أغلبية دول العالم ترفض قرار ترامب بشأن القدس

  • 12/22/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، بأغلبية ساحقة، قراراً يرفض اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، بتأييد 128 دولة، ورفض تسعة، وامتناع 35 بلداً عن التصويت لمصلحة القرار، الذي استبقته واشنطن بالتهديد بقطع المساعدات عن أية دولة تصوّت ضد أميركا. وأشادت دولة الإمارات العربية المتحدة بالقرار الأممي. وكتب معالي الدكتور أنور قرقاش على صفحته في "تويتر" إن "قرار الجمعية العامة حول القدس الشريف انتصار للشرعية الدولية وللقضية الفلسطينية"، وأضاف إنه "موقف أخلاقي مهم ورسالة واضحة من المجتمع الدولي، توظيف هذا الرصيد يتطلب عملاً جاداً والتوقف عن الاستغلال الكيدي للقضية الفلسطينية".ويؤكد مشروع القرار أن مسألة القدس هي إحدى قضايا الوضع النهائي التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. ويعرب عن الأسف البالغ إزاء القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس، ويؤكد أن أي قرارات أو إجراءات «يقصد بها تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو وضعها أو تكوينها الديمغرافي، ليس لها أثر قانوني وتعد لاغية وباطلة، ويتعين إلغاؤها امتثالاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة». ويهيب مشروع القرار، في هذا الصدد، بجميع الدول «أن تمتنع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف، عملاً بقرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر عام 1980». ويطالب جميع الدول بالامتثال لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمدينة القدس الشريف، وعدم الاعتراف بأي إجراءات أو تدابير مخالفة لتلك القرارات. وكرر مشروع القرار الدعوة إلى إزالة الاتجاهات السلبية القائمة على أرض الواقع التي تعرقل حل الدولتين، وإلى تكثيف وتسريع الجهود الدولية والإقليمية والدعم الدولي والإقليمي الهادفين إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط دون تأخير. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أعلن أن الدول العربية ستطلب من الجمعية العامة تمرير قرار مُلزم لكل مؤسسات الأمم المتحدة، يدين الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، استناداً إلى بند الاتحاد من أجل السلم. تهديد أميركي وكررت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي تهديداتها للدول التي ستصوت تأييداً لقرار يدين قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، قبيل هذا التصويت. وقالت هايلي: «ستتذكر الولايات المتحدة هذا اليوم (...) هذا التصويت سيحدد الفرق بين كيفية نظر الأميركيين إلى الأمم المتحدة وكيفية نظرتنا إلى الدول التي لا تحترمنا في الأمم المتحدة». وأضافت: «سنتذكره حين سيطلبون منا مجدداً دفع أكبر مساهمة (مالية) في الأمم المتحدة. وسنتذكره حين ستطلب منا دول عدة، كما تفعل غالباً، دفع المزيد واستخدام نفوذنا لمصلحتها». وأكدت هايلي أن قرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، الذي أُعلن في السادس من ديسمبر، «لا يؤثر بتاتاً في قضايا الوضع النهائي بما فيها حدود القدس». وتابعت أن «هذا القرار لا يستبعد حل الدولتين إذا توافق الطرفان عليه. هذا القرار لا يشكّل أي اعتداء على جهود السلام، بل إن قرار الرئيس يعكس إرادة الشعب الأميركي وحقنا، كأمة، في اختيار مكان سفارتنا». بدوره، تبجّح السفير الإسرائيلي لدى المنظمة الدولية داني دانون على منبر الجمعية العامة في نيويورك بأن إسرائيل «لن يتم إخراجها أبداً من القدس». تنديد بالتهديد وقبيل ذلك، ندد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي على المنبر نفسه بتهديد هايلي بأنها «ستسجل أسماء» الدول الأعضاء في الجمعية التي ستصوّت تأييداً للقرار. وقال: «التاريخ يسجل الأسماء ويتذكر الأسماء، أسماء من يدافعون عن الحق وأسماء من يكذبون. اليوم، نطالب بالحقوق والسلام». وأكد المالكي أن القدس هي مفتاح الحرب والسلم في منطقة الشرق الأوسط. وقال إن القرار الأميركي يؤجج المشاعر الدينية ويخدم مصالح إسرائيل وخططها العدوانية وقوى التطرف في العالم. وأضاف أن كل الأطر الدولية أجمعت على حق الفلسطينيين في القدس، وقال: «إننا متمسكون بمساعي تطبيق السلام». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو شن قبل التصويت هجوماً عنيفاً على الأمم المتحدة، ووصفها بأنها «بيت أكاذيب». وقال نتانياهو، في كلمة أدلى بها في مدينة أسدود الساحلية: «إسرائيل ترفض تماماً هذا التصويت حتى قبل الموافقة» على مشروع القرار. جنوب إفريقيا تقرر خفض التمثيل الدبلوماسي في إسرائيل قرر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي في سفارته بتل أبيب إلى درجة مكتب اتصال، بسبب قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل. جاء هذا القرار قبل تصويت الأمم المتحدة، أمس، على قرار يدعو واشنطن إلى سحب الاعتراف. واتُّخذ القرار، في نهاية مؤتمر للحزب الحاكم استمر خمسة أيام، وانتُخب فيه سيريل رامافوسا زعيماً جديداً للحزب، والرئيس المرجّح المقبل لجنوب إفريقيا في انتخابات 2019 خلفاً لجاكوب زوما. وقال إيس ماجاشولي، الأمين العام الجديد للحزب: «وافق الأعضاء على مقترح يُلزمنا بتقديم دعم عملي لشعب فلسطين المقهور، واستقروا على التخفيض الفوري وغير المشروط لسفارة جنوب إفريقيا في إسرائيل إلى درجة مكتب اتصال». وقالت وزارة العلاقات والتعاون الدولي في جنوب إفريقيا بموقعها الإلكتروني إنها تشعر بقلق بالغ من قرار ترامب، لأنه سيقوّض عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي تجمدت منذ 2014. ونددت منظمات يهودية في جنوب إفريقيا بقرار الحزب. سفارة في فلسطين وفي كوالالمبور، صرح وزير الدفاع الماليزي، هشام الدين حسين، أمس، بأنه من المتوقع مناقشة اعتزام ماليزيا فتح سفارتها في فلسطين، أثناء اجتماع مجلس الوزراء المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الوطنية الماليزية (برناما)، عن حسين - وهو وزير المهام الخاصة –القول، إنه يجب جمع الآراء من وزراء الحكومة والأطراف الأخرى، وخاصة من ناحية الاقتصاد والأمن، قبل اتخاذ أي قرار. وأضاف أن «اجتماع مجلس الوزراء الأربعاء لم يتطرق إلى هذه القضية». وقال: «علينا أن ننتظر عودة رئيس الوزراء إلى أرض الوطن أولاً (وذلك بعد زيارته الرسمية لدول عدة)، وستكون هذه القضية بين جدول الأعمال لعام 2018». وأفادت «برناما» بأن تصريحات حسين جاءت رداً على سؤال عن اقتراح تركيا ونيتها فتح سفارتها في القدس، باعتبار هذه المدينة عاصمةً لفلسطين.

مشاركة :