«أوبك» تبدأ العمل على «استراتيجية خروج» من اتفاق خفض الإنتاج

  • 12/22/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت أسعار النفط ارتفاعها في الأسواق، أمس؛ بدعم من تراجع مخزونات الخام في الولايات المتحدة؛ لكن الإنتاج الأمريكي، الذي يقترب سريعاً من عشرة ملايين برميل يومياً، وهو مستوى لا تتخطاه إلا السعودية وروسيا، حال دون تحقيق المزيد من المكاسب.وسجل «برنت» زيادة بنحو 1.45 % إلى 64.56 دولار للبرميل، بينما استقرت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط عند 58.12 دولار للبرميل.إلا أن الخامين القياسيين زادا نحو 1% في الجلسات السابقة؛ بفضل بيانات تظهر تراجع مخزونات الخام الأمريكية 6.5 مليون برميل على مدى الأسبوع المنتهي في 15 ديسمبر/ كانون الأول إلى 436 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015.في المقابل أُعلن عن زيادة جديدة في إنتاج النفط الخام الأمريكي، في حين تشير زيادة في مخزونات البنزين إلى تباطؤ في الطلب.وقال مصدران ب (أوبك) إن المنظمة بدأت العمل على خطط لاستراتيجية خروج من اتفاقها لخفض إنتاج النفط مع منتجين مستقلين، في علامة على أن نهاية الاتفاق تلوح في الأفق للمنتجين، على الأقل من الناحية النظرية.وأكد المصدران إن الأمانة العامة لأوبك في فيينا تعمل على خطة تتضمن خيارات متعددة، ومن السابق لأوانه الآن التحدث عما ستبدو عليه تلك الخطة.وقال أحدهما «إنها استراتيجية استمرارية، وليست خروج».وتعقد أوبك وحلفاؤها اجتماعهم الوزاري الكامل القادم في يونيو/ حزيران، الذي سيكون فرصة لاستعراض التقدم الذي تم إحرازه.واقترحت روسيا، أكبر مساهم في خفض الإنتاج من خارج أوبك، مراجعة الاتفاق في يونيو حزيران. ورغم ذلك، قالت روسنفت، أكبر شركة منتجة للخام في روسيا، هذا الأسبوع إن الخفض ربما يستمر في 2019.وبدوره قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح: إنه من السابق لأوانه مناقشة أي تغييرات على اتفاق خفض إمدادات النفط، الذي تقوده أوبك؛ لأن عودة التوازن إلى السوق من غير المرجح أن تحدث قبل النصف الثاني من 2018 حتى مع الإغلاق الحالي لخط أنابيب فورتيس في بحر الشمال.وأضاف الفالح، أن أي تخارج محتمل من التخفيضات الحالية سيحدث بشكل تدريجي حال عودة السوق إلى التوازن؛ لكن خفض مخزونات الخام سيستغرق المزيد من الوقت.وتابع: «لم نشهد أي انخفاضات كبرى في المخزونات لم نكن نتوقعها. كما قلنا الشهر الماضي، فإنه ما زال لدينا فائض في المخزونات قدره 150 مليون برميل تقريباً إلى جانب أن استنزاف ذلك الفائض سيستغرق النصف الثاني من 2018».واستطرد: «نتوقع أن الأشهر القليلة الأولى من 2018 ستكون (المخزونات) إما مستقرة أو ستشهد زيادة بالنظر إلى العوامل الموسمية لسوق النفط خصوصاً في جانب الطلب؛ لذا أعتقد أنه من السابق لأوانه مناقشة أي تغييرات محتملة في مسارنا، وأن أقرب فرصة لتقييم السوق، ستكون في يونيو/‏ حزيران». وقال الفالح، الذي يرأس أوبك للعام الجاري، إنه لا يتوقع أن إغلاق خط أنابيب فورتيس في بحر الشمال سيكون له تأثير كبير على المعروض من الخام، لافتاً إلى أنه في مناقشات مستمرة مع نظيره الروسي ألكسندر نوفاك، وأن «روسيا ترى فائدة في مواصلة التعاون». وأضاف قائلاً: «المنتجون كافة -سواء من الشركات أو الدول- استفادوا بشكل كبير من مسار العمل، الذي اتخذناه؛ ولذلك هم سيستفيدون من مواصلة هذا المسار؛ لكن ليس إلى ما بعد الوصول إلى التوازن». وقال: «أعتقد أننا ما إن نصل إلى التوازن فإننا سنحتاج إلى طريقة تدريجية ومدروسة ومتأنية للتخارج وضمان أن يكون العرض موجوداً دائماً؛ لتلبية الزيادة في الطلب». وقال الفالح: إن النمو العالمي في الطلب من المتوقع أن يبقى قوياً العام القادم في أسواق آسيوية، مثل: الصين والهند، وأيضاً في الولايات المتحدة وأوروبا.ويقول تجار نفط، إن تزايد إنتاج الخام الأمريكي، الذي قفز بنسبة 16 في المئة منذ منتصف 2016 إلى 9.8 مليون برميل يومياً، يكبح صعود الأسعار.ويتوق المحللون أن الإنتاج الأمريكي سيتخطى قريباً حاجز العشرة ملايين برميل يومياً وهو ما سيكون مستوى قياسياً جديداً، ويأخذه إلى مستويات مماثلة لإنتاج السعودية وروسيا، أكبر المنتجين في العالم.وقال الفالح: إنه حتى مع الإمدادات الإضافية، التي تأتي من الولايات المتحدة فإن ذلك لن يبطئ «القوة الدافعة لإعادة التوازن» التي سيدعمها نمو قوي للطلب في 2018.وأضاف قائلاً: «لا أتوقع أن إعادة التوازن ستتحقق في الأشهر القليلة القادمة، وبالتأكيد ليس في النصف الأول (من 2018)، وأعتقد أننا سيكون لدينا المتسع من الوقت للمراقبة والمناقشة بحلول الوقت الذي سنلتقي فيه في يونيو/‏حزيران». إلى ذلك، قالت وزارة النفط العراقية، إنها بدأت استلام عمليات حقل «مجنون» النفطي من شركة رويال داتش شل، وأنها تخطط لزيادة الإنتاج في المستقبل، وأنها شكلت فريق إدارة محلياً لإدارة عمليات الإنتاج بعد خروج شل من الحقل في موعد أقصاه نهاية يونيو/‏حزيران من العام القادم.وأكد وزير النفط جبار اللعيبي في بيان، أن أولوية فريق الإدارة الجديد ستكون خفض كلفة إنتاج برميل الخام من «مجنون» بنسبة 30 في المئة.وقالت الوزارة، إن العراق يخطط لزيادة إنتاج حقل «مجنون» إلى 400 ألف برميل يومياً في السنوات القادمة دون أن تكشف عن إطار زمني محدد لتحقيق هذا. ويقول مسؤولون في قطاع النفط، إن حجم الإنتاج الحالي نحو 235 ألف برميل يومياً. وأعطى خطاب مُوقع من وزير النفط العراقي جبار اللعيبي بتاريخ 23 أغسطس/‏آب اطلعت عليه «رويترز» الموافقة على خروج الشركة الإنجليزية الهولندية من «مجنون»، وهو حقل نفطي كبير بالقرب من البصرة بدأ الإنتاج في 2014. وقالت شل، إنها ستركز على جهودها في تطوير وتوسعة شركة غاز البصرة في العراق بعد تسليم عمليات «مجنون» إلى الحكومة العراقية. (رويترز)

مشاركة :