية الاقتصاد السعوديةعبدالله العلمي
مشاركة :