مركز خالد الفيصل للاعتدال يحارب التطرّف تقنياً

  • 12/20/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أقام مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال، بالتعاون مع كلية الحاسبات وتقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ندوة حوارية تناولت موضوع التجنيد الإلكتروني ودور التقنية في الحد منه؛ ضمن سلسلة من الندوات الحوارية التي يقدمها نادي الاعتدال بالمركز.  بدأت الجلسة الحوارية بمقدمة عن الإنترنت وتاريخ نشأته وسبب نقاط ضعف أمن المعلومات، قدَّم بعدها الطالب محمد الغامدي من نادي أمن المعلومات بكلية الحاسبات بالجامعة، عرضاً مميزاً للحضور من إعداده بمشاركة زميله الطالب فيصل جارد، استعرضا من خلاله واقع التجنيد الإلكتروني وأبرز الأدوار التقنية التي من الممكن أن تحدّ من آثاره وسلبياته على الأفراد والمجتمع.  وانطلقت بعد ذلك الجلسة الحوارية بإدارة رائعة من قبل الدكتور بندر الزهراني، والدكتور يوسف أبو شرخ، وشملت الندوة الحوارية عدة محاور تمت مناقشتها باستفاضة بين المتخصصين والمهتمين بمثل هذه القضايا الفكرية والتقنية.  وشهدت الجلسة حضوراً طلابياً بارزاً، وكانت مشاركاتهم فاعلة وأسئلتهم دقيقة للغاية؛ وهو ما يعكس المستوى العالي من النضج العقلي والفكري الذي يتمتع به -ولله الحمد- غالبية شباب وفتيات هذا الوطن الشامخ.  مفهوم الأمن الفكري وأهميته كان حاضراً بقوة في معظم النقاشات، بالإضافة إلى الأساليب المتبعة والأدوات المستخدمة من قبل المتطرفين في تجنيد أتباعهم بالطرق التقليدية السابقة، مع التركيز بشكل أكبر على كيفية استخدامهم للتقنية في الوقت الحالي، واستغلال حيّز الخصوصية التي تتيحه كثير من التطبيقات التقنية للمستخدمين للتواصل مع بعضهم البعض بشكل متخفٍ ومجهول للوصول إلى الفئات العمرية المستهدفة وهم في الغالب فئة الشباب من 12 إلى 18 عاماً.  وناقش مقدمو الندوة الحوارية أعراض الشاب الذي تعرض للتجنيد الإلكتروني، وهي في الغالب تتمثل في العزلة الطويلة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتغير المفاجئ في السلوك، وتبرير الأعمال الإرهابية، ونقد العلماء والمشايخ، والبدء بإعطاء آراء متشددة حتى يصل به الأمر إلى تكفير ولاة الأمر وكبار العلماء، ومن ثم المجتمع بصفة عامة.  وتوصل الحاضرون فِي ختام الندوة إلى عدة توصيات فيما يتعلق بدور التقنية في الحد من التجنيد الإلكتروني، وكان من أبرزها: تفعيل دور الأسرة في الرقابة باستخدام التقنية، على سبيل المثال تفعيل برامج الرقابة الموجودة في الأجهزة الذكية؛ حيث إن تلك البرمجيات توفر تقارير شاملة عن طبيعة الاستخدام والمواقع الإلكترونية التي تمت زيارتها.  وأوصى المشاركون في الندوة، المتخصصين في التقنية بتطوير خوارزميات ذكية لكشف محاولات التجنيد الإلكتروني بشكل آلي على شبكة الإنترنت، والعمل على اختراق حسابات المتطرفين، وشن هجمات استباقية عليهم.  وشملت التوصيات أيضاً ضرورة توفير بدائل برمجية وطنية، خصوصاً في مجال التواصل الاجتماعي تكون خاضعة لمراقبة الجهات الأمنية، مع إتاحة مجال رحب للخصوصية الشخصية.  وأشاد وكيل كلية الحاسبات وتقنية المعلومات الدكتور إياد كاتب، بالدور الكبير الذي يقوم به مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال في نشر ثقافة الاعتدال في المجتمع ومحاربة التطرّف بكل أشكاله، مضيفاً أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع أفراداً ومؤسسات كلّ في مجاله؛ لبيان الأساليب والأدوات التي يستخدمها المتطرفون للتغرير بصغار السن من شبابنا والزج بهم في أتون الصراعات التي تقوم على التكفير والتفجير ومحاربة المنهج الإسلامي المعتدل، وهو منهج الوسطية الذي قامت عليه هذه الدولة المباركة.  يذكر أن مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال أخذ على عاتقه مسؤولية نشر وتعزيز ثقافة الاعتدال ومعالجة قضايا التطرف والإرهاب والعنف والعنصرية بأسلوب علمي مدروس، من خلال إجراء الدراسات والأبحاث النوعية في مجال الاعتدال ومكافحة التطرّف، وتقديم برامج تعليمية ودورات تدريبية متميزة ومتخصصة في تلك المجالات؛ لإعداد وتأهيل الكفاءات معرفياً ومهنياً ومهارياً، وفقاً لاحتياجات المجتمع، وبما يواكب متطلبات العصر.

مشاركة :