سؤال صارخ تردد صداه في أرجاء الخارطة العربية، لكل من يحمل الهوية العربية من البلدان الـ 22 المكوّنة لتك الخارطة التي تتوسط العالم: من في العرب يتذكر أصدقاءه عندما يصبح ثريا، ويهدي كل واحد منهم مبلغا يصل إلى ما يقرب 4 ملايين سعودي؟ هذا السؤال فرض نفسه حقا، بعد الأنباء التي انتشرت مؤخرا عن الممثل الأمريكي الشهير جورج كلوني، حينما جمع 14 من أصدقائه المقرّبين على دعوة عشاء في منزله، وهناك أصرّ على الوفاء بوقفتهم معه طيلة حياته، ليقدم لكل واحد منهم هدية "مليون دولار أمريكي" (ما يقرب من 4 ملايين ريال؛ 3.75 مليون ريال تحديدا)، ورفض أي محاولة أيٍّ منهم لرفض استلام الحقيبة السوداء التي حوت المبلغ من فئة الـ 20 دولارا، إلى جانب تسديد الضرائب لمدة عام كامل عن كل واحد منهم، أي أن المبلغ الحقيقي قد يتجاوز الـ 4 ملايين ريال! هل هناك نموذج في عالمنا العربي يفعل ذلك حقا، ولنا أن نتذكر أن كلوني ارتبط بالعرق العربي، حينما اختار من دون نساء العالم (اللائي يلهثن وراء وسامته)، العربية (اللبنانية) الأصل حاملة الجنسية البريطانية، المحامية أمل علم الدين. وأقر صديق كلوني المقرّب راند راند جيرب بكرم كلوني في حلقة بثّت مؤخرا في برنامج "Headliners" بقناة "MSNBC" الأمريكية. وأوضح أن هناك مجموعة من الأشخاص يطلق كلوني عليهم اسم "الأولاد The Boys"، وأنه اتصل به، وقال: "ضعوا علامة تذكيرية لليوم الهام الجميع قادم لمنزلي اليوم لتناول وجبة عشاء"، وعندما وصلوا إلى منزل كلوني، منح كل واحد منهم (14 شخصا) مليون دولار، تقديرا وعرفانا بمساعدتهم له خلال مسيرته الفنية.وأشار جيربر إلى أنه كانت توجد حقيبة سفر سوداء لكل فرد على الطاولة، وبدأ كلوني يقول: "اسمعوا، أنا أرغب بأن تعلموا أيها الرفاق ما تعنونه لي وما تعنونه في حياتي، قدمت إلى لوس أنجلوس ونمت على أريكتكم، أنا محظوظ جدا في حياتي لوجودكم جميعا فيها، ولا يمكن أن أكون حيث أنا اليوم دون وجودكم جميعا، لذلك كان لزاما علي طالما ما زلت على قيد الحياة أن أرد لكم بعضا من أفضالكم علي، ولذلك أرغب بأن تقوموا جميعا بفتح حقائبكم". رغم كل شيء، يمكننا أن ننتظر قصة كهذه، من أحد المشاهير العرب على الأقل، خلال السنوات العشرين المقبلة، إذا أمد الله في أعمارنا.