الكويت (الاتحاد) يكثر الحديث حول كأس الخليج، هي بطولة غير رسمية ومنافسات ودية، غير معترف بها من «الفيفا»، وليست مدرجة على «الروزنامة» الدولية، كل هذا لا يهم، الأهم أنها ولدت لتبقى ولتستمر، هي بطولة ودية، هي مناسبة حبية، وهي حكاية خليجية. الروايات كثيرة حول مرحلة التأسيس، من هو صاحب الفكرة، ومن هم الأشخاص الذين قاموا بتبنيها، وتحويلها إلى مشروع عمل، والبداية كانت عندما تم تعيين الأمير خالد الفيصل مديراً عاماً لرعاية الشباب في السعودية عام 1967، وخلال تلك الفترة تلقى خطاباً من الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني آنذاك، تضمن طلباً بتبادل الزيارات بين المنتخبات السعودية والبحرينية، وباكورة ذلك ذهاب المنتخب البحريني إلى الرياض، وفي 14 أبريل 1968 وخلال الزيارة، وفي حفل العشاء الذي أقيم على شرف الوفد الزائر، ألقى الأمير خالد الفيصل كلمة ترحيبية، وجاء فيها أمنيته أن تقام دورة تحت مسمى كأس الخليج تجمع إمارات الخليج العربي. ويقول المؤلف محمد القدادي في كتابه «قصيدة خالد الفيصل الأولى» في إشارة إلى أنه صاحب الفكرة، وأنها كانت أولى قصائده، وهو الملقب بـ«دايم السيف» والشاعر الكبير والمعروف بأمير الشعر النبطي، وفي اليوم التالي قام الأمير خالد الفيصل بإحاطة المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود بما حدث خلال تلك الزيارة، وعرض عليه الفكرة التي طرحها بارتجالية، فلقي من الملك فيصل ترحيباً وتشجيعاً، وطلب منه أن تكون البحرين هي البلد الأول لاستضافة البطولة. الاتحاد البحريني لكرة القدم، وعلى سدة رئاسته حينها الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة تبنى الفكرة، وشد الشيخ محمد بن خليفة الرحال على رأس وفد من الاتحاد البحريني، يضم سيف بن جبر المسلم سكرتير الاتحاد البحريني، وجاسم محمد أمين عضو الاتحاد إلى المكسيك، والموعد كان هناك في دورة الألعاب الأولمبية في مكسيكو عام 1968، وبعد رحلة شاقة استمرت 3 أيام كان المطلب الرئيسي، هو قبول عضوية الاتحاد البحريني في «الفيفا»، وبعد جهود ولقاءات رسمية مع وفود عدة، ثم لقاء مع السير ستانلي راوس رئيس الاتحاد الدولي آنذاك، تم قبول عضوية البحرين، كما وعد السير ستانلي راوس، الشيخ محمد بن خليفة بتلبية دعوته لزيارة البحرين، حين تسنح الفرصة لذلك، وكانت الدول الخليجية العضوة في «الفيفا» آنذاك، الكويت والسعودية، بالإضافة إلى البحرين التي تم قبول عضويتها في هذه الزيارة، وعلى هامش الزيارة أيضاً، قام الوفد البحريني بعرض فكرة إقامة بطولة تضم إمارات الخليج العربي، على العديد من الفعاليات التي استحسنت الفكرة وأيدتها، وفي فبراير 1969 قام السير ستانلي راوس رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بزيارة إلى البحرين، التقى خلالها بالراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين آنذاك، والتقى بالمسؤولين في البحرين، كما قام بإلقاء محاضرات عن الكرة وعن التحكيم، واستمرت زيارته خمسة أيام، اطلع فيها على مستوى الكرة البحرينية، ولقيت زيارته كل الحفاوة والتقدير من الأسرة الرياضية في البحرين، وخلال الزيارة، وفي اجتماع ضم رئيس «الفيفا» مع الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني، تم عرض فكرة إقامة بطولة كأس الخليج لدول المنطقة، ورحب السير ستانلي بالفكرة أشد الترحيب، على اعتبار أن دول هذه المنطقة لا يتاح لها الفرصة للاشتراك في البطولات والمسابقات العالمية، وستوفر لها هذه البطولة مجالاً للمنافسة والاحتكاك واكتساب الخبرات، وقد كانت وجهة نظر الشيخ محمد بن خليفة أن تشارك في البطولة منتخبات الكويت والسعودية والبحرين، وتشارك قطر في البطولة باستثناء خاص من رئيس «الفيفا»، حيث لم تكن حتى ذلك الوقت عضواً في المنظمة الكروية، وحصلت من أجل المشاركة على عضوية مؤقتة. ولم يتوقف دور الشيخ محمد بن خليفة على هذا الأمر، بل قام بزيارة شملت بلدان الخليج لإطلاعها على اجتماعه مع السير ستانلي راوس، وعرض عليهم فكرة إقامة البطولة، ولقيت زيارته كل ترحيب ووجدت فكرته التشجيع والموافقة، على أن تجتمع الدول المشاركة في البحرين، في اجتماع تمهيدي لإقرار نظام البطولة. ... المزيد
مشاركة :