طوق آلاف من المتظاهرين الذين يطالبون بتطبيق الديمقراطية مكاتب الحكومة المركزية وأغلقوا الشوارع الرئيسية في هونج كونج اليوم الاحد احتجاجا على قرار الصين بتقييد الانتخابات في الاقليم. وأعاق مئات المحتجين حركة المرور في الاتجاهين على طريق "هاركورت و"كونزواى" وهما معبرين رئيسيين وذلك بعد ساعات من إغلاق الشرطة جميع المداخل نحو منطقة الاحتجاج بالقرب من مكاتب الحكومة المركزية. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في طريق "هاركورت رود" وخارج مكاتب الحكومة المركزية حيث دفعت الحشود أمام الميناء في جزيرة هونج كونج. وبعد أن أخمد الطلاب الغاز المسيل للدموع، أعادوا تنظيم صفوفهم بنقل الاغذية والامدادات إلى متنزه تامار المجاور بالقرب من مقر الحكومة. وقال المحتج سام فونج /22 عاما/ لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) "من المخز أن تستخدم الشرطة أولا رذاذ الفلفل ثم الغاز المسيل للدموع على شبان يتظاهرون بشكل سلمي. هذا يجعلنا فحسب نغضب ونلتزم بالبقاء". وأغلق المتظاهرون أيضا أجزاء من عدة طرق في حي المال والاعمال حيث احتجوا على تطويق الشرطة للمسيرة حول مقر الحكومة. وقال المحتج جيري يو /33 عاما/ لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) "لم يتمكن الكثير من أصدقائي من الوصول إلى الداخل للانضمام إلى الاحتجاج. نحن داخل الطوق الامني للشرطة نتحمل المسؤولية من اجل البقاء حتى النهاية". وقرر نشطاء حركة" أوكيوباي سنترال" تقديم الاحتجاج قبل الموعد المحدد بثلاثة أيام ، وذلك بعد أن قام عشرات الآلاف من الطلاب المحتجين بالتجمع عند مقر الحكومة. وفي بيان أصدره نشطاء الحركة في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، قالوا إن تحركات الطلاب "حركت مشاعر الكثيرين من شعب هونج كونج" وألهمت حركة احتجاج "أوكيوباي سنترال" لتقرر أن هذا هو وقت "النهوض والتحرك". لكن آراء بعض الطلاب تضاربت بشأن الإعلان المفاجئ واتهموا حركة أوكيوباي" سنترال" بـ"إقحام انفسهم" في جهود يقودها الطلاب . وكان قد تم تنظيم الاحتجاج الطلابي بشكل مستقل عن حركة "أوكيوباي سنترال" التي بدأت قبل عام ونصف العام. وقالت الشرطة مساء أمس السبت إنها اعتقلت 74 محتجا ، بمن فيهم ثلاثة من كبار زعماء الطلبة ، بعدما حاول طلاب اقتحام بوابات مقر الحكومة في هونج كونج يوم الجمعة. ومازال الزعماء الطلابيون الثلاثة رهن احتجاز الشرطة، بينما أطلق سراح باقي المحتجين طبقا لما قاله محامي الطلاب لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ). وأصيب 29 من رجال الشرطة والمدنيين على الأقل بجروح في اشتباكات وقعت مع تصاعد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في هونج كونج الخاضعة لإدارة الصين. وأفاد منظمون للتظاهر بأن الغضب نتيجة هذه الاعتقالات دفع نحو 60 ألف شخص للانضمام إلى المحتجين والتجمع حول مقر الحكومة اعتبارا من بعد ظهر أمس السبت. وقال تومي تشيونج، رئيس اتحاد طلبة الجامعة الصينية في هونج كونج، إن قادة الطلاب وقادة حركة "أوكيوباي سنترال" توصلوا إلى اتفاق متبادل فيما بينهم لبدء الاحتلال في وقت مبكر من أجل الاستفادة من زخم الطلاب. وفي حديثه لوكالة الانباء الألمانية ( د.ب.أ) قال تشيونج " سنبقى في المكاتب الحكومية ولا توجد لدينا خطط لنقل المسيرة إلى حي المال". وتدفق المئات من المتظاهرين من الطلاب والكبار إلى منطقة الاحتجاج بعد فجر اليوم الأحد، وحملوا الإمدادات الغذائية والمياه وملابس واقية مثل نظارات واقية وواقيات بلاستيكية تحسبا لاستخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع أو خراطيم المياه. وأكد بيان صادر عن الشرطة مساء أمس أن المظاهرة بالقرب من مكاتب الحكومة غير قانونية. وبدأ الطلاب في التظاهر أمام مقر الحكومة أول أمس الجمعة في ختام مظاهرات استمرت أسبوعا ضد القواعد التي وضعتها بكين بشأن انتخابات هونج كونج. وكانت حركة "أوكيوباي سنترال" تعتزم تنظيم اعتصام خاص بها لإغلاق شوارع الحي المالي الرئيسي في هونج كونج بدءا من يوم الأربعاء المقبل الموافق الأول من تشرين أول/أكتوبر ، وهو العيد الوطني للصين. وقالت الحركة إن لها مطلبين: أن تسحب بكين خطتها الإصلاحية بشأن قواعد الانتخابات في هونج كونج، والبدء من جديد في عملية التشاور بشأن الإصلاح السياسي. وجاءت المظاهرات في أعقاب قرار أكبر هيئة تشريعية في الصين الشهر الماضي بتقييد الترشيحات على منصب الرئيس التنفيذي في عام 2017. كما سيتحتم أن تعين الحكومة المركزية المرشح ، الذي سيفوز بالتصويت الشعبي ، بشكل رسمي قبل توليه المنصب. وكانت بريطانيا قد تفاوضت على مبدأ "بلد واحد ونظامان" في إطار تسليم هونج كونج عام 1997 إلى الحكم الصيني. وهذا المبدأ يمنح الحريات لسكان هونج كونج والتي لا تمنح للمواطنين الصينيين في البر الرئيسي ويسمح لهونج كونج بالحكم الذاتي النسبي حتى عام 2047.
مشاركة :