لبنى عبدالعزيز: لم أكن أعرف عبدالحليم جيداً عندما قدمت معه «الوسادة الخالية»

  • 12/21/2017
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

عشقت التمثيل منذ نعومة أظافرها، وبرعت فيه في المدرسة والجامعة، حتى أنها أحدثت ضجة كبيرة مع أول ظهور سينمائي لها، هي امرأة راقية مثقفة نشيطة تلتزم بالأخلاق والإتيكيت، ولا تخرج عن القواعد، وتقول عن نفسها إنها ليست اجتماعية، كما أنها رزينة وتزن كلامها بمكيال الذهب ولا تحب الفضول، إنها الفنانة لبنى عبدالعزيز التي فتحت قلبها في حوار مع "الرياض": بدأت التمثيل وعمري ثلاث سنوات.. وفي زمني كانت مهنة الفنانة غير مقبولة كيف كانت بدايتك في التمثيل على خشبة المسرح؟ بدأت تمثيل المسرح في المدرسة وأنا في عمر 3 سنوات، وعندما التحقت بالجامعة كانت المرة الأولى التي أختلط فيها بالأولاد، لأن مدرستي كانت للبنات فقط، وعندما دخلت من الباب وجدت مجموعة من الأولاد ولم أكن أعرف مكان القاعة، ولذلك قررت المشي خلفهم، وعندما فعلت ذلك صمتوا، فخفت كثيراً وشعرت بشيء غريب، ولكن بعد دخول القاعة وبدء المحاضرة لم أشعر بالخوف، وكان عندي الجرأة الثقافية بالتفاعل داخل القاعة، والتمثيل على مسرح الجامعة جاء بالصدفة عندما وصلت ذات مرة متأخرة عن موعد المحاضرة ودخلت مسرعة، وكان خلفي أستاذ أميركي فقال لي: "أنتِ متأخرة" فرددت عليه وقلت له: "أنت أيضاً متأخر"، واتضح أنه مدرس في قسم الدراما، ولديه رواية جديدة يريد إخراجها في عرض مسرحي، ومن هنا بدأت الحكاية. وكيف انتقلتِ من المسرح للسينما؟ حصلت على بعثة فولبرايت وسافرت إلى أميركا وكانت دراستي المسرح، وهو عشقي وحبي وقراءاتي، ولم يكن لدي فكر السينما، ولكن عندما بدأنا بالتدريب على التمثيل كان يوجد تمثيل لكل الوسائل "إذاعة - تلفزيون - سينما - مسرح" وعلمونا الفرق بينهم، وبالتالي كان لدي الفكرة ولكن لم يكن لدي تركيز على السينما، وكان المخرجون باستمرار يضعوني في أدوار لرواياتهم، وقدمت أعمالاً كثيرة هناك، منها دور طفلة عمرها 11 عاماً، ودور نجمة كبيرة متكبرة، وبالتالي كل مخرج كان يشاهد في شكل مختلف، حتى عندما مثلت في مسرح الجامعة الأميركية بالقاهرة كان المنتجون والسينمائيون والمخرجون يعرضون عليّ الدخول في السينما، وكنت أضحك، لأن وقتها كان التمثيل في السينما صعباً جداً؛ لأن الفكر في المجتمع تجاه الفنانة كان يعتبر شيئاً غير مقبول، وأتذكر أن خالي سألني وأنا طفلة ما الذي أتمنى أن أفعله عندما أكبر فقلت له: "أكون ممثلة" فصفعني على وجهي، لكن عندما بدأت أفكر بعمق وعشت في لندن حوالي 6 أشهر شعرت بقيمة الممثل لديهم والمسرح خصوصاً، فاكتشفت أنها المهنة ليست كما يقول أهلي وأقاربي، وبالتالي أعطتني نوعاً من الشجاعة الأدبية ثم درست السينما، ورغم ذلك عندما عدت لمصر في عام 1957م تقريباً وجدت