تعاني اليابان منذ الحرب العالمية الثانية، من مشكلة العمل الإضافي المفرط، التي تؤدي إلى موت آلاف الموظفين سنوياً، وبسبب ما بات يعرف في ثقافة العمل هناك بـ «كاروشي»، أو «الموت بسبب الإفراط في العمل»، والذي يؤدي بالعديد من الشباب والشابات إلى الإصابة بالسكتة القلبية أو الدماغية، والإرهاق وتجويع الذات، وحتى الانتحار نتيجة لضغوط العمل لساعات إضافية طويلة، وما ينتج عن ذلك من قلق واكتئاب. وسعياً للحد من هذا السلوك، تعتزم شركة يابانية استخدام طائرات من دون طيار «درون»، للتحليق ضمن المكاتب، وإطلاق موسيقى صاخبة تنبّه الموظفين بانتهاء ساعات العمل الرسمي، في محاولة لحثّهم على مغادرة مكاتبهم والذهاب إلى بيوتهم. وتقوم «درون» كذلك بتصوير مكان العمل، ليتمكن المديرون من تحديد الموظفين الذين يعملون خارج أوقات الدوام، وذلك لتقييم نتيجة الضغوط التي يتعرض لها هؤلاء، وذلك حسب موقع «ذا فيرج» الإلكتروني. وبالنسبة للعديد من اليابانيين، فإن «كاروشي»، هو النتيجة المأساوية للمادة 36 من قانون العمل الياباني، الذي يترك حرية تحديد الأجر ووقت العمل الإضافي في أيدي أصحاب العمل، وهو أمر لا تعارضه نقابات العمل في معظم الأحيان. ويقول مدير شركة «تايساي»، التي قامت بتطوير الدرون مع عملاق الاتصالات الياباني «إن تي تي»: «لن يتمكن الموظفون من العمل عند اقتراب موعد قدوم الدرون، الذي لن يسمح بذلك».
مشاركة :