يعمد العديد من السياسيين للظهور هذه الأيام، بمناسبة أعياد الميلاد، من أجل التواصل مع ناخبيهم وتعزيز الثقة بهم. وفي حين تفضل شخصيات في بريطانيا نشر صور بهذه المناسبة، وهم يحملون شطائر اللحم، خرج سياسي في نيجيريا عن المألوف ليظهر في مقطع موسيقي انتشر على الشبكة العنكبوتية مثل النار في الهشيم. فقد ظهر السيناتور عن مقاطعة «كوغي ويست»، دينو ميلاي، في كليب موسيقي لفنان محلي مشهور مرتدياً قميصاً كتب عليه «أسطورة». ويتركز المقطع على البذخ بما في ذلك السيارات الفارهة ورمي الأوراق النقدية في الشارع. ويقال إن السيارات الفارهة التي ظهرت في المقطع هي للسيناتور الثري، فضلاً عن الدولارات التي كانت ترمى. وكان المغني المعروف باسم «كاك» يردد عبارات تمدح ميلاي وتذكر بثروته؛ من خلال ركوب سيارة رولز رويس، وتناول مبالغ من المال ثم رميها يميناً وشمالاً. وبعدها يظهر المغني في مطعم مع مجموعة من أصدقائه يتناولون طعاماً فاخراً، ثم يدفع فواتير كبيرة، تبلغ مئات الدولارات. ويذكر أن كاك اشترك مع نجل وزير البترول النيجيري، أيب كاشيكو، في إنتاج فيلم موسيقي نال شهرة كبيرة في نيجيريا وأثار جدلاً واسعاً. وقال سولا تايو، من «شاتام هاوس» في لندن، إنه عندما شاهد المقطع الموسيقي الذي ظهر فيه السيناتور النيجيري، اعتقد أن الأمر يتعلق بالسخرية السياسية، مضيفاً: «قلت في نفسي، انظر كيف يجسد حياة السيناتور ميلاي»، وتابع: «لا أعتقد أن هناك شيئاً إيجابياً بالنسبة للسيناتور، إنه توبيخ لهذا السياسي الذي لا يحسن التصرف، والأمر أقرب إلى السخرية». ويذكر أن السخرية السياسية في نيجيريا باتت أكثر شعبية من أي وقت مضى. ويعتبر ميلاي هدفاً للبرامج الساخرة على شاشات التلفزيون المحلية، ويتهم من قبل الكثيرين بالمراوغة، خصوصاً بعد أن ألّف كتاباً بعنوان «التسلل إلى النفسية النيجيرية وإرشادها بأن الفساد خطر يجب فهمه ومعالجته». وفي الوقت نفسه، قال السيناتور المثير للجدل إنه يفضل الموت على دعم رئيس مجلس الشيوخ، بوكولا سراكي، الذي قضى معظم فترة ولايته في محاربة الفساد، كما أن ميلاي رفض الإفصاح عن أصوله وممتلكاته ومن غير الواضح، أيضاً، كيف جمع ثروته المثيرة للتساؤلات. وقال تايو إن أشخاصاً مثل ميلاي مشهورون بالتبذير والبذخ في الإنفاق؛ إنهم لا يشعرون بالخجل من إظهار ثروتهم.