المجتمع كما هو، وكنت أحب الصحافة والإذاعة، وحينها كنت موظفة بالإذاعة، وطلبت مني جريدة "الأهرام" كتابة مقارنة بين "ستوديوهات مصر" و"ستوديوهات هوليوود" فقلت لهم إني لم أزر ستوديوهات مصر حتى الآن، فأخذوني إلى "ستوديو نحاس" وكان هناك عدد كبير من العمال إلى جانب المنتج والمصور الذي بدأ يلتقط لي العديد من الصور، وبعد أسبوع تلقيت اتصالاً ورسالة عرضوا عليّ فيها تمثيل 3 أفلام في السينما، فضحكت، ثم توقفت وسألت نفسي لماذا أرفض؟ وتحدثت إلى والدي للأخذ برأيه، وكان والدي رجلاً منفتحاً، وكان يحدثني دائماً عن الدراما، فقال لي إنه يترك القرار لي ومستعد للوقوف معي. وعندما قرأت العقد وجدت أنهم طلبوا في الشروط تمثيل 3 أفلام، فرفضت ولم تكن السينما تفرق معي حينها، ثم بعد 10 أيام تلقيت رداً بموافقتهم على فيلم واحد ولكن بشرط أنه إذا قررت تقديم أفلام أخرى فأقدم فيلمين إضافيين معهم، وفي نفس الوقت تقريباً إحسان عبدالقدوس -وهو جار لنا- كان يقول لي لابد أن تمثلي، وكان لديه رواية "أنا حرة" وكان يريد أن أعملها، وكان عبدالحليم حافظ يريد عمل "الوسادة الخالية"، وبالفعل بدأنا به، وقال لي حليم إنه قدم عدداً من الأفلام قبل هذا الفيلم، ولكن لم يكن لهم نفس الصدى الذي حققه "الوسادة الخالية". الوسادة الخالية أمام عبدالحليم حافظ.. كيف كانت تجربة الوقوف أمام عبدالحليم خصوصاً أنه أول عمل لك؟ عبدالحليم لم يفرق معي، ولم أكن أعرفه جيداً، عرفت فيما بعد أنه كبير بهذه الدرجة، وبالنسبة لي التمثيل عندما أدخل في الشخصية لا يهمني، ولكن قبل الدخول في الشخصية كنت مرعوبة فعلاً، وأول ما جلست أمام الكاميرا نسيت لبنى عبدالعزيز وتصرفت كـ"سميحة"، وكان الأستوديو ممتلئاً بالصحفيين والسينمائيين. قلتِ إن عبدالحليم حافظ كان يقوم "بمقالب" كثيرة معك.. ما الموقف الذي لا تنسينه؟ أنا أصدق أي شخص، وذات مرة كان حليم يوصلني للمنزل، وسألني هل تناولت قبل ذلك "الملوخية في الزجاجات"، ثم نزل من السيارة ودخل صيدلية وظل بها مدة ثم عاد وقالي لي إنهم باعوا آخر زجاجة، فبعد عودتي للمنزل سألت والدتي: "لماذا لا نشتري الملوخية في زجاجات"، فضحكت عليّ كثيراً. ومرة أخرى كان التصوير في الصحراء وطلب مني تمثيل مشهد، وبالفعل اندمجت ولكني فوجئت بأن جميع السيارات غادرت وأنا أقف بمفردي في الصحراء ثم عاد حليم وقال لي إنه كان "مقلباً". هل ترين أنه وفريد الأطرش نجحا في التمثيل؟ لا عبدالحليم ولا فريد نجحا في ذلك، كانا يشخصان جيداً ولكنهما ليسا ممثلين، لا نستطيع القول إن حليم ممثل كبير أو فريد، هما يؤديان فقط، والظريف في حليم أنه يؤدي نفس الدور في جميع أفلامه، وبالتالي أتقنه في الحياة وفي التمثيل. هل تشاهدين الشاشة العربية؟ أنا أفضل مشاهدة "fox news"، حاولت في رمضان أن أجلس أمام الشاشة العربية ولكني زهقت، ولا يوجد ما يشدني، هناك أعمال مسروقة كثيرة لحشو الشاشة، وهناك ألفاظ ومشاهد لا يصح أن توجد على الشاشة في شهر مثل رمضان، الفن هو عنوان حضارة البلد، ورسالته الارتفاع بالحضارة، ونحن لدينا فقر في التفكير، ولم يحدث تقدم في طريقة الإخراج، وهنا لابد على الدولة أن تدعم السينما، وأتمنى قبل وفاتي أن أرى عملاً مثل "وا إسلاماه". السينما فن وصناعة وتجارة، وأرى أن الفن والصناعة اختفوا وبقيت التجارة، وعيب علينا، كنا رقم 4 ورقم 5 عالمياً، ونتبادل الترتيب مع الهند، واليوم الهند أصبحت في المقدمة ونحن غير موجودين. قدمت فيلم "أدهم الشرقاوي" بدون تقاضي أجر.. هل كان السر في عبدالله غيث؟ بالفعل، عملت "أدهم الشرقاوي" من أجل عبدالله غيث، وقالوا حينها لن يشتريه أحد، فمن هو عبدالله غيث؟ فطلب مني ووافقت من أجله، لأني كنت أرى أنه خسارة موهبة مثله لا ترى النور. ولماذا توقفت عند 16 فيلماً فقط، ولم تكملي مسيرتك رغم نجاحك الكبير؟ لأنني سافرت، وبعد عودتي لم أجد نصاً في المستوى الذي أريده. وهل تلقيت عروضاً أثناء إقامتك في أميركا؟ اشتغلت في أميركا وعملت برنامجاً في التلفزيون "بورتريه" للعظماء، وعملت برنامجاً إذاعياً، ولكني كنت في ولاية ليس بها سينما، وكنت أقتربت من الولادة، ففضلت الابتعاد لأن "صاحب بالين كذاب" عند الأمومة أكون أماً فقط. قلت إنك ندمت على دورك في فيلم "المخربون" مع أحمد مظهر.. لماذا وافقت عليه؟ كانت والدتي متوفية، وكنت أنتهي من فيلم "إضراب الشحاتين" فكنت ضعيفة جسمانياً، وكنت أعمل فيلم "العيب" مع جلال الشرقاوي، فكنت مرتبكة، ثم جاء أحمد مظهر وأصر على أن أقدم الدور، فقلت له إني مرهقة وحاولت لمدة ساعتين الرفض، ولكن المنتج أصر وركع، فقبلت وأعطوني الكثير من المال، ولم أندم، ولكن شعرت بعد ذلك أنه دور "تافه" بالنسبة لي، وأنا لا أحب هذه الأشياء. هل سنراك على الشاشة من جديد؟ لا.. لا أعتقد، لا يوجد لدينا بعد نظر بالنسبة للأدوار التي تناسب الممثلين الكبار، ولكن إذا وجدت الدور والإنتاج الكبير سأقدمه فهذه هوايتي. قلت إن الإخوان شوهوا صورة الإسلام.. من وجهة نظرك ما الذي فعلوه؟ بدون شك.. القتل والظلم والأفعال الإجرامية باسم الإسلام شوهت صورة الإسلام، الدين به تسامح وتقوى وصلاة وإعانة الغير والشفقة وكل هذه الصفات الجميلة، ولكنهم خرجوا بالصفات السيئة وقالوا إنها الإسلام، وأتمنى أن أرى فيلماً بإنتاج عربي مشترك يبين الإسلام على حقيقته للعالم، وهذا هو الفيلم الذي سيسعدني، وإن لم أكن موجودة فسيسعدني في مكان آخر. رسالة لجمهورك السعودي؟ أحب السعوديين، ولم أزر المملكة قبل ذلك، ولكن عندما أرى سعودياً أشعر بأُلْفة، ولدي صديقة اسمها مي عبدالله أحبها كثيراً، وعندما تأتي لمصر تزورني. وأتمنى أن أؤدي العمرة والحج، وإذا كان مكتوباً لي فسيحدث، وأنا مؤمنة بالقدر.

مشاركة :