انطلق أمس بفندق شيراتون الدوحة ملتقى «المرأة في الإعلام والدراما»، الذي ينظمه مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي «أمان» بمشاركة وفد من مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج، وفنانين، وإعلاميين، وعدد من زوجات السادة السفراء والمسؤولين من المهتمين بمجال المرأة والإعلام. كما شارك طلاب الإعلام والدراما والمسرح في قطر، وناشطون في العمل الاجتماعي، ومحاميات قطريات، وعضوات روابط وجمعيات المرأة بقطر.يهدف الملتقى إلى رصد وتحليل الرسائل الضمنية للعنف ضد المرأة في الدراما، وتعزيز الجهد الإعلامي في مجال التوعية بسلبيات العنف ضد المرأة في الإعلام، كما يهدف لاقتراح ميثاق شرف أخلاقي للدراما والإعلام عند تناول قضايا العنف، واستشراف المستقبل نحو تعزيز صورة المرأة في الإعلام والدراما. وتناولت الجلسة الأولى محور العنف ضد المرأة في الدراما، والتي ركزت على الخطاب الدرامي الخليجي ودوره في نشر صور العنف ضد المرأة، أو الترويج له بشكل متعمد أو غير متعمد، وتداعيات ذلك على الأسرة، فضلاً عن أهمية تعزيز المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية لصناع الدراما عند تناول هذه القضية. وتضمنت الجلسة أيضاً عدة محاور شملت المعالجة الدرامية الحالية لموضوع ظاهرة العنف ومدى انعكاسها للواقع، ودور صناع الدراما في مناهضة ومعالجة ظاهرة العنف ضد المرأة، ومدى محاكاة الدراما الخليجية للدراما العربية والعالمية في موضوع ظاهرة العنف ضد المرأة، وحدود العنف المشروع في الدراما، بالإضافة إلى اقتراح ميثاق شرف أخلاقي للدراما والإعلام عند تناول قضايا العنف. وتناولت الجلسة الثانية محور العنف ضد المرأة في وسائل الإعلام، الذي ركز على تغطية وسائل الإعلام لقضايا المرأة، وتحليل مضامين المواد الإعلامية الخاصة بالمرأة، ودور الإعلام في التوعية بقضية العنف ضد المرأة وآلية التصدي له، وكيفية إعادة رسم صورة جديدة للمرأة في وسائل الإعلام. بينما ناقشت الجلسة الثالثة محور العنف ضد المرأة في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حوار مفتوح بين المشاركين والجمهور، وكيفية الوصول لكود أخلاقي للحد من العنف في المواد الإعلامية المقدمة عبر وسائل الإعلام عامةً ووسائل التواصل الاجتماعي خاصةً، لتعزيز صورة المرأة في الإعلام والدراما. عبد العزيز الجاسم: الدراما الحالية مليئة بالألفاظ النابية قال الفنان القطري عبد العزيز الجاسم، إن الدراما الحالية لم تعد تناقش أو تطرح أفكاراً حقيقة، بل أصبحت لهواً مليء بالألفاظ النابية والمشاجرات. وقال: «الدراما ليست وظيفتها طرح حلول للمجتمع، وليس من المنطقي أن يستقي الناس حلولاً من المعالجات الدرامية». وأشار إلى أن العنف ضد المرأة أصبح يتم تناوله في الدراما من باب التشويق ليس أكثر، حتى يجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدات، وهذا ما يؤكد التحايل الكبير على المضمون الدرامي الحالي». غازي حسين: الفن لا يبحث عن حلول أكد الفنان القطري غازي حسين أن الفن رسالة هامة لتوعية المجتمع بمختلف القضايا، مؤكداً على أن الفن يطرح المشكلة، إلا أن مسؤولية إيجاد الحل تقع على المؤسسات الاجتماعية المعنية. وأضاف أن الإعلام الراقي يهدف إلى الإصلاح، ويسمى بالمعارضة الصالحة، وقال: «الموروث الشعبي والعادات والتقاليد العربية والخليجية، ودورها في تعزيز مفاهيم العنف بتعبيرات مسيئة للمرأة». وشدد على أهمية وجود استراتيجية تخدم هذا المجال، وأن الرقابة لم ترفع سقف الحرية للكاتب، وأكد على ضرورة الرقابة الراقية فكرياً، التي تسعى إلى تطور فهم المشاهد، ليفهم ما بين السطور. عبد العزيز المسلم: أين الجانب المشرق؟ استعرض الفنان الكويتي عبد العزيز المسلم، الدور الذي كانت تقوم به المرأة الخليجية في مرحلة ما قبل النفط، ورأى أن الإعلام مخترق ويرفض الأيدولوجيات المفروضة من الخارج، خاصة تلك التي لا تعكس الواقع الخليجي والعربي، قائلاً: «أرفض عرض مشاهد العنف، ولا بد من تشجيع إبراز الجانب المشرق». وثمّن جهود مركز «أمان» والمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، التي نجحت في جمع هذه الكوكبة لمناقشة قضية هامة، وأضاف أن قطر دولة العمران والنهضة، والدليل على ذلك هذا التواجد الذي يعتبر في حد ذاته نجاحاً. هبة مشاري: المرأة حينما تحارب المرأة! أكدت الكاتبة الكويتية هبة مشاري أن العنف الحقيقي ضد المرأة ليس ممارسة خارجية فقط، ففي كثير من الأحيان.. تمارسه المرأة ضد المرأة. وقالت: «هناك تنوع في أشكال العنف ضد المرأة، ليشمل العنف اللفظي والبصري، ويظهر ذلك من خلال الترويج لصورة الجسد المثالي للمرأة، حتى في لعب الأطفال، وهو أمر يصعب تحقيقه واقعياً، وهذا ما جعل عمليات التجميل تجتاح مجتمعاتنا، لتصل المرأة العربية لصورة الأنثى التي روج لها». باسمة حمادة: أعمال ليست من الواقع الخليجي قالت الفنانة الأردنية -التي تعيش في الكويت- باسمة حمادة: «إن النصوص الدرامية التي يتم تناولها في الأعمال الفنية الحالية ليست من الواقع الخليجي، بقدر ما تعبر عن واقع عربي من دول مختلفة، لافتة إلى أن المعالجة الدرامية الحقيقية للمرأة المعنفة غير موجودة، وهناك الكثير من القضايا المهمة في المجتمعات الخليجية لم يتم التطرق لها درامياً، ومثال ذلك.. العنف ضد الأطفال في مراكز الأيتام، وغيرها من القضايا التي لا يتم مناقشتها في الدراما، لأسباب كثيرة ومختلفة». وأضافت أن المشكلة الحقيقية للدراما حالياً هي تصدير صور نمطية لأشخاص على أنهم نماذج في المجتمع، دون تحري الصدق والواقعية لهؤلاء الأشخاص. أسمهان توفيق: العالم العربي يعاني من إنكار الواقع أكدت أسمهان توفيق -الكاتبة والفنانة الفلسطينية- أن العالم العربي يعاني من إنكار الواقع، ولذلك فإن المجتمع يعيش حالة من الازدواجية. وأشارت إلى أن المعالجة الدرامية تطرقت لعدد من القضايا المجتمعية، ومن بينها العنف ضد المرأة، وقالت: «العنف موجود، إلا أنه لا يظهر بصورته الحقيقية، كما أن الرقابة ترفض عرض هذه الصورة». ونوهت إلى ضرورة أن يكون المخرج على وعي بما يقدمه من مادة إعلامية، وتعتقد الممثلة أسمهان أن المرأة مسؤولة عن العنف الذي يمارس ضدها، مشيرة إلى بعض القنوات التلفزيونية التي تصور المرأة «عارية». محمد المنصور: الصورة أحياناً «مقززة» أكد الفنان الكويتي محمد المنصور على ضرورة تناول قضايا ومشكلات الواقع في الدراما، ولكن مع مراعاة الشكل الذي يصل به في النهاية للمشاهد، نظراً لأن الصورة الحقيقية في بعض الأحيان مقززة وأكثر بشاعة، حتى عن تلك التي يتم تصويرها في المشاهد الدرامية. وأشار إلى أنه من حق المشاهد أن تصل له صورة واقعية عن قضاياه المجتمعية، ولكن بشكل لائق، ويتناسب مع عادات وتقاليد بيوتنا، مؤكداً أن هناك العديد من مشاهد العنف بشكل عام، وضد المرأة بشكل خاص، تم استيرادها من الخارج.;
مشاركة :