مراقبون يرون أن لقاء رئيس مجلس النواب الأردني بالسفير الإيراني وإعلانه المشاركة في مؤتمر بشأن القدس في طهران يحمل دلالات عميقة.العرب [نُشر في 2017/12/21، العدد: 10849، ص(2)]لقاء يطرح أكثر من سؤال عمان - أجرى رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة لقائين لافتين الأربعاء، مع كل من السفير الإيراني محبتي فردوس، والقائم بأعمال السفارة السورية في عمان أيمن علوش، الأمر الذي يطرح أكثر من نقطة استفهام. ومعلوم أن العلاقة بين الأردن من جهة والنظام السوري وإيران من جهة ثانية يغلب عليها في السنوات الأخيرة طابع الخصومة والعداء، حيث تتهم عمان النظام السوري وإيران بالسعي لزعزعة استقرارها في المقابل ترى دمشق خاصة أن عمان ضلع رئيسي من أضلاع تحالف يسعى لإسقاطها. وعقب لقائه بالطراونة، أعلن السفير الإيراني محبتي فردوس دعم بلاده للوصاية الهاشمية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس مجلس النواب الأردني، أكد السفير الإيراني “دعم بلاده لموقف الأردن تجاه القرار الأميركي بنقل السفارة إلى القدس”. وأبدى الطراونة خلال اللقاء استعداده لترؤس وفد برلماني لحضور مؤتمر بشأن القدس في إيران الشهر المقبل. وشهدت العلاقات بين البلدين توتراً غير مسبوق هذا العام؛ إثر تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في أبريل الماضي، اعتبرتها عمان “مسيئة” لها، واستدعت بسببها السفير الإيراني، وسلمته رسالة احتجاج. وجاءت تصريحات بهرام، تعليقا على تصريح للعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، اعتبر فيه أن “استمرار الاستيطان (الإسرائيلي) يزيد من مخاطر الإرهاب وقوة إيران وزعيم تنظيم داعش، أبوبكر البغدادي”. ويرى مراقبون أن لقاء الطراونة بالسفير الإيراني وإعلانه المشاركة في مؤتمر بشأن القدس في طهران يحمل دلالات عميقة، خاصة وأنها تزامنت مع انفتاح أردني على النظام السوري. وفي وقت سابق التقى الطراونة القائم بأعمال السفارة السورية، أيمن علوش الذي أكد عقب اللقاء أن هناك إرادة سياسية من كلا الطرفين لتحقيق نقلة على مستوى العلاقات الثنائية.لا يستبعد البعض في أن يكون لقاء الطراونة مع السفير الإيراني الهدف منه إرسال رسالة لدول عربية بعينها من جهته تبنى رئيس الغرفة الأولى من البرلمان الأردني لهجة مغايرة عن تلك التي اعتمدتها عمان تجاه دمشق طيلة السنوات الماضية. وكشف رئيس مجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان) عاطف الطراونة، أن عمان تقدمت باحتجاج لدى الاتحاد البرلماني العربي، على عدم دعوة دمشق إلى اجتماع الاتحاد الطارئ، بشأن القدس في المغرب، الأسبوع الماضي. وقال الطروانة، إن “الوفد الأردني المشارك بأعمال الاجتماع أكد أهمية دعوة سوريا للاجتماعات العادية والطارئة”. وقررت جامعة الدول العربية، في نوفمبر 2011، تعليق عضوية سوريا، وسحب السفراء العرب من دمشق، إلى حين تنفيذها الخطة العربية لحل الأزمة السورية. وأضاف البيان أن الطراونة، “بارك انتصارات الجيش السوري على عصابة داعش الإرهابية، واستعادة الأراضي التي كانت تسيطر عليها”. وجدد التأكيد على موقف الأردن “الداعي إلى الحل السياسي في سوريا، بما يحفظ أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها”. وشهدت العلاقات الأردنية- السورية، خلال الأعوام الماضية، توتراً غير مسبوق، خاصة في ظل اتهامات دمشق لعمان بدعمها للإرهاب والإرهابيين على أراضيها، وهو ما تنفيه المملكة. وفي نهاية مايو 2014، طرد الأردن سفير النظام السوري، ليتم تخفيض مستوى العلاقات إلى درجة القائم بالأعمال. ورغم ذلك أعلنت الحكومة الأردنية، في أغسطس الماضي، أن علاقة الأردن مع سوريا “مرشحة لأن تأخذ منحى إيجابياً”. ويعتبر الأردن من أكثر الدول تأثرا بالأزمة السورية على مختلف الأصعدة، ولا ينفك يدعو إلى ضرورة معالجتها سياسيا، وإن كان يحتضن “غرفة الموك” التي تدعم فصائل مسلحة من المعارضة المعتدلة في الجنوب. ورغم أنه سبق للأردن أن أبدى ليونة في التعاطي مع النظام السوري، وهناك تنسيق بينهما في عدد من المسائل الأمنية، إلا أن هذا الانفتاح المفاجئ وبهذا الشكل والذي طال ايضا العلاقة مع إيران يوحي بوجود متغيرات على مستوى السياسة الخارجية الأردنية في التعاطي مع دول المنطقة. ولا يستبعد بعض المراقبين في أن يكون لقاء الطراونة مع السفير الإيراني والقائم بأعمال السفارة السورية، والذي ما كان ليحصل لولا وجود ضوء أخضر من المؤسسة الملكية، الهدف منه إرسال رسالة لدول عربية بعينها، خاصة وأن الأردن يشعر منذ فترة بأن هناك توجها لتجاوزه في بعض الملفات الحارقة.
مشاركة :