عبدالمحسن الشمري| لا أدري ما معايير اختيار النصوص المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي 18، لأن ما شاهدناه مساء أمس الأول على مسرح الدسمة يسيء إلى المهرجان، الذي قدم العديد من الأعمال المسرحية المهمة في دوراته المختلفة، فمسرحية «هلوسة» التي قدمتها شركة سوبر ستار للإنتاج الفني والمسرحي ضعيفة جدا، وأقل ما يقال عنها إنها عرض يفتقر إلى مقومات المسرحية، بل هو قريب مما يقدمه المسرح المدرسي المبتدئ نصا وإخراجا وتمثيلا، وإن كانت هناك فكرة ربما يمكن تطويعها لتكون مشروعا مسرحيا، والفكرة الجميلة لا تصنع عملا جميلا. نص ضعيف المشكلة التي يعانيها النص بالدرجة الأولى أنه، على الرغم من جمال فكرته الأساسية، فإنه ضعيف على مستوى الطرح، خاصة في الحوارات الضعيفة التي كانت تخرج من أفواه الممثلين، وكان هناك أكثر من محطة يمكن أن تنتهي المسرحية عندها، لكن المؤلفة واصلت رص الحوارات بشكل ضعيف جدا وغير مبرر، ولم تخدم الفكرة الأساسية للنص. الحديث عن النص يقودنا إلى القول إن الفكرة التي انطلق منها ليست جديدة، وربما تقترب من مسرحية «رحلة حنظلة» للكاتب السوري الراحل سعد الله ونوس، مع استبدال الشخصية الرئيسية برجل عاشق للصحافة، يعيش في وهم أنه قادر على معالجة الفساد في المجتمع، من خلال مقالات تكشف الزيف والتسلط ومختلف صور الظلم التي يعانيها الإنسان في المجتمع، لكن تفكيره هذا يقوده إلى مستشفى الطب النفسي، ويكون ضحية مؤامرة قاسية لتغيير أفكاره بمساعدة الطبيب والممرضة. نعتقد أن النص كان بالإمكان تقديمه بصورة افضل، لو أن المؤلفة قلصت في حواراته ولملمت أفكارها في حوارات فاعلة، بعيدا عن الرغبة بتقديم عمل مسرحي في ساعة. إخراج مدرسي لا أدري لماذا يصر البعض على الجمع بين التأليف والإخراج في الوقت نفسه، فلو ان انتصار الحداد تنازلت عن الإخراج أو عهدت إلى أحد المؤلفين لصياغة نصها، لربما كانت النتيجة أفضل، لأن ما شاهدناه على خشبة المسرح كان قراءة ضعيفة ورؤية إخراجية ينقصها الكثير، وإذا ما تجاوزنا الديكور، أجمل ما في العرض المسرحي، الذي لخص العمل وكانت قراءته معبرة من خلال دماغ إنسان تتزاحم فيه الأفكار وكأنه في متاهة، لو أننا تجاوزنا الديكور فإن مختلف عناصر العرض كانت ضعيفة، المخرجة لم تنجح في كسر حدة الملل، وكنا نتوق أن تنتهي أحداث المسرحية في أكثر من مشهد، لكننا نُفاجأ بمشاهد أخرى مقحمة على الفكرة الأساسية التي تنطلق منها المسرحية. أما التمثيل فإنه النقطة الأكثر ضعفا في العمل، فباستثناء الممثلة هبة سليمان التي لعبت أكثر من شخصية، كان الممثلون الآخرون في حال أسوأ كثيرا، كان الأداء مدرسيا إلى درجة كبيرة، بل إن بعض الممثلين لم يكن منتبها لمخارج الحروف التي ينطقها، فضاعت حواراته. أداء مدرسي ضعيف لممثلين شعرنا أنهم يصعدون الخشبة للمرة الأولى، ونقول بكل صراحة هذا العرض ليس مكانه مهرجان الكويت المسرحي، وهو مهرجان الدولة، ويتحمل مسؤولية عرضه بالدرجة الأولى الجهة التي وافقت عليه. بقي القول ان المسرحية من تأليف وإخراج انتصار الحداد، وتمثيل هبة سليمان، سليمان المرزوق، أسامة البلوشي، عبدالله الدبيس، محمد الخواجة، سينوغرافيا عبدالله العلي وعلي مشرف، وموسيقى بدر الحداد.
مشاركة :