بيت الشعر بالأقصر يدرس قضية التلاقي الحضاري في الشعر المعاصر

  • 12/20/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الأقصر (مصر) ـ أقام بيت الشعر بالأقصر مساء الخميس 14 ديسمبر/كانون الأول 2017 ندوة بعنوان "التلاقي الحضاري في الشعر العربي المعاصر" استضاف فيها الشاعر الدكتور منير فوزي وقدم الأمسية الشاعر أشرف البولاقي. في البداية قام البولاقي بقراءة طرف من السيرة الذاتية للضيف وهو الشاعر الدكتور منير فوزي الذي ولد عام 1961 في مدينة المنيا. وحصل على ليسانس آداب - قسم اللغة العربية، وماجستير في النقد الحديث ودكتوراه في البلاغة والنقد الأدبي من جامعة المنيا 1994. ويعمل مدرساً بكلية الدراسات العربية بجامعة المنيا. من دواوينه الشعرية: تحورات الأرض 1985 - القطاة التي احترفت مهنة الموت 1986 - هذا المجنون الجميل 1987. ما أبقت الأيام للعاشق 2011 - فرح بهواك 2013 وغيرها. ومن مؤلفاته: صورة الطفل في الرواية المصرية ــ رؤية العالم من منظور الطفل بين الأدبين الروائيين العربي والانجليزي ــ صورة الدم في شعر أمل دنقل. ثم استهل الدكتور منير فوزي الذي حديثه قائلًا: عندما أطلق الأديب والشاعر الإنجليزي المعروف بتمجيده للاستعمار (روديارد كبلنج (1865- 1936 في قصيدتــه "The Ballad of East and west" مقولتـه الشهيــرة: "الشرق شرق والغرب غرب، وهيهات أن يلتقيا" أتراه كان يدشن تصوراً خاصاً به، أم أنه كان يقر بنظرية محتمة؟ مؤكدًا على أن هذه الدراسة محاولة للتثبت من فرضية "كبلنج"؛ ففيها على حد قوله محاولة لتلمس ملامح الالتقاء الحضاري بين الشرق والغرب في الشعر العربي المعاصر، من خلال تجارب خمسة شعراء معاصرين هم: " صلاح عبد الصبور" (1931- 1981) و"أحمد عبدالمعطي حجازي" (1935- ) و"أدونيس" (1930- ) و"محمد إبراهيم أبوسنة" (1937- ) و"محمود درويش" (1941- 2008)؛ بوصفها تجارب نوعية تظهر الاختلاف في التناول والمعالجة، وتعكس – أيضاً - الاختلاف في الرؤية وفي الوعي بالذات العربية. ثم بدأ الدكتور منير يستعرض نماذج من قصائد الشعراء السابق ذكرهم مبينا ملامح الالتقاء الحضاري فيها بين الشرق والغرب بوصفه حضارة الآخر، فالشاعر "صلاح عبدالصبور" في قصيدته "أغنية من فيينا" ينطلق من واقع تجربة معايشةٍ له في النمسا، حيث يلتقي قطبا الشرق والغرب ممثلين في الذات الساردة (المذكر) والآخر (الأنثى)، كما يلتف "حجازي" حول الطرفين نفسيهما مع فارق المعالجة، إذ إن الذات الساردة في قصيدته (أغنية) ليست ذاتاً متأملة/ فاعلة كذات "عبدالصبور" بل هي ذات تتحدث من منطلق الضعف والشيخوخة انعكاساً لما آل إليه حال الحضارة العربية، في حين أن الآخر (الأنثى) – والتي ترمز للحضارة الغربية - نجدها فتية في ريعان شبابها، تمتلئ حيوية وتفيض بالقوة، ومن خلال هذه العلاقة المضطربة القوى تتضح ملامح التفاعل والتلاقي. أما نص "أدونيس" وعنوانه "قبر من أجل نيويورك" فنجد فيه صورة نيويورك - رمز الحضارة الغربية في تمدنها- على هيئة حيوان له أربعة أرجل، وهي دلالة الجهات الأصلية، وكل جهة منها وجهة للقتل، كما نرى "المدنية" في صورة متوحشة فهي تفترس الآخرين وتلتهمهم دون شفقة، في حين يقدم الشاعر مدينة "بيروت" صورة لمدن الشرق فنراها نهراً من الغضب المتقد، يطل من ضفته الشعراء والأحزان. وتمضي قصيدة "رؤية نيويورك" للشاعر "محمد إبراهيم أبوسنة" في ركاب نص "أدونيس"، وتوشك أن تكون صدى لها، وهي تمثل موقف الشاعر من المدنية، وقضية الصدام بينها وبين المدينة؛ تلك الموضوعة التي عزف الشاعر على أوتارها بعض قصائده التي كانت من أهمها قصيدة "كان كريشنا طفلاً". ويعبر الشاعر عن هذا التصادم بين مجتمعيْ: المدينة والمدنية بتنافر الألوان والأصباغ، واختلاف العواطف والمناخ. أما قصائد "محمود درويش" فتتجاوز الصدام النمطيْ بين الشرق والغرب إلى رؤية إنسانية شاملة، نحاول أن نكتشف من خلال أبعادها مدى إمكانية تعايش الذات (الفلسطينية) مع الآخر (اليهود)، وموقف كل منهما من الآخر في قصائده: (ريتا والبندقية) و(ريتا أحبيني) و(شتاء ريتا). وفِي ختام الأمسية استمع الجمهور إلى قصائد الشاعر الدكتور منير فوزي حيث أنشد من قصيدة "حصار": كل الشوارع أقفرت وبقيت وحدي وحدي فليس سواي من يمضي وليس سواي من يردي ومن يردي تداخلت المعالم والمعاني واستقر الموت في جسدي فأنا المحاصر والمحاصر والنبوءة والتردي. ومن قصيدة أخرى بعنوان (أنا لا أحبك مرتين ولا أقايض بالندى): عند انفلات الطلقة الأولى تبدت لي بلادي كنت أحمل جمرتين من الشموس ودمعتين من الفصول وقبلتين من الندى حين استقرت طلقتي في رهبة الأشياء حاملة تفاصيلي وكنت أهز نخلات الوداد وأحشد النيل القديم على الزناد وأستعيد ملامحي.

مشاركة :