قال أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز: إن الفرح يعمّ أرجاء المملكة هذه الأيام؛ احتفالاً بالذكرى الثالثة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- مقاليد الحكم في البلاد، وصدور الموازنة العامة للدولة للعام 1439- 1440هـ. وأوضح: “أعوام ثلاث مرت، قصيرة من عمر الزمن، كبيرة بحجم الإنجاز، شهدت فيها المملكة انطلاقاً نحو آفاق أرحب في شتى الميادين، مستعينة بالله وسائرة على هداه، في ظل القيادة الحكيمة، والتوجيهات السديدة من لدن خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة سمو ولي العهد الأمين -يحفظهما الله- تحقيقاً لرؤية المملكة الطموحة 2030، التي ترسم المستقبل المشرق، بمنجزات الحاضر الزاهر، مستلهمة من موروث الماضي العريق، أملاً منيراً لهذا الوطن”. وبيّن: “إن خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- قامةٌ وهامةٌ سطّر التاريخ اسمه في صفحاته فخراً؛ فهو القارئ المطلع، والعارف المتبحر، والحازم القوي، دون إفراط ولا تفريط، وهو التاريخ الذي يكتب ويكتب عنه، وتتحدث عنه منجزاته التنموية، والخيرية، والدولية”. وتابع: “لقد مرت السنوات الثلاث سريعة بأيامها، كبيرة بأحلامها؛ فعلى الصعيد الدولي كانت المملكة -ولا تزال- السند المتين لأشقائها العرب والمسلمين في مختلف القضايا، باذلة الجهود الحثيثة لنصرة المظلومين؛ مقدمة خيرة رجالها يتصدرون المباحثات الدبلوماسية، ويقفون في الانتصارات العسكرية، ويتحدثون في القنوات الإعلامية، كل ينبري لخدمة دينه ثم مليكه وبلاده، مساهمين في تحقيق غاية هذه الدولة بالقيام على شؤون العرب والمسلمين ونصرة قضاياهم العادلة؛ إيماناً بأن واجبنا الإنساني والإسلامي يحتم علينا الوقوف مع كل مظلوم ونصرته بقول الحق والصدع به”. واستطرد: “على الصعيد الوطني؛ فقد رأينا بشائر الخير تتوالى، ببرامج تحفيزية، وقرارات تطويرية، تتواصل بها مسيرة النماء والازدهار، التي تضع المواطن على رأس قائمة الأولويات؛ حيث جاءت موازنة العام المالي 1439/ 1440هـ قياسية بأرقامها؛ مؤكدة نهج هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- بأن المواطن هو الاستثمار الأول والأهم، وأن تقدم هذه البلاد، لن يكون إلا بسواعد أبنائها وبناتها؛ لذلك جاءت موازنة العام المالي 1439/ 1440هـ متغلبة على تقلبات أسعار النفط، متوسعة في برامجها ومشروعاتها؛ مؤكدة أن الاقتصاد السعودي قائم على أسس متينة”. وتابع: “إن برنامج التوازن المالي بدأ يحقق نتائجه المرجوة، برفع كفاءة الإنفاق، وتحسين سياساته المالية العامة، وإدارة الدين العام والاحتياطيات، وتنمية الإيرادات الأخرى، كما أن هذه الموازنة القياسية، رفعت اعتمادات الإنفاق الرأسمالي، وأتاحت المجال للصناديق الاستثمارية لتدعم مشروعات الإنفاق الرأسمالي؛ لتؤكد بلغة الأرقام أن خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- يضع التنمية الشاملة والمتوازنة في كل المناطق نصب عينيه، ويحرص على أن يحصل المواطن سواء كان في شرق المملكة أو غربها، شمالها أو جنوبها، على الخدمات الحكومية بكل يسر وسهولة”. ونوّه بأن لغة الأرقام لغة لا تقبل الجدال؛ لذا جاءت ميزانية العام المالي الماضي 1438/ 1439هـ مؤكدة أن نهج التطوير والإصلاح بقيادة خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- هو أكبر الداعمين لاستمرار التقدم والرخاء؛ فما حققته هذه الإصلاحات من خفض عجز الميزانية، وزيادة الإيرادات غير النفطية، وضبط أوجه الإنفاق، وتعزيز الشفافية، دون إغفال للآثار غير المباشرة لتلك الإصلاحات الهامة على الميزانية العام، والموازنة العامة، والاقتصاد الوطني. وواصل: “يشرفني أن أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- باسمي وباسم أهالي المنطقة الشرقية، التهنئةَ على مرور الأعوام الثلاثة على بيعة الحزم، التي نقف فيها صفاً واحداً ضد كل من أراد ببلادنا سوء أو شراً، بصدق الأقوال وحزم الأفعال، كما أرفع لمقامه الكريم الشكر والعرفان على أمره الكريم باعتماد موازنة العزم، التي نعمل فيها جميعاً لتقدم ورخاء بلادنا، بعزم على البناء، وجدّ في العطاء، نعزز المكتسبات الوطنية، ونبذل الأرواح لتكون بلادنا في الطليعة دائماً؛ وهو المكان المقدر لهذه البلاد أن تكون فيه”. واختتم قائلاً: “الكلمات تعجز، والحروف تقصر، فرحاً بهذه الذكرى العزيزة، والموازنة التاريخية، نحمد الله على ما مَنّ به علينا من نعم كثيرة وأفضال تتوالى، ونسأله سبحانه أن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يديم عليها أمنها ورخاءها واستقرارها، وأن يوفق سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، لكل ما فيه خير ومنفعة البلاد والعباد، إنه ولي ذلك والقادر عليه”.
مشاركة :