بعد تركه للقصر الرئاسي في أنقرة وتوجهه إلى إسطنبول بعد أن أنهى فترة عمله مستشارا للرئيس التركي السابق عبدالله غل لشؤون الشرق الأوسط يتابع البروفسور أرشاد هورموزلو حراكه في ملتقى الحوار العربي-التركي الذي يسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الشعبين التركي والعربي وقال هورموزلو في حوار مع "الرياض"إن هدفنا هو التقريب بين الشعوب دون النظر إلى توجهات المنتمين السياسية والفكرية والإيديولوجية داعيا في الوقت نفسه زعماء بلدانهم إلى نسيان شكوك الماضي والدعوات التحريضية ضد الشعبين. وكشف هورموزلو أنه يتألم عندما يرى سحبا تغطي العلاقات العربية-التركية مشيرا إلى أن المنطقة العربية هي عمقنا السياسي والثقافي والديني وليس لنا إلا أن نكون في نفس المركب. * لماذا قدمت استقالتك من الحكومة بعد انتخاب رجب طيب أردوغان رئيسا لتركيا؟ - لقد قدمت استقالتي في نفس اليوم الذي تم تسليم الرئاسة فيه من قبل الرئيس عبدالله غل إلى الرئيس رجب طيب اردوغان لأنني شعرت بأن اللياقة تقتضي أن نفسح المجال للفريق الجديد لتنظيم أموره بالشكل الذي يراه وبالمستشارين الذين يودون التعامل معهم. * كنت كبير مستشاري الرئيس التركي لشؤون الشرق الأوسط حتى وقت قريب فكيف تقيم هذه المرحلة السياسية؟ - لقد زرت مع فخامة الرئيس أكثر بلدان المنطقة ولدي صداقات مع الكثيرين من القادة والإعلاميين ورجال الأعمال والمثقفين. وقد كنت مبعوثا شخصيا للرئيس التركي إلى أكثر من بلد عربي وإسلامي كما ألقيت محاضرات عن الموقف التركي والأهداف المرجوة من هذا التقارب في منظمات فكرية ومعاهد دبلوماسية في أكثر من خمسة عشر بلدا. أنا سعيد عندما تتطور العلاقات وأتألم عندما تكون هناك سحب تغطي سماء العلاقات وأحاول جاهدا أن أسهم في أن تنقشع هذه السحب، فهذه المنطقة هي عمقنا السياسي والثقافي والديني وليس لنا إلا أن نكون في نفس المركب. استقلت لأواصل جهود التقريب بين الشعبين العربي والتركي.. وعلينا نسيان شكوك الماضي والدعوات التحريضية * في ظل العلاقة المضطربة بين تركيا وعدد من الدول العربية ما هي الأهداف التي تسعون لها في ملتقى الحوار العربي- التركي؟ - يهدف الملتقى إلى التقريب بين الشعبين التركي والعربي وفهم الشعوب لبعضها وتغليب فكرة القبول بالآخر مهما اختلفت الظروف والنظرة إلى الأمور وقد تأسس الملتقى بفعل اهتمام ناشطين من كلا الشعبين بهذا الهدف النبيل ومنذ عام 2011 ولحد الآن حاول الملتقى الإسهام في تعميق هذا الشعور وبعث رسالة إلى أبناء الشعبين الشقيقين بأن التكامل والاحترام المتبادل هو الأفضل لكلا الشعبين بدل الفرقة والانقسام. * وكيف تم تأسيس الملتقى؟ - اجتمعنا أول مرة في اسطنبول لوضع الأطر اللازمة لهذا الصرح. ثم قدمنا طلبنا والنظام الداخلي لمنظمتنا إلى مجلس الوزراء التركي للتصريح لنا بذلك. وقد صدر قرار مجلس الوزراء بذلك وصادق عليه رئيس الجمهورية، حيث رغب الأخوة في أن يكون مقر المنظمة الدولية في اسطنبول. * وتم انتخابك أمينا عاما؟ - نعم، وقد كنت ارغب فعلا أن يكون الأمين العام من إحدى الدول العربية لأن أغلبية المشاركين هم من الأخوة العرب. ولكن الأخوة أصروا على أن أتولى ذلك وكانت حجتهم أنني انتمي إلى الثقافة التركية وأتنفس في نفس الوقت الروح العربية. وقد أعادت الهيئة العامة انتخابي ثانية للأمانة العامة، وتم انتخاب سيدة فاضلة هي الشيخة هيا آل خليفة رئيسة للمنظمة وبعض الأخوة العرب والأتراك للمواقع الإدارية. * ماذا ترومون له في الملتقى؟ - أصدرنا بيانين هما إعلان اسطنبول وإعلان المنامة ووضحنا فيهما أن هدفنا هو التقريب بين الشعوب دون النظر إلى توجهات المنتمين السياسية والفكرية والإيديولوجية، كل المطلوب أن نؤمن بمبادئ الملتقى. طلبنا في مناشداتنا أن تكون لنا محاضرات فكرية مشتركة ولقاءات تلفزيونية مختلطة وأن ندعو زعماء بلداننا للإسهام في هذا الأمر. ما يهمنا أيضا تنقية المفردات الدراسية في تركيا والبلدان العربية من كل ما يسيء إلى الجانب الآخر ونسيان شكوك الماضي والدعوات التحريضية ضد الشعبين قلنا أن ما زرع في نفوس البعض في الأجيال السابقة كانت ناشئة من محاولات الآخرين للوقيعة بين الشعبين، وبالتأكيد فان تقارب وتعاضد الشعبين العربي والتركي يخيف البعض الذي يهدف إلى الفرقة والانقسام. * هل ستجتمعون قريبا في هذا الإطار؟ - نعم، فقد وجهت الدعوات لأعضاء الهيئة التنفيذية للاجتماع في اسطنبول في أوائل شهر ديسمبر القادم على هامش اجتماعات قمة البوسفور الخامسة والتي يحضرها ناشطون سياسيون ومثقفون واقتصاديون من أكثر من أربعين بلدا. وستكون هناك ندوة مفتوحة يقدم فيها الملتقى أهدافه وأفكاره ويدعو الجميع للالتفاف حول هذه المعطيات
مشاركة :