تظاهرات الغضب تتواصل في كردستان رغم تشديد إجراءات الأمن

  • 12/21/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تواصلت التظاهرات الغاضبة أمس، في السليمانية، شمال العراق، لليوم الثالث على التوالي ضد الأحزاب السياسية في كردستان العراق، فيما بدأت ملامح أزمة سياسية مع إعلان حزبين انسحابهما من حكومة الإقليم.وشهدت مدن وبلدات في إقليم كردستان غالبيتها في محافظة السليمانية، ثاني محافظات الإقليم، تظاهرات حاشدة خلال اليومين الماضيين تخللتها مواجهات مع قوات الأمن أدت إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة نحو 200 بجروح. ففي رانية التي تبعد 130 كلم شمال غرب مدينة السليمانية، حيث أدت تظاهرات الثلاثاء إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 70 بجروح، أشعل متظاهرون النار أمس في مقر الحزب الشيوعي الكردستاني والحزب الاشتراكي الديمقراطي بدون أي مقاومة من حراس المقرين، وفقاً لشهود.كما رشق متظاهرون مقراً لحركة التغيير في البلدة نفسها بالحجارة. ومنذ بدء التظاهرات قبل ثلاثة أيام، أحرق متظاهرون ما لا يقل عن خمسة عشر مقراً لأحزاب سياسية في الإقليم إضافة إلى مقر مجلس بلدي. وقال ناشط رفض كشف اسمه أمس «إننا نحرق مقار الأحزاب لأنها مشاركة في الحكومة ومسؤولة عن معاناة الشعب الكردي الاقتصادية والسياسية». وأضاف أن «حرق المقار يعني أن المواطن الكردي يئس من جميع الأحزاب الكردية التي أوصلت كردستان إلى الإفلاس».كما خرجت تظاهرات بعد ظهر أمس في بلدة قلعة دزة الواقعة على بعد 170 كيلومتراً شمال السليمانية رغم الإجراءات الأمنية في البلدة، وفقاً لشهود. وسجلت تظاهرات كذلك في مدينة حلبجة، شمال السليمانية، رغم الإجراءات الأمنية وإطلاق العيارات النارية في الهواء والغاز المسيل للدموع. وخرجت تظاهرات مماثلة في بلدة جمجمال التي تبعد 70 كلم جنوب السليمانية.وتسبب تصاعد التظاهرات بأزمة داخل حكومة الإقليم، وأعلن حزبان هما حركة التغيير والجماعة الإسلامية انسحابهما منها. وقال عبدالرزاق شريف عضو حركة التغيير «قررنا الانسحاب... الحكومة ليست شرعية»، مضيفاً «قدمنا عدة مشاريع سياسية واقتصادية واجتماعية لحكومة الإقليم لمعالجة الوضع الاقتصادي والسياسي والمالي ولكن لم يستجيبوا». وتشارك حركة التغيير بأربعة وزراء يتولون حقائب المالية والتجارة والبشمركة والأوقاف والشؤون الدينية، فيما تشارك الجماعة الإسلامية في وزارتين هما الزراعة والبيئة، وذلك من أصل 21 وزارة تتألف منها حكومة الإقليم. وشهدت مدينة السليمانية أمس انتشاراً كثيفاً لقوات الأمن بينها عناصر مكافحة الشغب المجهزة بخراطيم المياه، ولم تعبر شوارع المدينة سوى أعداد قليلة من السيارات فيما أغلقت محال كثيرة أبوابها وخصوصاً في ساحة السراي، وسط السليمانية، الموقع الرئيسي للتظاهر. إلى ذلك، قالت بعثة الأمم المتحدة لمساندة العراق (يونامي) أمس إنها «قلقة للغاية» بشأن العنف والاشتباكات في كردستان، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وقالت «يونامي» في بيان «من حق الشعب المشاركة في مظاهرات سلمية وعلى السلطات مسؤولية حماية المواطنين بمن فيهم المتظاهرون السلميون».

مشاركة :