اكتسح المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم الساحة الغنائية مطلع الألفية الجديدة، بعد أن حققت أغانيه نجاحًا واسعًا في سوق الكاسيت، مثل «هبطل السجاير» و«انا بكره إسرائيل» وغيرهما، رغم اعتماده على لحن واحد فقط. قضى «شعبان» فترة التسعينيات كمطرب مغمور، حينها لم يجذب انتباه العاملين في المجال السينمائي إلا القليل منهم، والذين استعانوا به ليؤدي أغنية في مشهد أو اثنين كما كان الحال في فيلم «عفاريت الأسفلت»، المعروض سنة 1996.فيلم عفاريت الاسفلت للكبار فقط +18 سلوى خطاب Uploaded by top video on 2016-09-10. ظلت سيرة «شعبان» مجهولة للجمهور والعاملين في الفن، وكان نصيبه من الأعمال التمثيلية اثنين فقط، الأول كان مع الراحل ممدوح عبدالعليم والفنانة إلهام شاهين في مسلسل «سامحوني مكنش قصدي» عام 1999، وقبل صدور «أنا بشرب السجاير» شارك في عروض مسرحية «حلو وكداب» مع الفنان أشرف عبدالباقي. تغيّر حال «شعبان» كليةً بعد صدور أغنياته سالفة الذكر، على إثرها أصبح محط أنظار صانعي السينما، والذين اختلفت نواياهم ما بين الاستعانة به لاحتياجهم الفعلي له، أو لمجرد التسويق لأعمالهم عن طريق استغلال نجاحه. لم يتصور أي من متابعي السينما أن يلجأ مخرج بحجم داوود عبدالسيد للاستعانة بشعبان عبدالرحيم، خاصةً وأن توجهاتهما وطبائعهما متناقضة، وهو ما لم يرق لكثيرين وقت الإفصاح عن أبطال فيلم «مواطن ومخبر وحرامي»، كما روجت بعض الصحف لوقوع خلاف بين الطرفين. بدأت العلاقة بينهما باستقبال «شعبان» اتصالاً من «داوود»، وقتها لم يكن يعرفه، وأنهى المكالمة على وجه السرعة، ليسأل المقربين منه عن هوية المتصل حسب ما رواه لـ«الشرق الأوسط»: «عندما اتصل بي لم أعرفه، واتصلت بصديقي المذيع ممدوح موسى وسألته: (يطلع مين داوود عبد السيد؟!) فصرخ في وجهي: (يخرب بيتك أوعى تكون رفضت عرضه)، وطلب مني أن أتصل به فورًا وأبلغه أنني موافق على المشاركة في الفيلم بدون أي شروط». وحسب المنشور بنفس الصحيفة فوجئ «داوود» وقت توقيع العقد على أن «شعبان» لا يجيد القراءة والكتابة، حينما أخرج ختمه ليبصم، وهو ما ألقى على عاتقه بطبيعة الحال مهمة أكبر لتحفيظه دوره. يقول «داوود» عن التعامل مع «شعبان» وقت التصوير: «كنت أطلب منه حفظ الحوار بالتلقين طبعًا، وكنت أجري بروفات قبل كل مشهد وكنت أجده مستعدًا لدرجة كبيرة»، وهو ما لم يعاني منه الأخير وحسن استقبال التعليمات كافة وفق رواية المخرج، والذي امتدحه بقوله: «أنا سعيد باختياري لشعبان وأتوقع أن يكون حضوره السينمائي مميزًا». نجاح «شعبان» في الفيلم لم يجب عن سؤال البعض حول سبب اختياره من قِبَل «داوود»، وهو ما كشف عنه الأخير بقوله: «عندما اخترته لم أكن أعي مدى نجاح شعبان كمطرب، ولم أغازل شباك التذاكر كما يؤكد البعض، وكل الذي كان في ذهني عندما اخترته هو أنه خير من يمثل ويعبر عن ثقافة الشارع، وهذا هو محور فيلمي الذي يتحدث عن العلاقة بين الثقافة المعتادة والكلاسيكية التي يمثلها المواطن، وثقافة الشارع الثقافة المعاصرة التي يمثلها الحرامي، وشعبان بملامحه وحقيقته يعبر بصدق عن هذه الطبقة، لذلك لم أتردد في اختياره فهو أفضل من يقدم هذا الدور». في حواره لصحيفة «الشرق الأوسط» سُئل «شعبان» عما إذا كان يسعى المنتجون لاستغلال نجاحه، ليرد بشكل مباشر: «أيوه.. يريدون استغلال جماهيرتي، ولا اعتبر هذا عيبًا، لأنني أيضًا سأستفيد مزيدًا من الشهرة، وستخلد السينما اسمي كما فعلت مع أحمد عدوية». ازداد الطلب على استدعاء «شعبان» إلى الكثير من الأعمال الفنية بعد ظهوره في «مواطن ومخبر وحرامي»، إلى درجة إسناد البطولة له في فيلم «فلاح في الكونجرس»، وشاركته الفنانة عبير صبري إلى جانب علاء مرسي وخالد سرحان ونشوى مصطفى. في تلك الفترة وضع المؤلف المسرحي أحمد الإبياري اللمسات الأخيرة على نص مسرحية «دو ري مي فاصوليا»، وقتها تحدث إلى الفنان سمير غانم طالبًا رأيه في استقدام «شعبان» للظهور في نهاية العرض، وهو ما أثار مخاوف الأخير وقتها، حتى قال للكاتب: «ده على مسؤوليتك». سارت الأمور بشكل طبيعي في اليوم الأول للعرض، وبالتزامن مع وقوف «شعبان» على خشبة المسرح كان الفنان سمير غانم جالس في غرفته بالكواليس، حتى سمع أصوات تتعالى من قِبَل المشاهدين: «أنا قاعد في أوضتي ودخلة شعبان بقى في آخر الرواية، الحوار شغال وفجأة لقيت صريخ في المسرح.. ضحك بجنون». استفسر «سمير» على الفور عن سبب حالة الضحك الشديد الذي انتاب الجمهور، ليخبره الآخرون حسب ما رواه للدكتور هالة سرحان: «قالولي التليفون بتاع شعبان رن في جيبه على المسرح فا رد وكانت أمه، قال لها أنا مع أستاذ سمير غانم على المرسح». أُعجب «سمير» بما بدر عن «شعبان» على المسرح، ليطلب منه تكرار الأمر في كل عرض، مبررًا: «إنتي تصدقيه.. لما تبصي لوشه ما بيديش أي تعبير، فا بيعمل بهجة في المسرحية». شارك «شعبان» في عدة أعمال فنية، أبرزهم فيلم «أشرف حرامي»، وكضيف شرف في سيت كوم «بين=ت العايلة»، ومسرحية «مرسي عاوز كرسي» مع الفنان أحمد بدير.فيلم عفاريت الاسفلت للكبار فقط +18 سلوى خطاب Uploaded by top video on 2016-09-10.
مشاركة :