كان الحديث أَمْـسِ عـن خطورة التصنيفات والاتهامات الفكرية التي من أهم أسباب ظهورها: انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنتديات والصحف الإلكترونية التي أصبحت ميداناً خصباً لا يمكن السيطرة عليه لزرع بذور التصنيفات وتوزيع الاتهامات!! أيضاً هناك قلة الأماكن أو المنابر التي يتم فيها الحوار الهادئ والنقاشات الهادفة للوصول لنقطة اتفاق لا اختلاف بين معتنقي أو مؤيدي الأفكار المختلفة. ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني قام بهذه المهمة في دَوْرَتَـيْـهِ الأولى والثانية حيث جَمَـع أطياف المجتمع المتعددة على طاولة النقاش المثمر الذي يَـجْـمَع ولايفرق، ولكن حوارات المركز بعد ذلك تحول مسارها نحو القضايا الـخَـدَمِـيّـة!! ومن عوامل بروز ظاهرة التصنيفات في مجتمعنا التّـعَـصب المذهبي والمناطقي، وأحياناً القَـبَـلِـي الذي يضرب أطنابه في المجتمع، ومن وسائله رَمْــي خصومه بسهام التصنيفات الفكرية. التصنيف الفكري بالغ الخطورة في ظل حاضر ومحيط جغرافي يموج بالصراعات والفِـتَـن من حولنا؛ ولذا لابد من المسارعة في علاجه والحَـدّ منه أو من تأثيره، ولعل من أهم وسائل ذلك: إصدار تشريعات واضحة معلنة تُـجَـرّم وتعاقب مَـن يمارسه، والأهم تطبيق تلك التشريعات والتشهير بالمعاقبين على الملأ فالتشهير أراه من أنجح وسائل المعالجة. كذلك من خطوات القضاء على التصنيفات الفكرية أن تستشعر منابر المساجد ووسائل الإعلام المختلفة خطورتها برَفْـضِها أيَّ صوت أو كِـتَـاب أو مقالة تسعى للتصنيف، مقدمة بذلك المصلحة الوطنية على بحثها عن الإثارة والضجيج الإعلامي. وفي هذا الجانب يقع دور رئيس على النّـخَـب من علماء ومثقفين وكُـتّـاب في أن يسعوا بما يُـتَـاح لهم من وسائل للتحذير من خطورة التصنيفات والانقسامات الفكرية التي تخرج عن المَـسَـار، وقبل ذلك أن يكونوا قدوة حسنة في اختلافاتهم وطرح آرائهم وفق المناهج السليمة في الحوار البناء. وأخيراً مركز الملك عبدالعزيز للحوار له رسالة مهمة في هذا الميدان، وبالتالي فهو مطالب بالمزيد من العطاء والدورات، وأنْ يُـرَكّـز جهوده في جَـمْـع المختلفين فكرياً في حوارات شفافة تُـسَـاهِـم في تضييق مساحات الاختلاف بما يحقق الوحدة الوطنية. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :