تعتقد «أوبك» أن سياسة ضبط الإنتاج ستؤدي في النهاية إلى النتائج التي يرجوها واضعو الاستراتيجيات لديها، والمتمثلة في القضاء على فوائض المخزونات العالمية، في حين تتبنى وكالة الطاقة الدولية وجهة نظر مخالفة، وفق تقرير لـ «بلومبرغ». رغم إثبات "أوبك" جدارة كبيرة في إدارة سوق النفط العالمي هذا العام، فإن 2018 ربما تكون سنة قاتلة لأحلام المنظمة، التي تتبنى وجهات نظر وتوقعات للعام المقبل تختلف تماما عما تراه وكالة الطاقة الدولية. وتعتقد "أوبك" أن سياسة ضبط الإنتاج ستؤدي في النهاية إلى النتائج التي يرجوها واضعو الاستراتيجيات لديها، والمتمثلة في القضاء على فوائض المخزونات العالمية، في حين تتبنى وكالة الطاقة الدولية وجهة نظر مخالفة، وفق تقرير لـ "بلومبرغ". تباين كبير - تتبنى المؤسستان توقعات مختلفة بشأن التغير في المخزونات العالمية خلال العام المقبل، فترى "أوبك" أن استمرار جهود كبح الإمدادات سيسفر عن إزالة 155 مليون برميل أخرى من المخزونات. - من وجهة نظر وكالة الطاقة الدولية، سيواجه المنتجون زيادة بمخزونات النفط خلال النصف الأول من 2018، على أن يتوازن السوق العالمي خلال النصف التالي، وتتوقع زيادة المخزونات بمقدار 72 مليون برميل خلال العام بأكمله. - لا يمكن أن تكون كلتاهما على حق، لكن قد تكون استجابة المستهلكين لأسعار المنتج النهائي المرجح ارتفاعها عاملا أساسيا في تحركات السوق، كما كان في 2015 مع الهبوط الحاد، حيث صاحب ذلك الارتفاع الكبير بالطلب. - نمو الطلب هذا العام ظل قويا مع استقرار أسعار النفط قرب 50 دولارا للبرميل، فهل سيستمر هذا الاتجاه خلال العام المقبل؟ تؤمن "أوبك" بأن هذا ما سيحدث، بينما تتوقع وكالة الطاقة الدولية العكس. النشاط الصخري - يكمن الخلاف الأكبر في جانب العرض، حيث تتكهن وكالة الطاقة الدولية بنمو قوي يفوق توقعات "أوبك" لإمدادات النفط الأميركية، وهو ما يبدو متوافقا مع نظرة إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة. - تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية، نمو إنتاج البلاد بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا خلال الفترة من ديسمبر هذا العام، وحتى نفس الشهر من العام المقبل. - يمكن لطريقة استجابة منتجي النفط الصخري لارتفاع الأسعار أن تعطل جهود "أوبك" وشركائها للحد من تخمة المعروض العالمي خلال العام المقبل، وربما أيضا تكون سببا في نجاح هذه المساعي. هل تواصل «أوبك» نجاحها؟ - مجهود "أوبك" لتحقيق التوازن في سوق النفط كان مثيرا للإعجاب، حيث تمسكت إلى حد كبير باتفاق كبح الإمدادات، حتى أن معدل امتثالها لتخفيضات الإنتاج بلغ 121 في المئة في نوفمبر. - لكن من المهم الإشارة إلى أن التخفيضات غير الطوعية كان لها دور كبير في بلوغ هذا المعدل، وبعضها يصعب استعادته سريعا مثلما هي الحال في فنزويلا وأنغولا اللتين فقد إنتاجهما 400 ألف برميل يوميا. - يضاف إلى ذلك استبعاد رغبة السعودية والإمارات والكويت في رفع إنتاجها سريعا، مما يسهل عملية الخروج من اتفاق كبح الإنتاج نهاية العام المقبل، خاصة أن مخزونات الاقتصادات المتقدمة انخفضت بشكل حاد فعلا خلال الشهرين الماضيين. - يذكر هنا أيضا أن انخفاض 60 في المئة من الفوائض يرجع في الأساس إلى زيادة متوسط مخزونات السنوات الخمس التي تقاس الفوائض نسبة إليها.
مشاركة :