في وقت يحتاج منا الوطن إلى التوحد، نجد هناك من يحاول شق هذا الصف أو زعزعة اللحمة الوطنية بين وقت وآخر. وقد ظهر جليًا خلال اليومين الماضيين من يحاول الزج بنجران وأهلها في تأويلات وتفسيرات لأمور تعود بكل تأكيد لأهوائه ونظرته الخاطئة. ولكن لماذا في كل مرة يحاول هؤلاء إدخال نجران وأهلها في مسائل الولاء والانتماء والتشكيك فيهم؟ الجواب بكل بساطة أن نجران وأهلها عصية على كل مخرب عصية على كل خارجي، عصية على كل من تسول له نفسه المساس بأمن وقيادة هذا الوطن، لقد استغل الكثيرون مسألة المذهبية لأهالي نجران للنيل من وطنيتهم وولائهم لقيادتنا الحكيمة التي ما فتئت تشيد وتثني وتعرف عن قرب حجم ولاء ووطنية أبناء نجران الكرام. إن المتتبع خلال السنوات الماضية يلحظ أن هناك من يحاول الزج بهذه المنطقة في صراعات خارجية الهدف منها شق الصف الوطني، ويقرر حسب نواياه هو لا حقيقة هذه المنطقة، التي تفيض ولاء ووطنية بل إن أهلها لو صدروا وطنيتهم للعالم أجمع لعاش الجميع بسلام وتشربوا الوطنية الحقيقية من نجران وأهلها، لم يعد يفيض سد نجران في كل مرة بالماء، بل يفيض وطنية وولاء تسيل في واديه كل معاني التسامح والإخاء والكرم والجود، وتعتلي فوق قمة جبل رعوم راية الوطن وعنوان الوطنية الصادقة لمن يعرف أهالي نجران عن قرب، لا ليس كمن لم يزر هذه المنطقة يومًا ويطلق يمينًا ويسارًا كيل التهم جزافًا دون دراية ولا معرفة بتاريخ نجران وولائها للوطن وللقيادة. إن الذين يحاولون الزج بنجران في كل مرة سوف يفشلون ولن تجدي مساعيهم الشريرة نحو هذه المنطقة الرائعة بروعة رجالها الأوفياء وأبنائها الصادقين، حيث قال عنهم خادم الحرمين الشريفين أبان زيارته التاريخية لهم: «مواطنو نجران درع حصين للدولة وجنود شجعان من جنودها». وأضاف -أيده الله-: «من يحاولون الدس بين الدولة وأبنائها فشلوا فشلاً ذريعًا» لقد قرأ -أيده الله- المستقبل قبل حينه بنظرة ثاقبة وأبوة حانية للجميع، واليوم يحاول أعداء الوطن في الخارج والداخل أن ينكسر هذا الدرع للدولة فقول الزور والبهتان الذي لن يزيد نجران وأهلها إلا صلابة وقوة، ولن يحط من عزيمة هؤلاء الرجال سوى إقبالا نحو الوطن وقيادته ولن تقوم لكل مخرب قائمة ومكانة في نجران وبين أهلها النبلاء، فنجران سوف تظل سيف الوطن في يد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده الأمين -حفظهم الله- كما كانت. ليس فحسب جنوبًا بل لكل شبر من هذا الوطن. أكثر من عشر سنوات عشتها في نجران وما زلت في كل مرة اخرج منها يجذبني الحنين إليها وإلى أهلها، خلال هذه الفترة لم تكن هناك مناسبة وطنية إلا ويتسابق أبناء نجران نحوها ولم يكن هناك موقف معادٍ ضد الوطن إلا رأيت أهالي نجران صفًا منيعًا ضده، خلال هذه الفترة رأيت من الوطنية ما لم أشاهده في منطقة أخرى دون نقصان في جميع أبناء الوطن، فحينما يصاب الوطن بأي ظرف تبيت نجران تأن للوطن حبًا وألمًا على ما أصابه، ففي كل موقف وطني واجتماعي يحتل أبناء نجران المقدمة دائما، يتسابق كبيره قبل الصغير، ومريضهم قبل الصحيح، لا حدود عندهم نحو الوطن وخدمته، تاريخهم ناصع وماضيهم مشرف على مختلف المجالات الوطنية، ولهذا التاريخ الرائع الذي لم تشوبه شائبة يسعى المرجفون والمحرضون للنيل منهم وانتقاصهم في كل موقف يفبرك ضدهم أو يفسره هؤلاء على اهوائهم والدخول في النوايا دون إلمام ببواطن الأمور الحقيقية التي لو اطلع هؤلاء عليها لعميت أبصارهم من شدة بياض تاريخهم وصدق وطنيتهم وولائهم. ولكن بقي القول إن نجران وأهلها الكرماء لم ولن تزعزع فيهم مثل هذه الخزعبلات والتأويلات التي يراد بها الوطن ووحدته وشق صفه المتين والدس بين أبناء الوطن وقيادته الميامين. حفظ الله الوطن وقيادته وزاد الله ابناءه وحدة والتفافًا خلف قيادته ودون ترابه الأبي ورد الله كيد الخائنين والأعداء، وأفشل الله خطط كل من يحاول أو يفكر المساس بأمن الوطن ووحدته وأبنائه الأوفياء.
مشاركة :