مغرر به: ذهبت للجهاد في سورية فهالتني الفظائع وتغليب الشهوات والأهواء

  • 9/29/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشاب عبد الله العمري إن المقاطع المصورة حول ما يحدث في سورية وكلام بعض المشايخ والدعاة المحرضين حول الأحداث هناك زادت من رغبته في الذهاب إلى هناك، ولكنه بعد وصوله اكتشف أن ما يوجد هناك هو قتل غير مبرر ووجد تغليب الشهوات والأهواء، وأن القتال بين الفصائل على السلطة والأرض والمسكن وأشياء دنيوية، ولذلك اتخذ قرار العودة إلى وطنه وأهله وهو نادم أشد الندم على قراره ووجه نصيحة للشباب أن يفكروا بالحفاظ على دينهم أكثر من أي شيء آخر. جاء ذلك في حلقة برنامج "همومنا" التي بثتها القناة الأولى في التلفزيون السعودي أمس، وحاولت تسليط الضوء على بعض التجارب التي وقع فيها بعض شبابنا، ذهبوا إلى مناطق الصراع متوقعين أنهم سيشاهدون هنالك صحابة وسيعيشون أوقاتا ممتلئة بالذكر وممتلئة بمسائل الجهاد وفقه الجهاد، ذهبوا إلى هنالك وعادوا لنا بتجارب مؤلمة لأنهم شاهدوا وقائع مؤلمة. وعبد الله عبد الرحمن العمري من مواليد الطائف ومن سكان مدينة أبها العمر 22 سنة درس قبل الخروج إلى سورية في كلية الشريعة، ويقول إنه ليس مطلعا جيدا على كتب الشريعة فهو ليس من أهل القراءة المكثفة فيها. وأوضح أن إحساسه تحرك لناحية إخوانه المسلمين من خلال مقاطع الأحاديث، التي كانت تدور من حوله داخل أروقة الجامعة واطلاعه على الأخبار والمقاطع المصورة مما حرك مشاعر الحمية وإن كانت حمية في غير موقعها، لكن في وقتها كانت النظرة اندفاعية، وكان لها أهدافها ولها مسبباتها ومسوغاتها، وكان يتابع اليوتيوب وبعض المشائخ المخصوصين والذين ينقلون الأخبار في مواقع التواصل مما شده حماستهم ودفاعهم عن القضية السورية، وكان يربط كل الأحداث بكلام فلان من الناس ويربطه بالدين مباشرة بأن هذا الأمر مسوغ. وأخذ يواصل الفترات الطويلة في متابعة تلك المقاطع، التي يجد فيها تسلية وهواية حتى بلغ به الأمر الرغبة في المشاركة في القضية السورية. وجد العمري أحد الأشخاص، الذي كان يتكلم باستمرار عن القضية السورية، فحاول توطيد علاقته معه حتى اكتسب ثقته ليرسله إلى سورية، وكان العمري قد وصل إلى الإيمان الكامل بهذه القضية. ومضت الأمور إلى توصيات كانت تأتيه من ذلك الشخص إلى أن أصدر جواز السفر، وأصبح في جاهزية كاملة للخروج مع توافق تلك الفترة مع الاختبارات النهائية، وقبل أن تبدأ بيومين تقريبا انتهز عبدالله العمري فرصة انشغال أهله بالاختبارات وتلم تذاكر السفر، ورتب كامل المستلزمات وغادر إلى وجهته المحددة. هم الفصائل المتقاتلة الأكبر كان المكاسب الدنيوية وإتباع الأهواء والشهوات. "الاقتصادية" وكان يعتقد أنه سيرى جماعة موحدة وكتلة واحدة تدافع عن القضية التي خرج من أجلها، غير أن ما رآه هو قتل غير مبرر، ووجد تغليب الشهوات والأهواء، ووجد الأمور بغير ما كان يتصورها، عندها وجد نفسه في موقع خاطئ لم يكن يفترض أن يكون فيه، وعادة لا يستوعب الشباب هذا الواقع إلا بعد شهرين أو ثلاثة عندها يدركون الواقع الذي هم فيه. وكان عبد الله العمري وبحسب التنسيق من المفترض انضمامه إلى جماعة اسمها "صقور العز". وكان يخشى خلال وجوده فرض البيعة عليه، غير أن الكتيبة التي كان تابعا لها لم تكن تلزم أفرادها بها، ولتواصله مع أهله في السعودية محاولاً استرضاءهم مما يخفف عليه نوعاً من الحالة الصعبة التي كان خاضعاً لها. وجد عبدالله نفسه بعيداً كل البعد عن الهدف الذي خرج لأجله، فقد اتضحت له الصورة تماماً، وأنهم فتنوا أنفسهم بصورة خطيرة جداً، واختلط عليهم عدوهم من صديقهم، فأصبحوا بين المطرقة والسندان، وبدأوا يسمعون عن جبهات أخرى كجبهة النصرة ومجموعة أخرى اسمها الدولة الإسلامية، وفي نهاية فترة وجوده بدأ القتال بين الفصائل، التي تتقاتل على السلطة والأرض والمسكن وأشياء دنيوية، وانتشرت الفوضى، وأصبحت لا تدري من أين تأتيك الطلقة، وكل قيادة لها أهواء وأفكار ورغبات تختلف عن الأخرى، فهناك من يبحث عن المنصب وهناك من يبحث عن المال. وبعد إصابته بدأ يفكر جديا في العودة، ودفع مبالغ لكي يخرج من الحدود السورية التركية، ويوضح عبد الله أنه من هناك تستطيع الاتصال بالسفارة وتبين لهم حقيقة الوضع، ولكن في الداخل السوري كان الوضع صعبا جدا، ولا تستطيع الأمن على نفسك أبدا، واتصلت على والدي وأبلغته برغبتي في الرجوع، وتمت عملية التنسيق حتى استطعت الوصول للمطار ووجدت والدي أمامي، وكانت المشاعر فياضة بالبكاء بعد فقدانه ابنه لمدة تسعة أشهر، وحمد الله على رجوعي سالما، وسنحت لي الفرصة إنني رأيت أهلي مرة ثانية، وندمت على أني خضت هذه التجربة أو فكرت فيها حتى، ثم قابلت جدي الذي لم يكن مصدقا وقوفي أمامه. ثم ذهبت إلى أبها لمقابلة والدتي، التي كنت في شوق كبير لمقابلتها، خاصة مع دعائها لي بالعودة، وأقول لوالدي سامحني سامحني، نعمة من الله كون الإنسان يرجع لوطنه وأهله. أنا إنسان مجرب وخضت هذه التجربة، وبقيت فيها فترة لا يستهان بها، وأقول لكل من تسول له نفسه بالخروج إلى مواطن الصراع أو المواطن التي فيها الافتتان، فليعد النظر وليخش على دينه قبل أن يخشى على فقده أهله، فأغلب من يفكر من الناس يفكر في فقد الأقارب، لكن أقول له اخش على دينك أكثر من خشيتك على أقاربك والحياة الاجتماعية والدينية والدنيوية.

مشاركة :