يبدو أن صبر لجنة الانضباط والاخلاق بالاتحاد السعودي لكرة القدم نفد تجاه بعض اللاعبين الذين صدر بحقهم عقوبات جزائية مالية ولم يفوا بسدادها اعتقادا منهم -ربما- أن الاتحاد الحالي ولجانه لازالا يعيشان على ماضي الاتحاد السابق وأن السياسة الضعيفة لم تتبدل، بعدما صدرت عقوبات مماثلة بحق لاعبين ومرت مرور الكرام ولم تسدد حتى اللحظة كما هي بحق لاعب وسط النصر شايع شراحيلي وحارس الوحدة عبدالله آل عراف ومدافع الأهلي علي الزبيدي الذين صدر بحقهم قرار صارم بوقف نشاطهم عن ممارسة كرة القدم لثلاثة اشهر، والزام أنديتهم بضرورة السداد وإلا سيطبق بحقها قرارات انضباطية قوية منها حسم النقاط والمنع من التسجيل، وهذه القرارات اظهرت الشخصية القوية للاتحاد السعودي لكرة القدم وأكدت أن زمن المجاملات والمحسوبيات والضعف ولى إلى غير رجعة كما أنها بينت ضعفت ثقافة بعض اللاعبين الاحترافية خصوصا في جانب العقوبات المالية والتي يجب على اللاعب سدادها على الفور كما هو مطبق في كل دول العالم، وقد سبق أن صدرت قرارات مماثلة بحق نجوم كرة قدم عالميين، ورضخوا لها وسددوها على الفور حتى لا يتعرضوا لعقوبات أشد. الجميع يعرف أن بعض الأندية لا تلتزم بصرف مرتبات محترفيها وتتأخر لمدد طويلة احيانا ربما تصل لعام كامل وهذا حدث وأن المحترف في الدوري السعودي سواء كان مواطنا أو غير سعودي يعاني من تأخر صرف مستحقاته لكنها ليست عذرا كافيا لمن صدر بحقهم غرامات مالية أن لا يلتزموا بالسداد خصوصا المبالغ ليست كبيرة والسداد ممكن لأن اللاعب يستلم بعض مستحقاته واحيانا يستلم مكافآت فوز أو الحصول على اللقب وليس له عذر في التأخر عن السداد حتى يصل الأمر إلى حد ايقافه لمدة طويلة تضر بناديه ومستقبله، لذلك على إدارات الاندية نسيان الدلال الماضي والعمل بجد على الالتزام بكل القرارات وسداد المستحقات التي عليها سواء للاعب محترف او لمدرب او لوكيل اعمال او أي التزام آخر وايضا حث لاعبيها على تنفيذ القرارات الانضباطية والسداد في الوقت المحدد وقبل ان يقع الفأس في الرأس ويتكرر ما حدث لشراحيلي وزملائه. على الأندية واللاعبين أن يغيروا من الفكر السابق الذي يتمحور حول أن معارف المسؤول فيها أو نفوذه سيسهلان المهمة، ويزيدان من "التسويف"، وهذا يدل على أن التوعية في الأندية تجاه حقوق الآخرين غير موجود بدليل أن الأندية نفسها لا تعطي اللاعبين مستحقاتهم فترات طويلة، لذلك تعلم اللاعبون منها هذه الثقافة السيئة التي تعكس سوء تطبيق الاحتراف نظاما وتعاملا وإدارة وأداء خارج وداخل المستطيل الأخضر.